موجة الأخبار الكاذبة تلاحق احتجاجات العراق

موجة الأخبار الكاذبة تلاحق احتجاجات العراق

28 فبراير 2020
انطلقت الاحتجاجات في أكتوبر/تشرين الأول (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -
أثارت الاحتجاجات التي انطلقت في العراق، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للمطالبة بتغيير الطبقة السياسية، موجة من الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، عمل فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة "فرانس برس" على التدقيق في عدد منها إلى الآن.

انطلقت الاحتجاجات في العراق في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، في بغداد ومدن جنوبية، للمطالبة بإجراء إصلاحات واسعة و"إسقاط النظام" وتغيير الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ 17 عاماً، لاتهامها بـ"الفساد" و"الفشل" في إدارة البلاد وإهدار ثروات دولة تعدّ من أغنى دول العالم بالنفط.

في هذا السياق من الاحتجاجات المطلبية، تداول مئات من مستخدمي موقع "فيسبوك" صورة طفل يمشي على أنبوب عريض ممدود أرضاً في منطقة بائسة على أنه طفل عراقي يبحث عن الطعام، للدلالة على تدهور الأوضاع المعيشية، لكنها في الحقيقة ملتقطة في الهند.

وفيما يُندّد المتظاهرون بالتدخّل الإيراني في بلدهم، انتشرت على مواقع التواصل صورة على أنها تُظهر مسؤولاً عسكرياً رفيع المستوى يقبّل يد مسؤول إيراني، لكن في الحقيقة تُظهر المسؤول العراقي يقبّل يدّ جريح في الحشد الشعبي.

ويتألف الحشد الشعبي، المندمج في القوات الأمنية العراقية، من مجموعات مسلّحة موالية لطهران، منذ تأسيسه عام 2014 لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية".

من جهة أخرى، ظهرت منشورات تتّهم المحتجين بالتضليل الإعلامي، منها مقطع فيديو يقول ناشروه إنه لمتظاهرين يصبغون وجوههم للادّعاء بأنهم تعرّضوا للضرب، لكنه في الحقيقة ملتقط أثناء تدريب ميداني في مستشفى في النجف، بالتعاون مع منظمة "أطباء بلا حدود".

وانتشرت صور أيضاً على أنها تُظهر محتجّين يلوّنون وجوههم لاتهام قوات الأمن بضربهم، لكن هذه ملتقطة من مسرحية عرضت في "ساحة التحرير" في بغداد.

وفي سياق اتّهام المحتجّين بالعمالة لجهات أجنبية، تداول آلاف من مستخدمي مواقع التواصل صوراً على أنها تُظهر القبض على عملاء لإسرائيل أو لدولة الإمارات أو الأردن كانوا يحرّضون المحتجين ويقطعون الطرقات، لكنها في الحقيقة تعود لأحداث سابقة ولا علاقة لها بتظاهرات العراق.

وفي السياق نفسه، انتشرت صورة على أنها تُظهر "مندسّاً سعودياً" بثياب امرأة في صفوف المتظاهرين، لكن في الحقيقة ملتقطة في مصر عام 2017، والشاب الظاهر فيها أوقف بتهمة خطف أطفال في القاهرة.

وسقط في الاحتجاجات نحو 550 قتيلاً وثلاثين ألف جريح معظمهم من المتظاهرين. ويوجّه المتظاهرون أصابع الاتهام لقوات الأمن ومقاتلي الجماعات المسلحة المختلفة والعناصر التابعة لأحزاب سياسية، فيما تقول السلطات إن مسلّحين مجهولين يقفون وراء عمليات إطلاق النار.

وفي هذا السياق، انتشرت على مواقع التواصل صور على أنها تُظهر توقيف "شبكة إرهابية" هدفها "إشعال الفتنة" بين المتظاهرين وقوات الأمن، لكن هذه ملتقطة في السابق ولا علاقة لها بالاحتجاجات.

(فرانس برس)