استقالة مذيعتين بالتلفزيون الإيراني بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية

استقالة مذيعتين بالتلفزيون الإيراني بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية

12 يناير 2020
نفت إيران ثم أكدت إسقاطها للطائرة (مرت ألبر درفيس/الأناضول)
+ الخط -
أعلنت مذيعتان معروفتان بالتلفزيون الإيراني استقالتهما من العمل بهذه المنصة، مساء أمس السبت، بعيد إعلان القوات المسلحة الإيرانية عن إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني عن طريق "خطأ بشري غير متعمد"، أمس السبت، ووسط حالة صدمة كبيرة، اجتاحت الشارع الإيراني للتأخير في الكشف عن ذلك بعد تأكيد مستمر على وجود عطل فني بالطائرة.

والمذيعتان هما صبا راد وزهراء خاتمي راد، نشرتا رسالة الاستقالة عبر حسابيهما على "إنستغرام"، معلنتين أنهما "غير قادرتين على الاستمرار في التعاون مع التلفزيون".


وفي حين لم تذكر المذيعتان سبب الاستقالة إلا أن كونها جاءت بعد الإعلان "المفاجئ" عن سبب سقوط الطائرة الأوكرانية، ومضامينها، فقد دفعت وسائل إعلام وشبكات التواصل إلى اعتبارها خطوة احتجاجية على سلوك السلطات المعنية بشأن موضوع سقوط الطائرة الأوكرانية.

في السياق، عزا موقع "تابناك" الإيراني الاستقالة إلى "حراك احتجاجي في البلاد إلى التأخير في الإعلان عن سبب سقوط الطائرة وممارسة سياسة إعلامية غير صحيحة" في التعاطي مع الموضوع.

وفي كتاب الاستقالة "الافتراضي" الذي نشرته صبا راد، مقدمة البرامج الثقافية والعائلية في التلفزيون الإيراني، على "إنستغرام"، قدمت الشكر للشعب الإيراني، معلنة أنها بعد 21 عاماً من العمل بالمؤسسة "غير قادرة على مواصلة النشاط" فيها.

كما أن زميلتها زهراء خاتمي راد أيضا خاطبت الإيرانيين بتقديم الشكر لمشاهدة برامجها خلال سنوات عملها بالتلفزيون، قائلة "لن أعود مجددا إلى التلفزيون... سامحوني".

وأثارت هذه الاستقالة آراء متعددة على شبكات التواصل بين الإيرانيين، بين المرحب بها ودعوة الآخرين إلى أن يحذوا حذوهما، وبين المقلل من شأنها وتأثيرها على التلفزيون الإيراني وانتقادات لمستخدمين محافظين. بالإضافة إلى ذلك، ثمة من بدأ يسأل عن الوجوه البديلة للمذيعتين المستقيلتين وسط تداول نص استقالتهما على نطاق واسع في "تويتر" و"إنستغرام" و"تلغرام".

وفي السياق، خاطب المغرد محمد علي خداوردي على "تويتر" المستخدمين، قائلا: "لقد فقدنا شخصية كبيرة. برأيكم من يمكن أن يخلف صبا راد؟".


كما أن مغرداً، رحب بالاستقالة، علق عليهما، قائلا إن "التضامن مع الناس ومشاعرهم ومعاناتهم يعتبر أمرا ذا قيمة".


إلا أن وكالة "تسنيم" المحافظة، انتقدت في تقرير لها، نشرته اليوم الأحد، قرار استقالة المذيعتين وفنانين آخرين، مشيرةً إلى أن هذه المقاطعة واحتجاجات أمام جامعات إيرانية، أمس السبت بطهران، "لها دلالة خاصة في هذه الظروف"، لتعزوها إلى "دعم الأهداف الغربية المشؤومة"، مع القول إنه "يبدو أن ترامب قد أنشأ فريق نفاق بين الفنانين".

من جهته، دعا المذيع في التلفزيون الإيراني، حسن سلطاني، الفنانين والطلاب الإيرانيين إلى النظر لظروف تواجهها إيران والسياسات الأميركية تجاهها، مطالباً إياهم بتهدئة الوضع وعدم إثارة "الحواشي والهوامش" وعدم توتير الأجواء.

يشار إلى أن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وهي مؤسسة رسمية محافظة، تعرضت لانتقادات كبيرة على مدى اليومين الماضيين، للتركيز على وجود نقص فني بالطائرة الأوكرانية المنكوبة، مع تقديم برامج تحليلية في هذا الصدد.

وانتقد رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي، اليوم الأحد، أداء المؤسسة، متهماً إياها وبقية وسائل الإعلام الرسمية بإثارة مشاعر الناس في تغطياتها وإيجاد "قطبية" في المجتمع.

وكان قد أعلن فجر الأربعاء الماضي عن سقوط طائرة أوكرانية من طراز بوينغ 737 جنوبي العاصمة الإيرانية، وسط أجواء حرب عاشتها المنطقة وإيران، على خلفية قيام الأخيرة بضربات صاروخية ضد قواعد أميركية في العراق، رداً على اغتيال قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، الذي اغتيل برفقة آخرين في غارة أميركية، في الثالث من الشهر.

إلا أن السلطات الإيرانية كانت تعزو سبب سقوط الطائرة إلى عطل فني فيها، على مدى ثلاثة أيام بعد الحادث، لكن الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، قد أعلنت في بيان عسكري، فجر أمس السبت، أن الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ 737 قد أسقطت "عن طريق خطأ بشري غير متعمد" بعد إصابتها بصاروخ للدفاع الجوي الإيراني.

وأحدث هذا الإعلان صدمة كبيرة في الشارع الإيراني، للتأخير عن الكشف عنه وسط نفي مستمر له والتأكيد على وجود عطل فني بالطائرة.

دلالات