"#وعرنا_تحترق" نداءات استغاثة من الحي الحمصي المحاصر

"#وعرنا_تحترق" نداءات استغاثة من الحي الحمصي المحاصر

17 ديسمبر 2014
نشر ناشطون صوراً وفيديوهات توضّح جزءاً من معاناة الحي
+ الخط -
لم يملّ السوريون للسنة الرابعة من عمر ثورتهم، من توجيه رسائل إلى العالم، علّ أحداً يكترث بها، ويخطو خطوة صغيرة لإيجاد حل، يخلّصهم ربّما من القتل والقصف والنزوح، ويحاسب قاتلهم، فتجدهم لا يزالون يطلقون حملات إعلامية، ونداءات استغاثة وحتى لو اقتصرت على وسم موحّد ينشرونه في صفحاتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

"#وعرنا_تحترق" وسم أطلقه ناشطون إعلاميون قبل نحو شهرين على "فيسبوك"، للتضامن مع حي الوعر المحاصر بمدينة حمص، إزاء التصعيد العسكري الذي نفّذته قوات النظام ضدّه حينها. وعاد الوسم إلى الظهور مجدداً وبكثافة أمس، بعد أن شهد الحي مجزرةً ارتكبتها طائرات النظام.

ويقول مراسل "شبكة سورية مباشر"، محمد الحميد، وأحد القائمين على الحملة، لـ"العربي الجديد": "كحال كل الحملات التي أطلقها سوريون من قبل، لم نجد تجاوباً من قبل الأمم المتحدة، ولا المنظمات الدولية والإنسانية، إلا أننا أوصلنا رسالةً عرّفنا من خلالها الرأي العام الخارجي بالوضع الإنساني المتردي في حي الوعر، والقصف الهمجي الذي يتعرّض له، وأصبح لقضيتنا صدى".

وكان بيان الإعلان عن الحملة قد طالب "المنظمات الدولية والأطراف الفاعلة وذات الصلة، بأن تتحلى بالمسؤولية تجاه حي الوعر، وتجد آلية فاعلة لحماية المدنيين فيه، من الإبادة الجماعية التي تنتهجها السياسة الأمنية للنظام وميليشياته ومواليه في المدينة، قبل فوات الأوان".

وأضاف البيان: "إن هذا الحي يرفع الصوت عالياً صارخاً: وعرنا تحترق، ليسمع كل الأطراف أنه على أعتاب محرقة كبيرة تنذر بكارثة اجتماعية وإنسانية خطيرة، قد يدفع ثمنها الأول المدنيون من أهالي الحي، وأن تبعات هذا الحريق لن تسلم منه المناطق المؤيدة للنظام ولا أحياؤه وساكنوها".

في موازاة ذلك، نشر ناشطون صوراً وفيديوهات توضّح جزءاً من معاناة الحي، وأرفقوها بالوسم، "ما لاقى تفاعلاً كبيراً، وأحدث صدى في الوسط الإعلامي، حسب الناشط الحميد.

وكانت طائرات النظام قد ارتكبت صباح يوم أمس الثلاثاء مجزرة في حي الوعر، أودت بحياة اثني عشر مدنياً، وأسفرت عن إصابة عشرات آخرين بجروح، وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف، منع المسعفين من انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

وتحاصر قوات النظام حي الوعر، منذ قرابة عام ونصف عام، كونه الحي الوحيد ذا الأغلبية المعارضة، المتبقي في مدينة حمص، كما صعّدت القوات من قصفها له مع بداية شهر أوكتوبر/تشرين الأول، لترتكب أربع مجازر بالطيران والأسطوانات المتفجرة والقنّاصة، بحق مدنييه حتى اللحظة.

ويقطن الحي نحو ثلاثمئة ألف مدني، معظمهم نازحون من أحياء حمص القديمة، في وقت تستهدف فيه قوات النظام كافة طرقات الحي بقنّاصتها ومدفعيتها، من أماكن تمركزها المتمثّلة بـ"الكلية الحربية"، و"حاجز المزرعة"، و"منطقة البساتين"، و"مستشفى حمص الكبير"، و"الغابة".

يُذكر أن حملتين إعلاميتين مشابهتين لـ"وعرنا تحترق" أُطلقتا الشهر الجاري، الأولى أطلقتها "لجان التنسيق المحلية" للتضامن مع الناشطة الحقوقية رزان زيتونة ورفاقها، المختطفين من دوما قبل عام عبر هاشتاغ "حاضرين بغيابكم"، والثانية أعلن عنها ناشطون وصحافيون، للمطالبة بفك الحصار عن الغوطة الشرقية، عبر وسم "السجن الكبير".

المساهمون