صحف أميركية تطلب من الحكومة الصينية عدم طرد مراسليها

ثلاث صحف أميركية تطلب من الحكومة الصينية عدم طرد مراسليها

25 مارس 2020
تدفق الأخبار مهم لمحاربة كورونا (زانع تشانغ/China News Service)
+ الخط -
ناشد ناشرو صحف "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"وول ستريت جورنال"، الحكومة الصينية، عدم طرد مراسليهم، في رسالة مفتوحة نُشرت أمس الثلاثاء، ونقلتها "ذا غارديان".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، طردت الصين ما لا يقلّ عن 13 صحافياً من ثلاث وكالات أنباء أميركية رئيسية، رداً على ما قالت الحكومة إنه "قمع غير معقول" للصحافيين الصينيين في الولايات المتحدة، بعدما أعلنت الأخيرة فرض قيود على تأشيرات السفر لخمسة منافذ إعلامية صينية. 

وأُمهل المراسلون الأميركيون في الصين لصحف "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"وول ستريت جورنال"، يوماً، لتسليم بطاقاتهم الصحافية، ما يعني فعلياً طردهم.
وقالت الصين إنّ خمس نوافذ إعلامية أميركية، هي الصحف الثلاث وإذاعة "فويس أوف أميركا" ومجلة "تايم"، سيطلب منها الإبلاغ عن معلومات تخصّ أطقمها والتمويل وطبيعة العمل والأصول العقارية في الصين. وأضافت أنها ستتخذ إجراءات مماثلة ضد الصحافيين الأميركيين بوجه عام في ما يتعلق بتأشيرات السفر والمراجعة الإدارية وعملية الإبلاغ، دون مزيد من التفاصيل.

وذكر "نادي المراسلين الأجانب في الصين"، حينها، أن هذا الإجراء شمل 13 مراسلاً على الأقل. وعبّر في بيان عن أسفه لأن صحافيين أصبحوا في وضع "بيادق" في المواجهة بين القوتين الكبريين. وقال إن "الصحافيين يقومون بتنوير العالم الذي نعيش فيه، وبهذا الإجراء تفرض الصين التعتيم على نفسها".

والأسبوع الماضي، رأى عدد من البرلمانيين الأميركيين وصحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" أن الإعلان الصيني "مؤسف خصوصاً في أوج أزمة صحية عالمية تبدو فيها المعلومات مهمة أكثر من أي وقت مضى". ووصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" من جهتها الإجراءات الصينية بأنها هجوم "غير مسبوق" على حرية الصحافة.

وأكدت الرسالة من الناشرين، أمس الثلاثاء، أن وسائل الإعلام أصبحت "أضراراً جانبية في نزاع دبلوماسي" بين الحكومتين الصينية والأميركية، وأن طرد صحافييهما جاء في وقت حرج، حيث استجاب العالم لوباء الفيروس كورونا.

وقالت الرسالة: "نحثّ الحكومة الصينية بشدة على التراجع عن قرارها بإجبار الأميركيين العاملين في منظماتنا الإخبارية على مغادرة البلاد، وعلى نطاق أوسع، لتخفيف القمع المتزايد على المنظمات الإخبارية المستقلة التي سبقت هذا الإجراء". وأضافت أن "وسائل الإعلام هي أضرار جانبية في نزاع دبلوماسي بين الحكومتين الصينية والأميركية، وتهدد بحرمان العالم المعلومات المهمة في لحظة محفوفة بالمخاطر".

وأكدت الصحف أنها كانت ستحتجّ على عمليات الطرد تحت أي ظرف من الظروف، "لكنها مدمرة ومتهورة بشكل فريد مع استمرار العالم في النضال من أجل السيطرة على هذا المرض، وهو صراع يتطلب التدفق الحر للأخبار والمعلومات الموثوقة".

وقالت الرسالة: "إن جائحة الفيروس التاجي الذي يجتاح الحدود ويسبب المرض ويقتل الناس في كل بلد تقريباً، ويدفع الاقتصاد العالمي إلى دوامة هبوط، يمثل تحدياً عالمياً لا مثيل له في حياتنا". وأضافت: "ربما أكثر من أي حدث إخباري كبير في التاريخ الحديث، تؤكد هذه اللحظة الأهمية العاجلة لكل من التحقيق الدقيق والدقيق على أرض الواقع من مراكز الوباء ومشاركة المعلومات والأفكار والدروس التي تكشف عنها التقارير على نطاق واسع بقدر الإمكان".

وأثارت عمليات الطرد خوفاً وإدانة بسبب آثارها على حرية الصحافة.

وتفككت العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة التي تضررت بالفعل بسبب حرب تجارية طويلة في الأسابيع الأخيرة، حيث سعت الحكومتان إلى إلقاء إحداهما اللوم على الأخرى في ما يخص انتشار فيروس كورونا. ويدفع الصحافيون من البلدين الثمن في الحرب الكلاميّة التي تتخلّلها نظريات مؤامرة واتهامات وتعابير عنصرية.

المساهمون