وثائقي "فرانس 5" "التشويهي" لحراك الجزائر يثير استياءً واسعاً

وثائقي "فرانس 5" "التشويهي" لحراك الجزائر يثير استياءً واسعاً

27 مايو 2020
اتهامات بتحريف الحراك وتلميع النظام (بلال بنسالم/ Getty)
+ الخط -
أثار بث قنوات فرنسية لشريط وثائقي وبرنامج عن الحراك الشعبي استياءً بالغاً في الجزائر، بسبب الصورة التي يقدمها عن الحراك الشعبي وتسليطه الضوء على خمسة من الناشطين "غاية مناهم من الحراك التقبيل والعيش خارج القيود الاجتماعية"، دون تقديم أي صورة عن الحراك المطالب بالديمقراطية واستقلالية العدالة وغيرها.

وتفاعلت مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي في الجزائر بردود فعل غاضبة من القناة الفرنسية، التي اتهمها ناشطون ومعلقون بتشويه الحراك الشعبي الذي كان يخرج كل جمعة من المساجد بعد الصلاة، فيما رأى البعض أن ذلك يدخل في سياق حملة إعلامية فرنسية ضد كل ما هو جزائري. وذهب معلقون إلى أن الوثائقي يصب في خدمة خطاب السلطة في الجزائر، إذ سبق لوزير الداخلية الجزائري السابق صلاح الدين دحمون أن "اتهم" ناشطين في الحراك بأنّهم "مثليون".

وبثت القناة الفرنسية الليلة الماضية وثائقي عن الحراك الشعبي أنتجه مخرج جزائري مقيم في فرنسا، صور جانباً من ناشطين مفترضين في الحراك يتحدثون عن نوازع الحرية الجنسية وكسر القيود الاجتماعية على الحريات الشخصية، فيما بثت قناة "إل سي بي" برنامجاً تعرّض للحراك في علاقة بمنطقة القبائل ذات الغالبية من السكان الأمازيغ، بهدف إثارة النعرات العرقية.

وعلقت عائشة بنقاسمي على الوثائقي بأنه "جزء من عقدة فرنسية قديمة هي الجزائر". وكتبت على صفحتها في فيسبوك "الفرنسي الذي عقدته ثورة أول نوفمبر 1954 عقدته أيضاً ثورة 22 فيفري السلمية... يعيش الحراك العظيم". وعلّق رئيس قسم الشؤون الدولية في صحيفة "الخبر" الجزائري رضا شنوف "على "ال سي بي" و"فرانس 5" على إصرار على تشويه الجزائر، ما الذي يزعج فرنسا اليوم؟".

كذلك كتب الباحث في علم الاجتماع السياسي ناصر جابي معلقاً "علاقتنا بالإعلام الفرنسي حكاما ومحكومين علاقة غير سوية، لا حل لها إلا بالمزيد من الحريات الإعلامية والسياسية عندنا هنا وليس في مكان آخر".


واعتبر المنتج التلفزيوني، محمد والي، أن الوثائقي يحيل إلى مسألة ضعف الواجهة الإعلامية للجزائر، من خلال ضيق الهامش المتاح للقنوات الجزائرية في صناعة صورة عن الحراك الجميل. وكتب معلقا "ما دام إعلامنا ضعيفا غير مقنن سنواجه المزيد من الأعمال الموجهة لنا دون المقدرة على الرد، في ظل القيود المحيطة بالعمل الإعلامي. تحرير الإعلام أولوية"، وأضاف "الوثائقي الذي بثته فرانس 5 شكلا ومضمونا هدفه تشويه الحراك الأصلي (الثوري) لخدمة أهدافها الرخيصة، الحمد لله أننا كنا جزء من الحراك لم نتقاطع مع تلك الأشكال والظواهر الغريبة والشرذمة التي أرادت ركوب الحراك المليوني الذي أبهر العالم بسلميته ومطالبه الإصلاحية والحمد لله مرة ثانية أننا وثقنا تلك الهبة النظيفة الطاهرة كي لا نتفاجأ غدا بأعمال مشابهة لما بثته فرنس 5 من أجل تزييف وتحريف هذا الحراك قصد خدمة مصالحها الضيقة و ضرب كل ما يربطنا بثوابتنا".

ونحت بعض التعليقات إلى اتهام هذا النوع من وسائل الإعلام الفرنسية والغربية بتقديم خدمة للسلطة، لتناغم مخرجاتها مع مخرجات خطاب السلطة. واعتبر الناشط السياسي أحمد بطاطاش  أن "الإعلام الغربي يحضر لمرحلة ما بعد الكورونا: تلميع صورة النظام وشيطنة الحراك".


ووصف الإعلامي المتخصص في الشأن الثقافي محمد علال الوثائقي بالضعيف فنيا وصحافيا وكتب على صفحته في فيسبوك "وثائقي (فرانس 5) بالإضافة إلى كونه عملاً ضعيفاً جداً من الناحية الفنية، بائس من الناحية الصحافية، فهو عمل لا يعكس قناعات الشباب المشاركين فيه.. الفيلم الذي حاول اللعب على مشاعر مجموعة من المراهقين، والمندفعين من الباحثين عن الظهور.. وفي هذا العمل الوثائقي استخدم المخرج بخبث شديد الجوانب الاندفاعية ولعب على مشاعر مجموعة من الشباب المراهقين، سيندمون لاحقاً وربما ندموا عن المشاركة في الفيلم".