بريطانيا: شبكات التواصل تحارب مع الحكومة مؤامرات 5G

بريطانيا: شبكات التواصل تحارب مع الحكومة مؤامرات 5G حول كورونا

06 ابريل 2020
تهديدات للعاملين في قطاع الاتصالات (تولغا أكمن/فرانس برس)
+ الخط -
تُحارب الحكومة البريطانيّة أخباراً كاذبة ونظريات مؤامرة انتشرت على نطاق الدولة تتعلّق باتهام شبكات الجيل الخامس 5G بالتسبب بانتشار فيروس كورونا، ما أدى إلى اعتداءات على عمال شركات الاتصالات، وأضرار بالشبكة. 

وذكرت صحيفة "أوبزيرفر"، الأحد أن وزير الثقافة، أوليفر دودن، سيجري محادثات مع منصات مثل "فيسبوك" و"واتساب" و"يوتيوب" و"تويتر" لإيصال رسالة مفادها أن نشر المعلومات الخاطئة عن 5G أمر غير مقبول.

ويخطط دودن لعقد اجتماعات افتراضية مع ممثلين من العديد من شركات التكنولوجيا الأسبوع المقبل لمناقشة الأمر.

وتنتشر نظريات المؤامرة الكاذبة على منصات أصغر مثل "نيكست دور" و"بينتريست" وموقع الالتماسات Change.org، بالإضافة إلى تلك الأكبر منها، كـ"فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"تيك توك"، حسبما تنقل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وقال العلماء إنّ فكرة الربط بين "كوفيد-19" و 5G هي "محض هراء" ومستحيلة بيولوجياً. كذلك نفاها أطباء ووزراء وخبراء.

والأسبوع الماضي، أضرمت النار بأعمدة إشارات الهواتف المحمولة في برمنغهام وميرسيسايد وبلفاست، وواجه مهندسو النطاق العريض تهديدات جسدية ولفظية من الناس الذين يعتقدون أن إشارات 5G مسؤولة عن الوباء العالمي، حسبما نقلت صحيفة "ذا غارديان".

واتخذت العديد من المنصات بالفعل خطوات لمعالجة المشكلة، لكنها لم تمنع مناقشة الموضوع مباشرةً.

وقال موقع "يوتيوب" إنّه سيقلّل من كمية المحتوى الذي ينشر نظريات المؤامرة حول الروابط بين تقنية 5G وفيروس كورونا التي يوصي بها للمستخدمين، بعد تسجيل أربع هجمات أخرى على صواري الهاتف في غضون 24 ساعة.

وجاء قرار الموقع بتقليل ظهور المحتوى المرتبط بالنظرية الزائفة، بعدما قالت شركة "فودافون" إن اثنين من الصواري الخاصة بها، واثنين آخرين تشاركهما مع O2 استُهدِفَت. 


وأضاف "يوتيوب" أنه سيزيل المقاطع التي تنتهك سياساته، مشيراً إلى أنّ مقاطع الفيديو هذه قد تعتبر "محتوى حدودياً" وقد تتعرض للقمع، بما في ذلك فقدان عائدات الإعلانات وإزالتها من نتائج البحث على النظام الأساسي. لكن المحتوى الذي هو ببساطة يحمل معلومات مغلوطة عن شبكات الاتصالات المحمولة 5G، دون الإشارة إلى فيروس كورونا، لا يزال مسموحاً به على الموقع.

وأظهر أحد مقاطع الفيديو الذي أزاله الموقع، رجلاً يدعي أنه مسؤول تنفيذي سابق في شبكة للهاتف المحمول في المملكة المتحدة، يشير زوراً إلى أن اختبارات فيروس كورونا استخدمت حقيقةً لنشر الفيروس، وأن الوباء أُنشئ لإخفاء الوفيات من جرّاء تكنولوجيا الهاتف النقال. لكن مقاطع فيديو مشابهة كانت متاحة على الموقع لأسابيع. 

ويحد "بينتريست" أيضاً نتائج بحثه عن فيروس كورونا والمصطلحات ذات الصلة، إلى عرض المعلومات المثبتة من المنظمات الصحية المعترف بها، ولكن ليس لديه قيود قابلة للمقارنة لـ5G.

وقال موقع "فيسبوك" إنه أزال أيضاً عدداً من المجموعات التي كانت تشجع على الهجمات على صواري 5G. وكان "فيسبوك" مليئاً بالمجموعات التي تدعي أن التكنولوجيا خطيرة، حيث تنشر الكثير منها أيضاً رسائل مضادة للقاحات.

وقال موقع Change.org إنّ طبيعته المفتوحة تسمح لأي شخص بإعداد عريضة بأي مشكلة يهتم بها، مضيفاً أنه يجب الامتثال لإرشاداته للبقاء على الإنترنت.

حتى وقت قريب، لم تفعل الشركات الكثير لمكافحة هذا الاتجاه. ليس لدى "تويتر" أو "يوتيوب"، على سبيل المثال، خيار في أنظمتهما للتبليغ عن المعلومات المضللة. وفي الأوقات العادية، تتردد منصات التواصل الاجتماعي للغاية في كبح ما تعتبره جزءاً أساسياً من مهمتها: إعطاء الناس الحق في حرية التعبير. ولكن هذه ليست أجواءً عادية، حسبما تشير "بي بي سي".

ففيما تشنّ الحكومة البريطانية حرباً على فيروس كورونا، ويواجه العاملون الرئيسيون الذين يعتنون بالبنية التحتية الحيوية سوء معاملة مستوحى من المنشورات عن وسائل التواصل الاجتماعي، يُضاف ضغط شديد على الشبكات لمحاربة "الهراء الخطير" الجديد.

المساهمون