المحطات اللبنانية: منافسة على التبرّعات

المحطات اللبنانية: منافسة على التبرّعات

30 مارس 2020
جمعت حلقة لمارسيل غانم 700 مليون ليرة (MTV)
+ الخط -
فرضت الظروف الحالية في لبنان "أجواء منافسة" بين محطات تلفزيونية مختلفة على "المحبة المستجدة" بسبب كورونا. كلُّ المحطات تحوّلت إلى "منابر خيريَّة"، والبحث عن التمويل والمشاركة في "إنقاذ الناس"، وذلك عن طريق تحضير المساعدات العينية والغذائية للمحتاجين بسبب الحظر المفروض، أو التبرع للمستشفيات وهيئات الإغاثة.

في بداية الأزمة، ارتفعت صرخة محطاَّت التلفزة بضرورة إعلان الحكومة اللبنانية حال الطوارئ. والسبب هو ازدياد حالات الإصابة بالفيروس المستجد. لكن، في ظل غياب أيّ تفسير عملي لحالة الطوارئ التي يجب أن تُقرَّر بحسب القانون والدستور اللبناني، ارتأت محطة MTV اللبنانية إعلان حال الطوارئ باجتهاد ذاتي، وبشكل مفاجئ، من دون أن تعي حيثيات الإعلان. الأمر الذي تسبب في انتشار حالة ذعر بين الناس، إذْ اعتقدوا للحظةٍ أن الدولة هي من فعل ذلك، وليست مبادرة فردية من قبل MTV، وذلك لحثّ الناس على التزام المنازل.

بل جاءت مبادرة MTV ردّاً على حملة أطلقها كل من تلفزيون "الجديد" ومحطة LBCI، تحت عنوان "خليك بالبيت". الأسبوع الماضي، سبقت MTV كلّ المحطات، واعتمدت على يوم ماراثوني لجمع التبرعات، توّج ليلة الأحد الماضي مع الإعلامي مارسيل غانم جمع ما لا يقلّ عن 700 مليون ليرة لبنانية، وذلك بحسب الموقع الخاص للمحطّة. وأشارت المحطة إلى أنّ كل هذا المبلغ سيوضَع بخدمة الطواقم الطبية والصليب الأحمر اللبناني لمساعدة المصابين بفيروس كورونا. ولم تتوقف حملات الانتقادات لجمع الأموال من سياسيين تحوم حولهم شبهات الفساد وسرقة المال العام، إلا أنّ غانم أطلق غضبه على المشاهدين، وصولاً إلى حذف حسابه على "تويتر". 
وقبل أربعة أيام، قامت محطة "الجديد" بإطلاق حملة "صامدون"، فسّرها متابعون كمنافسة لحملة محطة MTV، وذلك بفارق بسيط، وهو أن حملة "صامدون" تهتمُّ فقط بالتبرُّعات العينية الخاصة بالناس المحتاجين، عبر مقسم هاتفي عام وضعته المحطة للتواصل والتبرع، لإيصال المواد إلى المحتاجين في منازلهم، والذين يعانون من ضيقة وشح مالي بسبب التوقف عن العمل.

ظهر هذا التنافس الإعلامي على المساعدة إيجابياً في مضمونه، خصوصاً لجهة مساعدة الناس، والتكفل ببعض العائلات التي تعاني جراء الأزمة الاقتصادية وانتشار فيروس كورونا، لكن لو ابتعدنا قليلاً عن الخلافات والمحسوبيات، سنجد أنفسنا أمام وجوه إعلامية وفنية، بعضها يحاول العبور نحو الضوء والشهرة من خلال هذه الأزمة، خصوصاً في ظلّ انتقادات تقول بواجب الترفع عن هذه المظاهر في مثل هذه الحالات. هذا عدا عن أنّ بعض المحطات التي تجمع التبرعات، اقتطعت من رواتب موظفيها أو صرفت أعداداً كبيرة منهم تعسفياً.