تغريدة للسفيرة الفرنسية تغضب المغاربة

تغريدة للسفيرة الفرنسية تغضب المغاربة

06 يونيو 2020
السفيرة الفرنسية في المغرب هيلين لوغال (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حالة من الغضب خلفتها تغريدة للسفيرة الفرنسية في الرباط هيلين لوغال، كشفت فيها عن تقديم رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، شكيب بنموسى، "تقريراً مرحلياً" عن عمل اللجنة، خلال اجتماع عن بعد عقد أمس الجمعة.

وقالت السفيرة الفرنسية في تغريدتها:" أشكر شكيب بنموسى رئيس اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، وهو سفير المغرب في فرنسا، على تقديمه لي هذا الصباح تقريراً مرحلياً عن عمل اللجنة.. آفاق جيدة جداً للاتفاق الاقتصادي الجديد".

أحرجت تغريدة سفيرة فرنسا رئيس اللجنة التي أوكل إليها العاهل المغربي محمد السادس مهمة بلورة النموذج التنموي الجديد في المملكة، بعد أن طاولته انتقادات حادة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد اعتبار ما وقع "فضيحة مدوية، وتدخلاً سافراً في السيادة المغربية"، مطالبين بإقالته.

واعتبر الصحافي ومدير تحرير موقع "آذار"، مصطفى الفن، ما وقع " فضيحة مدوية ما كنا سنطلع عليها لولا أن هذه المقيمة العامة هي نفسها تكفلت بمهمة إخبارنا بما دار بينها وبين شكيب بنموسى. والأخطر من ذلك أن بنموسى، الذي يقال إنه حامل لجواز فرنسي، اختار الصمت كما لو أنه معين على رأس هذه اللجنة التنموية من طرف ماكرون وليس من طرف ملك المغرب".

وأضاف متسائلاً: "دعونا نتصور لو أن سفيراً فرنسياً قام بربع ما قام به السفير المغربي بنموسى، أكيد ستقوم الدنيا ولن تقعد أبداً، وأكيد سيصبح صاحب هذه (الفعلة) في (خبر كان) لأن (السيادة) خط أحمر وليست مجالا للمقامرات والمغامرات المستفزة للشعور القومي للوطن والمواطنين".

أستاذ العلوم السياسية عبد الرحيم المنار السليمي قال: "نحن دولة ذات سيادة ولا نعيش تحت الحماية الفرنسية، على السيد بنموسى أن يشرح لنا لمن تقوم لجنته بإعداد النموذج التنموي، ومن الأحق بمعرفة المرحلة التي وصل إليها إعداد هذا النموذج؟ الأمر يتعلق بخطأ كبير يمس بالسيادة المغربية وبتاريخ المغرب، مطلوب من السيد بنموسى أن يشرح لنا ما صرحت به سفيرة فرنسا بالمغرب، فما قالته واضح ولا يحتاج التأويل، السؤال هو لماذا؟ يوجد دستور وقواعد دبلوماسية على السيد بنموسى أن يحترمها، وبعمله هذا ارتكب خطأ كبيرا يضرب به عمل لجنة كاملة".

وعلق المحلل السياسي والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، عمر الشرقاوي، على تغريدة السفيرة الفرنسية: "حتى إذا ارتأى بنموسى الاستماع للهيئات الديبلوماسية الممثلة في المغرب في إطار جلساته لإثراء الأفكار حول التجارب التنموية الدولية، فتلك صيغة لها بروتوكولاتها ولا تتم عبر اتصالات بطلب منه أو منها. ينبغي أن يفهم سي بنموسى أن تغريدة السيدة السفيرة كانت غير موفقة، وهي تعطي الانطباع بكوننا ما زلنا نعيش تحت الوصاية الكولونيالية".

وفيما اعتبر الصحافي أحمد الأرقام أن "التكنوقراطي بن موسى سقط في فخ عقدة الأجنبي بالخضوع لهم وتسريب معلومات لا يحق له قانونيا ومؤسساتيا وسياسيا"، استنكر الناشط الحقوقي خالد البكاري "النبرة الاستعلائية" في تغريدة السفيرة الفرنسية، وكتب أن "الأسلوب الذي صيغت به التدوينة أسلوب المقيم العام وليس السفيرة... أسلوب يذكر بتغريدة ماكرون (الرئيس الفرنسي) التي يطلب فيها من الحكومة المغربية تسهيلات بخصوص إجلاء الرعايا الفرنسيين العالقين بالمغرب، بصيغة الأمر".

وكتب رئيس "الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية" فؤاد بوعلي: "الواجب ألا نستغرب من الأمر ما دام الأصل عليلا. فكيف تريد أن يكون المُخرَج؟ وكما قيل: منذ البدء كان الخطأ. فلجنة بنموسى التي اختارت لعضويتها بعض الوجوه التي لا تربطها بالمغربي إلا الانتماء (بالصدفة) فهي لم تختر موقعها في الحالة المدنية، وبعضها الآخر لا يعرف عن المغرب إلا الصورة العجائبية التي يقدمها لسادته الفرنسيين من أجل الظهور في الإعلام ودور النشر الفرنكفونية، وجل أعضائها لديهم جنسية مزدوجة.. فهل يمكن لمثل هذه التركيبة البشرية أن تفكر في المغرب أو بالمغرب؟".

في السياق ذاته، أبدى وزير السياحة السابق لحسن حداد استغرابه مما قام به بنموسى مع سفيرة فرنسا، مغرّداً "لماذا نحن بحاجة إلى دعم فرنسي لشيء يخصنا نحن المغاربة؟ فرنسا بلد صديق، صحيح، لكن استشارتها في موضوع داخلي لا أفهمه".

الناشط محمد بوكيلي اعتبر ما أقدم عليه بنموسى "خطيئة تمس السيادة المغربية، وفيها كثير من قلة احترام لتكليف جلالة الملك، وسوء تقدير لكل الهيئات التي قدمت مقترحاتها للجنة بما فيها الأحزاب والنقابات...".



دلالات

المساهمون