أيبوبروفين وكورونا: احذروا الرسائل المزيفة

أيبوبروفين وكورونا: احذروا الرسائل المزيفة

06 ابريل 2020
استخدام أيبوبروفين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المرض(إيليا دميترياتشيف\TASS)
+ الخط -
تتداول وسائل التواصل الاجتماعي مزاعم عن مخاطر تناول أيبوبروفين في حال الإصابة بكوفيد-19. ما مدى صحّة هذه المزاعم؟

يقول أطباء في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن أيبوبروفين غير موصى به لعلاج أعراض فيروس كورونا وغيره من الفيروسات التاجية. بيد أنّ أولئك الذين يتناولون أيبوبروفين لحالات صحيّة أخرى، يجب ألا يتوقّفوا عنه من دون استشارة الطبيب.
يمكن لكل من الباراسيتامول وأيبوبروفين خفض درجة الحرارة والمساعدة في علاج الأعراض الشبيهة بالأنفلونزا. بيد أنّ أيبوبروفين وغيره من الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) ليس مناسباً للجميع ويمكن أن يسبب آثارًا جانبية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من الربو وأمراض القلب ومشاكل الدورة الدموية.

تعرض هيئة الإذاعة البريطانية بعض الأدلة التي تربط أيبوبروفين بمرض أكثر خطورة من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى. لكنّها تؤكّد أنّه مهما كانت صحّة النصيحة، لا يزال هناك قدر كبير من المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت. ويتم تداول رسائل وهمية على واتساب، تدعي أنّه كان هناك أربعة شباب في وحدة العناية المركزة في مستشفى كورك في أيرلندا، ولم يعانوا سابقاً من أي أمراض، لكنّهم كانوا يتناولون مضادات الالتهابات، وهناك مخاوف من أن هذا تسبب في مرض أكثر شدة. كذلك أرسلت جامعة فيينا مذكرة تحذر الأشخاص الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا من تناول أيبوبروفين، بعدما تبيّن أنه يزيد من سرعة انتشار كوفيد-19 في الجسم، وأوضحت أن هذا هو سبب وصول الناس في إيطاليا إلى المرحلة السيئة الحالية والانتشار السريع لفيروس كورونا. ومن الأخبار الكاذبة أيضاً، وجود أربع حالات حرجة للغاية مصابة بكوفيد-19، في المستشفى الجامعي في تولوز، فرنسا، على الرغم من أنّهم شباب ولا يعانون من مشاكل صحية. بيد أنّ صحتهم تدهورت عندما ظهرت عليهم جميعًا الأعراض، وراحوا يتجرّعون مسكنات مثل أيبوبروفين.


تظهر هذه القصص المتداولة على "واتساب"، أيضًا على منصات مختلفة بما في ذلك "إنستغرام". وعادة ما تدعي هذه الأنواع من النصوص التي يتم نسخها ولصقها، أن مصدرها يعود لشخص من الطاقم الطبي.
كل هذه الادعاءات خاطئة. تقول جمعية الأمراض المعدية في أيرلندا إن رسالة واتساب، التي يتم تداولها حول مرضى الفيروسات التاجية في مستشفى كورك، هي "رسالة مزيفة"، وتطلب من أي شخص يتلقاها أن يتجاهلها ويحذفها.
من جهته، حذر مستشفى تولوز الجامعي من انتشار معلومات غير دقيقة على الشبكات الاجتماعية، قائلًا إنها لن تناقش رعاية المرضى بسبب السرية الطبية.

وكان موقع خدمات الصحة الوطنية قد أوصى سابقًا بكل من الباراسيتامول وأيبوبروفين للتخفيف من أعراض الفيروس، لكنّه ما لبث أن بدّل نصيحته منذ فترة، وقال إنّه على الرّغم من عدم وجود أي دليل في الوقت الحالي على أنّ أيبوبروفين يمكن أن يؤذينا أكثر مما يفيدنا في حال إصابتنا بكوفيد-19، لكن بانتظار توفّر المزيد من المعلومات، يفضّل تناول الباراسيتامول لعلاج أعراض فيروس كورونا، إذا لم يخبرك طبيبك بأن الباراسيتامول غير مناسب لك.

وتلفت خدمات الصحة الوطنية أيضًا إلى أن الأشخاص الذين يتناولون بالفعل أيبوبروفين بناء على نصيحة الطبيب، يجب ألا يتوقفوا عن تناوله من دون التحقق من الأمر أولاً.
بدوره، يوضح بول ليتل، أستاذ بحوث الرعاية الأولية في جامعة ساوثهامبتون، ماهية أيبوبروفين وكيفية تفاعله مع كوفيد-19، ويقول: وفق المعلومات الطبية المتوفرة، لا يوجد أي بحث حول أيبوبروفين وكوفيد-19. ولكن أيبوبروفين يرتبط ببعض حالات التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، ما يشير إلى أن أيبوبروفين مرتبط بمضاعفات أكثر خطورة، على الرغم من أننا لا نعرف أن أيبوبروفين ذاته يسبب ذلك. ويعتقد بعض الخبراء أن خصائص أيبوبروفين المضادة للالتهابات قد "تخفف" الاستجابة المناعية للجسم.

وفي السياق، تقول البروفيسورة باراستو دونياي، في جامعة ريدينغ: "هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن استخدام أيبوبروفين في حالات عدوى الجهاز التنفسي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المرض أو مضاعفات أخرى".
لكنّها تستدرك أنّها لم تر أي دليل علمي يظهر بوضوح أن الشخص الذي يبلغ من العمر 25 عامًا ويتمتع بصحة جيدة قد يعرض نفسه لمضاعفات إضافية في حال تناول أيبوبروفين مع ظهور أعراض كوفيد-19.

وعلى ما يبدو أن المخاوف بشأن استخدام أيبوبروفين انتشرت بسرعة في فرنسا، بعدما حذر جان لويس مونتاستروك، وهو طبيب في مستشفى تولوز الجامعي، على تويتر، وقال: "في هذه الفترة من فيروس كورونا، من الضروري تذكر خطر مضاعفات مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية في حالة الحمى أو العدوى".

ونشر وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، تغريدة لاحقة تقول إن الأدوية المضادة للالتهابات "يمكن أن تكون عاملًا يزيد العدوى"، ونشرها أكثر من 43 ألف مستخدم. لكنّه قال أيضا إن على الناس استشارة الطبيب قبل التوقف عن تناولها.
إضافة إلى ذلك، تشارك الناس تغريدات أخرى، ومنها أن أيبوبروفين "قد يسبب حالات حادة من المرض، حتى لدى البالغين والشباب في منتصف العمر من دون أن يعانوا من أي ظروف أساسية"، وتمت مشاركتها أكثر من 94 ألف مرة على تويتر.

المساهمون