عام على رحيل حارس الثورة السورية عبد الباسط الساروت

عام على رحيل حارس الثورة السورية عبد الباسط الساروت

08 يونيو 2020
جدارية للساروت في بنش (عمر الحاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
استعاد ناشطون وصحافيون سوريون معارضون للنظام ذكرى عبد الباسط الساروت، أحد أهم رموز الثورة السورية، الذي قتل في مثل هذا اليوم قبل عام على الجبهات بعد مسيرة طويلة من النشاط السلمي كقائد للتظاهرات في مدينته حمص وأحيائها، بداية الثورة عام 2011.

ونشر الناشطون فيديوهات وصوراً لـ"شهيد الثورة"، مسلطين الضوء على المواقف التي عبّر عنها الساروت، فكتب الناشط الإعلامي غياث شيخ دياب: "ثار فتظاهر فغنى فقاتل فحوصر فتهجر فقاتل فقتل".


ونشر الرسام عمر دحروج لوحة بورتريه من عمله عن الساروت في ذكرى رحيله، معلقاً عليها: "عام مضى على رحيلك، لن ننساك ما حيينا، رمز التضحية والنضال، الشهيد البطل عبد الباسط الساروت".

وشارك الناشط هادي العبد لله مقطعاً مصوراً وجه خلاله كلاماً مؤثراً، مشيراً إلى أنه "بقدر ما كانت لحظة استشهاد عبد الباسط موجعة، فإنها كانت بقعة ضوء للاجتماع حولها".

وردد متظاهرون في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، عبارة "يرحم روحك يا ساورت"، خلال المظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت يوم الأمس، واستمرت حتى اليوم، بحسب ما أظهرت مقاطع مصورة قادمة من هناك.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال الناشط والصحافي خالد أبو صلاح، أحد أصدقاء الساروت وابن مدينته حمص، إن أحلام عبد الباسط عند مشاركته بالثورة كانت بسيطة كباقي السوريين، وتتمثل بالحرية والكرامة، موضحاً أن "شجاعة عبد الباسط وإيمانه بالثورة منذ لحظاتها الأولى، غلبت خوفه على مكانته في منتخب سورية للشباب ونادي الكرامة الحمصي، فكان صوته الشجي علامة لمظاهرات مدينة خالد ابن الوليد".

ولفت أبو صلاح إلى أن "حضور الساروت وإخلاصه للثورة، سواء في الجانب السلمي أو العسكري، مكنه من تبوء مكانة متقدمة في قلوب الناس، وصدقه وعفويته وزهده، عززت هذه المكانة، ما يجعله الأيقونة الأبرز والأشبه في الثورة السورية بلا منازع".

فيما قال شاكر المصري، أحد أصدقاء عبد الباسط الساروت ورفيقه في التظاهرات الأولى، متحدثاً عن مرحلة البدايات: "باسط شاب بسيط وعفوي جداً، وكان من أوائل الشباب الذين شاركوا وقادوا المظاهرات في مدينة حمص، أحلامه بسيطة مثل جميع السوريين، الحرية والكرامة وبلد حرة دون نظام الأسد، خال من الظلم والقهر".

مضيفاً في حديث مع "العربي الجديد": "قصة الساروت تجسد مسار الثورة السورية بجميع مراحلها من شغفنا وأملنا في البداية ووضعنا الآن، وهب حياته للثورة وعمل لأجلها بكل صدق حتى استشهاده، اكتسب رمزيته من خلال عفويته، وصدقه، وحبه للناس، ومع خبر استشهاده تسلل شعور إلينا بأن الثورة انتهت، ولكن أهازيجه عن الثورة بصوته المبحوح تحيي فينا الأمل دائمًا وتعيدنا لأيام الثورة الأولى، ولا بد أننا مستمرون بنضالنا على دربه حتى سقوط النظام".

وعبد الباسط هو ابن مدينة حمص، كان حارس مرمى في فريق شباب نادي الكرامة قبل أن يتم استدعاؤه لمنتخب سورية للشباب بكرة القدم، وفي الفترة ذاتها اندلعت الثورة السورية، فتخلى عن مركزه كحارس في مرمى المنتخب، لينضمّ إلى التظاهرات. وتنقل عبد الباسط بين النشاط السلمي والعسكري إلى أن قضى في معارك ضد قوات النظام في مثل هذه اليوم من العام الماضي.

 

المساهمون