إيران ترفع الحظر عن تطبيق "تيليغرام"

إيران ترفع الحظر عن تطبيق "تيليغرام"

14 يناير 2018
قيّدت إيران الوصول للتطبيق (تويتر)
+ الخط -
رفعت السلطات في إيران الحظر الذي فرض على تطبيق "تيليغرام" قبل أسبوعين تقريباً، فبات استخدامه متاحاً للجميع مرة ثانية، بعد أن قرر المعنيون حظره إثر الاحتجاجات التي خرجت في البلاد بشعارات اقتصادية وسياسية منها ما طاول النظام، وبسبب وجود قنوات إيرانية معارضة فاعلة عبره، تنشر أخبارها من الخارج.

وقبل ذلك ألغت السلطات الحظر الذي فرض على تطبيق "إنستاغرام" لذات الأسباب، فأصبح متاحاً من جديد.
وأشارت وكالة "إيسنا" الإيرانية إلى أن إلغاء الحظر جاء بقرار من الرئيس الإيراني، حسن روحاني. وأكدت إدارة العلاقات العامة في وزارة الاتصالات الإيرانية إلغاء الحظر عملياً وبشكل كامل، بينما لا يزال سارياً على مواقع تواصل أخرى، من قبيل "تويتر" و"فيسبوك"، والمحظورة منذ 2009.

وعن هذا الأمر، ذكر روحاني في كلمة ألقاها، الأحد، أن المساحة الافتراضية ومواقع التواصل قد تكون مفيدة للشباب، معتبرًا أن الحظر لا يحل المشكلات، بل يجب نشر التوعية حول كيفية استخدامها بشكل سليم. وقال روحاني أيضاً إن "النظام الملكي البهلوي السابق كان يعتمد التشويش على بث الراديوهات ولكنه لم ينجح في مسعاه".

وتساءل روحاني عن فاعلية الحظر في هذه الأيام، قائلاً إن "استخدام الصحون اللاقطة لمشاهدة القنوات الأجنبية تم منعه في السابق، ولكن هل هذا يعني أن الإيرانيين لا يستخدمونها؟" وأكد على ضرورة الاستفادة من العلم والتقنيات الحديثة بشكلها الصحيح، وطرح تنظيم "داعش" كمثال، فقد استخدم عناصر التنظيم الإنترنت بشكل سيىء للغاية بحسب رأيه، كما دعا الأجهزة المعنية في إيران لفتح الباب للنقد البناء، بما يزيد من مساحة الحريات.

ورحبت شخصيات إيرانية، ومنها نواب في البرلمان الإيراني، بقرار رفع الحظر عن "تيليغرام" بالذات، وهو المستخدم بشكل أساسي في البلاد. ونقلت وكالة "إيسنا" عن النائب فريد موسوي قوله إن عدداً كبيراً من الإيرانيين ممن لم يكونوا يعرفون كيفية استخدام كواسر الحظر الإلكترونية وتطبيقاتها، تعرفوا عليها بعد حظر تيليغرام، مضيفاً أن هذه الوسائل لم تعد فقط وسيلة للتواصل بل فتحت باباً للأشغال الصغيرة وللتجارة الإلكترونية وهو ما خلق فرص عمل لكثيرين.

من جهتها، ذكرت النائبة بروانة سلحشوري أن حظر "تيليغرام" كان مخالفاً لوعود روحاني الانتخابية بالأساس، مشيرة هي الأخرى إلى أنه ورغم المنع كان كثيرون يدخلون إلى تيليغرام بل وتعرفوا على طرق جديدة للدخول لمواقع ممنوعة أخرى. إلا أن النائب الإصلاحي محمود صادقي اعتبر أن إلغاء الحظر يؤكد على وجود صلاحيات لروحاني، تتجاوز الضغوطات عليه، داعياً لشد الإيرانيين نحو وسائل الإعلام المحلية برفع مستوى الثقة بها وبمصادرها بدلاً من حظر الخيارات الأخرى.

لكن القرار لاقى انتقادات جهات أخرى، فقد دعا متشددون محافظون في وقت سابق للإبقاء على الحظر منعاً لـ"محاولات التحريض الخارجية والغربية"، حسب رأيهم.

وانتقد الصحافي الإيراني، مهدي محمدي، المحسوب على خط المحافظين كلاً من روحاني ووزير اتصالاته آذري جهرمي، قائلاً إنهما يتحملان المسؤولية المباشرة عن هذه الفعلة، واعتبر أنّ كل الأدلة أثبتت أن هذا التطبيق ساهم بالترويج للعنف خلال الأحداث الأخيرة.
وكتب في تغريدة على "تويتر": "أتمنى أن يكون جهرمي قد حصل على إذن مؤسس (تيليغرام) بافل دوروف، بالوصول لأصحاب سوابق الجرائم الإلكترونية، التي تسببت بقتل أطفال وتوزيع المخدرات، أتمنى أيضاً أن يتحمل الجميع مسؤوليته مما سيحدث اعتباراً من الآن".

وقبل حظر "تيليغرام"، كتب وزير الاتصالات الإيراني، آذري جهرمي، تغريدة طلب فيها من دوروف التعامل مع قناة أمد نيوز المعارضة، والتي كانت تعلّم متابعيها كيفية التعامل مع قوى الأمن، ونشرت معلومات حول كيفية تحضير قنابل المولوتوف يدوياً. وردت الإدارة الروسية بقبول الطلب الإيراني من خلال إيقاف عمل القناة بالكامل، التي عادت باسم آخر وهو "صداي مردم"، لكن ذلك جاء بعد أن قام مجلس الأمن القومي الإيراني بحظر التطبيق.

ويستخدم "تيليغرام" 40 مليون إيراني، وهناك آخرون يعملون عليه، من خلال فتح قنوات لبيع الملابس أو حتى الأدوات المنزلية. وبحسب تقارير غرفة التجارة، وفّر التطبيق 15 ألف فرصة عمل، تعطّلت بالكامل خلال الحظر. وكان جهرمي قد أكد على ضرورة رفع الحظر، لكن مع عدم السماح بعمل قنوات وصفها بـ"الإرهابية" عبره.

المساهمون