الإعلام الأميركي: سقطات بالجملة

الإعلام الأميركي: سقطات بالجملة

13 فبراير 2015
"أوقفوا الإسلاموفوبيا" (Getty)
+ الخط -
يبدو أنّه عصر سقطات الإعلام الأميركي. منذ بداية العام، والسقطات تتوالى. فبعد اعتداء "شارلي إيبدو" أظهرت قنوات أميركيّة عدة تحريضاً على المسلمين، وبثّت تصريحات تشجّع على الإسلاموفوبيا... وصولاً إلى قتل المسلمين الثلاثة أول من أمس.

بدأت هذه السقطات مع قناة "فوكس نيوز"، التي اعتبرت أنّ "هناك مناطق حكر على المسلمين" في بريطانيا وفرنسا. أثارت التصريحات المتتالية على القناة ردود فعل من مستخدمين لوسائل التواصل حول العالم، والذين طالبوها بالاعتذار. وأعلنت بلديّة باريس أنّها ستُقاضي القناة، التي بدورها اعتذرت ورفضت المحاكمة. وبعد حرق تنظيم "الدولة الإسلامية" للطيار الأردني معاذ الكساسبة، عرضت القناة فيديو الحرق، وبثّته عبر موقعها الإلكتروني.

بالتزامن مع ذلك، برزت قضيّة مذيع نشرة Nightly News على قناة NBC براين ويليامز. المذيع الذي يُقدم النشرة من عام 2004، قال إنّه وأثناء تواجده في العراق عام 2003 تعرضت طائرة هيليكوبتر كان على متنها لقصف صاروخي وكادت تنفجر. كذّب الجيش الأميركي الموضوع، ليعود ويعتذر ويليامز ليقول إنّه "ربّما أخطأ أو اختطلت عليه الأمور بعد مرور 12 عاماً".
هذه القضية، تفاعلت بشكل كبير، واستنكرها الأميركيون على وسائل التواصل، فأعلنت القناة، أول من أمس، إيقاف المذيع لمدة ستة أشهر من دون راتب (كان يتقاضى 10 ملايين دولار سنوياً).

وأول من أمس، إثر قتل الأميركي كريغ هيكس (49 عاماً) للمسلمين الثلاثة في عمر الشباب: السوري ضياء بركات (23 عاماً) ويسر أبو صالحة (21 عاماً) وأختها رزان أبو صالحة (19 عاماً) في ولاية كارولاينا الشمالية عبر إطلاق النار على رؤوسهم، كانت السقطة الكبرى.

فبعد 12 ساعة على الحادثة، لم يكن الإعلام الغربي قد ذكرها إطلاقاً. فلم تذكرها "سي إن إن" ولا "رويترز" ولا "بي بي سي"، ولا أي من المواقع والقنوات الأميركية. وحدها "الإندبندنت" البريطانيّة نشرت الموضوع وكثّفت من الأخبار عنه وتابعته. بعدها، ذكرت "سي إن إن" الموضوع. وإثر انتشار وسم #ChapelHillShooting بكثافة، ووصوله إلى قمة لائحة الأكثر تداولاً، بدأت تغطية الإعلام الأميركي للموضوع، أي بعد عشرين ساعة على الحادثة.

في تصريح لـ"العربي الجديد" أمس، قالت مريم ياسين، وهي طالبة جامعية ومن الجالية العربية في ولاية كارولاينا الشمالية "إننا نشعر بالخوف والذهول وخيبة الأمل من التغطية الإعلامية الباهتة". وأضافت: "كان علينا أن نقرأ عن تفاصيل الخبر في وسائل الإعلام الأجنبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وليس في وسائل الإعلام الأميركية. كأن دمنا كعرب ومسلمين أميركان ليس له نفس القيمة!".

الغضب العارم من تعاطي الإعلام بهذا الأسلوب مع القضية انتشر بشكل كثيف على وسائل التواصل. ودان المستخدمون هذا التغييب للقضية. وسألوا: "هل لأن القاتل أبيض البشرة والضحايا مسلمون لا يُغطيه الإعلام الغربي؟". ونشر المستخدمون وسم #MuslimLivesMatter كردّ على الموضوع.

كُلّ ذلك، حدث فيما كان المستخدمون ينشرون صوراً من حساب المعتدي على "فيسبوك"، تُظهر أنّه معجب بالمذيع الأميركي، بيل ماهر، ونشر تصريحات محرضة على المسلمين.

[إقرأ أيضا: CBS تحتقر ضحايا شابيل هيل: قُتلوا بسبب موقف سيارة ]

دلالات