انسحابات بالجملة من معرض برشلونة للأجهزة المحمولة بسبب كورونا

انسحابات بالجملة من معرض برشلونة للأجهزة المحمولة بسبب كورونا

11 فبراير 2020
من المعرض العام الماضي (باو بارينا/فرانس برس)
+ الخط -
تتوالى انسحابات مجموعات التكنولوجيا الكبرى، الواحدة تلو الأخرى، من معرض برشلونة للأجهزة المحمولة المزمع تنظيمه نهاية الشهر الجاري بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد وسط محاولات حثيثة من الشركات الصينية والمنظمين لطمأنة العارضين.

فبعد مجموعتي "أل جي" الكورية الجنوبية و"إريكسون" السويدية الأسبوع الماضي، ألغت الأميركية "أمازون" واليابانية "سوني"، أمس الاثنين، مشاركتهما في الملتقى السنوي البارز لقطاع الأجهزة المحمولة في برشلونة حيث تعلن عادة كبرى الشركات المنتجة للهواتف النقالة (باستثناء "آبل") أحدث منتجاتها.

ويقام المعرض بدورته لعام 2020 بين 24 شباط/فبراير و27 منه، ويستقطب سنويا نحو 110 آلاف زائر من المتخصصين، من بينهم خمسة إلى ستة آلاف صيني، وفق الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي أس أم إيه) المنظمة للحدث.

وأعلنت "أمازون"، التي تضم شركة كبيرة لتخزين البيانات السحابية، في بيان مقتضب حصلت عليه وكالة فرانس برس، أنها لن تشارك في معرض برشلونة هذه السنة "بسبب ظهور وباء كورونا المستجد والمخاوف المستمرة المتصلة به".

كذلك أوردت "سوني" في بيان، أنها اتخذت "القرار الصعب" بالإحجام عن المشاركة في المعرض "نظراً إلى الأهمية القصوى التي نوليها لسلامة زبائننا وشركائنا ووسائل الإعلام والموظفين". غير أن المجموعة اليابانية أوضحت أن المؤتمر الصحافي المخصص لتقديم منتجاتها الجديدة سيقام عن بعد عبر الإنترنت.

أما "أل جي" الكورية الجنوبية التي تشغل عادة إحدى أكبر منصات العرض في المعرض، فقد أوضحت، الثلاثاء، أنها لا تريد "المجازفة بتعريض مئات الموظفين" في المجموعة لخطر التنقل في رحلات دولية "فيما يواصل الفيروس تفشيه عبر الحدود".

وتوفي أكثر من 910 أشخاص، بينهم 908 في بر الصين الرئيسي (باستثناء هونغ كونغ وماكاو)، جراء الفيروس، ما يثير مخاوف أثّرت على انتظام العمل في منتديات عدة حول العالم. فقد اضطرت مجموعة "سواتش" السويسرية لصناعة الساعات إلى إلغاء معرضها في زوريخ الشهر المقبل، كما أن معرض سنغافورة للطيران، الذي يبدأ الثلاثاء، شهد انسحاب أكثر من 70 مشاركا، بينهم مجموعة "لوكهيد مارتن" الأميركية.

وباستثناء مجموعتي "سامسونغ" الكورية الجنوبية و"نوكيا" الفنلندية، تتركز المشاركة في معرض برشلونة بنسخته لهذا العام على الشركات الصينية ("هواوي" و"أوبو" و"شاومي" و"فيفو").

ولم تعلن حتى الساعة أيّ من الجهات الأخرى المشاركة في المعرض، من شركات تجهيزات أو مشغلي اتصالات، الانسحاب من هذا الحدث باستثناء شركة "نفيديا" الأميركية المصنعة للشرائح الإلكترونية.

وذكّر منظمو المعرض، الأحد، بأن "أكثر من 2800 جهة عرض ستشارك" في الحدث، معلنين في الوقت عينه تدابير استثنائية لمحاولة تهدئة المخاوف. وستُمنع مشاركة المسافرين الآتين من مقاطعة هوبي الصينية التي تتبع لها مدينة ووهان، وهي البؤرة الرئيسية لفيروس كورونا المستجد، فيما يتعين على الأشخاص الذين زاروا مناطق أخرى في البلد الآسيوي العملاق "إثبات بقائهم خارج الصين لفترة 14 يوما قبل الحدث"، وفق المنظمين.

كما ستجرى فحوص لحرارة أجسام المشاركين داخل أروقة المعرض وسيتلقى العارضون نصائح بشأن تطهير منصات العرض التابعة لهم.

وقد وصل الموظفون الذين أوفدتهم "هواوي" من الصين، بمن فيهم المدراء، قبل أسبوعين من انطلاق المعرض (وهي مدة حضانة الفيروس)، وهم يقبعون في الحجر الصحي داخل فنادقهم، وفق ما أفاد متحدث باسم المجموعة.

واتخذت شركة "زي تي إي" الصينية المصنعة للتجهيزات تدابير مشابهة طاولت موظفيها، كما أن منصة العرض التابعة لها ستخضع لتطهير يومي. كذلك فإن الموظفين الذين سيقدّمون منتجاتها لن يكونوا من الصين بل خصوصا من أوروبا.


وفي برشلونة حيث يتنقل سياح كثر في الشوارع واضعين كمامات واقية، استبعدت البلدية إلغاء المعرض الذي يشكل أحد أبرز الأحداث السنوية في كاتالونيا. وسادت مخاوف سابقا من مساع للاستغناء عنه بعد محاولة فصل المقاطعة عن إسبانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2017.

كذلك أطلقت مدريد "دعوة للهدوء"، الاثنين، على لسان وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس التي أكدت أن "التدابير اللازمة لضمان سلامة المشاركين قد اتخذت".

وقد جرى تأكيد إصابتين حتى الساعة بفيروس كورونا المستجد في إسبانيا، إحداهما في جزر الكناري قبالة السواحل المغربية والثانية في جزيرة مايوركا المتوسطية.

(فرانس برس)

المساهمون