قضايا مجتمعية إعلامية في ملتقى الإعلام السوري التركي الأول

قضايا مجتمعية إعلامية في ملتقى الإعلام السوري التركي الأول في إسطنبول

11 فبراير 2020
من الملتقى (مركز حرمون للدراسات)
+ الخط -
بمشاركة حشد من الإعلاميين والباحثين والمختصين بالشأن الإعلامي من السوريين والأتراك، أقيم في مدينة إسطنبول التركية "الملتقى الأول للإعلام التركي – السوري"، تحت شعار "رؤية مشتركة لمستقبلٍ أفضل"، والذي انعقد على مدار يومي الثامن والتاسع من فبراير/ شباط الحالي، بتنظيم من "تلفزيون سوريا" و"مركز حرمون للدراسات المعاصرة" و"مركز الشرق الأوسط للدراسات – أورسام".

ويهدف الملتقى، بحسب المنظمين، إلى تعميق التواصل بين العاملين في الإعلام التركي وزملائهم السوريين على الصعيدين المؤسساتي والفردي، وبحث وسائل التشبيك الإيجابي والفعال، وإمكانية العمل المشترك بما يساهم في تصحيح الصورة النمطية السلبية لدى جزء من المجتمع التركي، وفهم وتقريب وجهات النظر بين وسائل الإعلام السورية والتركية.

وعلى مدار اليومين المخصصين لإقامة الملتقى، تمّت مناقشة عدد من الملفات ولا سيما المتعلقة بنشاط وسائل الإعلام السورية والتركية بما يخص قضايا اللجوء، وأهمية إيجاد فرص لشراكة على مستويي البحث والتدريب بين الجانبين، بالإضافة لتحفيز الإعلام السوري العامل في تركيا للقيام بدوره بتعريف المجتمع السوري في تركيا على السياسات والتشريعات والعادات والثقافات داخل تركيا.

ونوقشت كل هذه المواضيع على مدار ست جلسات قسمت على يومين، شارك فيها باحثون وإعلاميون سوريون وأتراك، 14 باحثا وصحافيا تركيا، و10 باحثين وصحافيين سوريين، ضمن برنامج أطلق عليه "ورقة خلفية" للملتقى، حيث شهدت الجلسات نقاشات تفرعت منها مواضيع أخرى، غير التي حملتها الورقة.


 (مركز حرمون للدراسات)


وحول الأهداف والنتائج المراد تحقيقها من هذه الخطوة مستقبلاً، وما الذي تحقق خلال يومين من عمر الملتقى، أشار المدير التنفيذي لـ"تلفزيون سوريا"، مالك داغستاني، في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن "المؤتمر كان ناجحاً جداً وهو الأول من نوعه، ويمكن القول إن هكذا نوع من الملتقيات كان يجب أن يحدث منذ سنوات بسبب حجم الوجود السوري في تركيا، إن كان لجهة حجم المجتمع السوري اللاجئ هنا، أو لجهة ضرورة التشبيك مع وسائل الإعلام التركية بمختلف توجهاتها لتصحيح الصورة بالاتجاهين، ولا يخفى على أحد أن هناك استثمارا في الإعلام، وأحياناً يكون سلبيا حول الوجود السوري هنا".

وأضاف: "سعينا في المؤتمر لإسماع صوتنا كسوريين للصحافيين الأتراك، وسوف يتبع هذا الأمر خطوات أخرى، كما نأمل زيادة في الظهور الإعلامي السوري على وسائل الإعلام التركية بهدف تصحيح بعض الصور الخاطئة التي روجت لها بعض الجهات عن الوجود السوري في تركيا".

ولفت داغستاني إلى أن الإعلام التركي كان حاضراً بقوة في الملتقى، وتم تداول أخبار الملتقى على العديد من وسائل الإعلام التركية، وهذا بحسبه مؤشر جيد على التفاعل منذ البداية.

من جهته، أكد مدير مكتب الإعلام في "مركز حرمون للدراسات المعاصرة"، باسل العودات، على كلام داغستاني بأنّ "هذا الملتقى، هو الأول من حيث نوعيته وحجمه ونتائجه"، مضيفاً: "التقى على مدار يومين أكثر من مئتين من الإعلاميين والمختصين والباحثين، السوريين والأتراك، وبحثوا العديد من المواضيع التي تضع العلاقة بين وسائل الإعلام السورية والتركية في مسارها الصحيح، المهني والإنساني في آن، وتحجّم مشكلة سوء الفهم والتقدير، وردم الفجوة بين المجتَمَعين السوري والتركي، وتزيد التشبيك بين المؤسسات الإعلامية السورية والتركية بهدف تصحيح الصورة النمطية السلبية لدى بعض المجتمع التركي، وتحوّل التعاون الإعلامي التركي - السوري الراهن غير الواضح، إلى تعاون مُنظّم ومُخطط ومستقر ومتّزن وفعّال".

وعلى صعيد النتائج العملية والملموسة، وضح العودات: "تم نقاش تشكيل ما يشبه الهيئة الاستشارية من الطرفين، تضع السياسات العامة للتنسيق والتشبيك، وما يشبه غرفة للعمل تُحارب الأخبار الكاذبة وتبحث إنتاج ميثاق شرف بين هذين الإعلامين، وغيرها الكثير من القضايا التي نأمل أن تتحول إلى صيغة عملية في وقت قريب، ليستطيع كلا الإعلامين متابعة رسالته، الهامة جداً والخطيرة، بمهنية وجدّية ومسؤولية وإنسانية، على أمل أن يكون هذا الملتقى هو بداية لسلسلة ملتقيات، بين الإعلام التركي والسوري، والتركي والعربي أيضاً".


 (مركز حرمون للدراسات)

وتتخذ عشرات وسائل الإعلام السورية، المكتوبة والمرئية والمسموعة، من تركيا مركزاً لنشاطها بعد اندلاع الثورة عام 2011. وأصبح للإعلام المعارض مساحة واسعة بعد ذلك التاريخ والذي أطلق عليه "الإعلام البديل".

ويعاني الصحافيون السوريون في تركيا من بعض المشاكل، وأهمها استخراج تراخيص العمل والحصول على البطاقة الصحافية التي تمكنهم بموجبها من التحرك وممارسة عملهم دون التعرض للملاحقة أو التوقيف.

المساهمون