ما دور "خليل تونس" و"نسمة" في فوز نبيل القروي؟

ما دور "خليل تونس" و"نسمة" في فوز نبيل القروي؟

24 سبتمبر 2019
يملك القروي قناة نسمة الذراع الدعائية له(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
اختلفت التفسيرات حول انتقال قيس سعيد ونبيل القروي إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة لأوانها. فالبعض اعتبروا ما حصل عقاباً للأحزاب، والبعض الآخر ذهب إلى القول بأن هذا مؤشر على ولادة خارطة سياسية جديدة، إلا أن آخرين يذهبون إلى أنّ فوز القروي يعود أساساً إلى امتلاكه قناة تلفزيونية هي قناة "نسمة تي في" وجمعية خيرية هي جمعية "خليل تونس". فأي دور لهذين المعطيَيْن في فوز القروي بالدور الأول للانتخابات الرئاسية؟ وما الدور الذي لعبته جمعية "خليل تونس" و"قناة نسمة" في هذا الفوز؟
على عكس ما يعتقد كثيرون في تونس، يعود تأسيس الجمعية إلى سنة 2012 وليس إلى تاريخ أغسطس/ آب 2016 تاريخ وفاة خليل القروي، نجل نبيل القروي، إثر حادث مرور في العاصمة التونسية. فإثر بحث "العربي الجديد" في وثائق صادرة عن الصحيفة الرسمية "الرائد الرسمي التونسي"، يظهر أنّ هذه الجمعية الخيرية تأسست في فبراير/ شباط 2012 وكانت تسمى حينها بـ"ناس الخير"، ومن مهامها القيام بأعمال خيرية، من ضمنها مساعدة المحتاجين والفقراء ومعالجة المرضى الذين لا سند لهم. كما قامت في عامي 2013 و2014، بالشراكة مع قناة نسمة، بحملات لجمع التبرعات لفائدة الفقراء وذوي الدخل المحدود من التونسيين. لكن بعد وفاة خليل القروي، وإثر اجتماع المنخرطين فيها، تقرّر أن يُصبح اسمها "خليل تونس" في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016. وهنا، شهدت الجمعية الخيرية تحولاً كبيراً حيث أصبحت ذات انتشار أكبر وتقوم بأعمال خيرية يتم تصويرها عن طريق قناة "نسمة" ويتم بثها بشكل يومي في ساعات ذروة المشاهدة وتقدّمها إحدى المذيعات في القناة بحضور نبيل القروي شخصياً، والذي يتفاعل مع طلبات بعض المواطنين ويقدم لهم عن طريق عديد من الشركاء خدمات مجانية من علاج وهبات مالية وموائد إفطار رمضانية وترميم وحدات صحية ريفية.

هذا البرنامج الذي تقدمه قناة نسمة بالشراكة مع جمعية "خليل تونس" اعتبره كثيرون دعايةً سياسيّة لصاحب القناة، خاصة أن القروي كان من مؤسسي حزب "نداء تونس" الحاكم آنذاك، الأمر الذي استدعى تدخل الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) لتفرض عقوبات مالية على القناة بتهمة الدعاية السياسية واستغلال قناة لمآرب سياسية، تحديداً لأن المرسوم 115 المنظم لقطاع الإعلام في تونس يمنع الجمع بين إدارة قناة تلفزيونية أو محطة إذاعية والعمل السياسي.

لكنّ نبيل القروي دأب دائماً على نفي هذه التهمة، خصوصاً أنه لم يعلن إلى حدود عام 2018 نيته الترشح إلى أي منصب سياسي، معتبراً أن ما يقوم به عمل خيري لا علاقة له بالسياسة بل الهدف منه مساعدة الفقراء، خاصة بعد أن مرّ بأزمة كبيرة نتيجة وفاة نجله الوحيد حينها.

بعد ذلك، أظهرت استطلاعات نوايا التصويت التي تجريها المكاتب المختصة تبوّؤ القروي المرتبة الأولى بين الشخصيات التي ينوي التونسيون التصويت لها في الانتخابات الرئاسية 2019. هنا، قرر نبيل القروي في شهر يونيو/ حزيران 2019 الابتعاد عن إدارة جمعية "خليل تونس" لتتولى إدارتها منى نور الدين، وتحلّ محلّه في تقديم البرنامج الخاص بالجمعية. واختيار منى نور الدين لم يكن اعتباطياً، فهي سيدة تمثل صورة الأم في الأعمال الدرامية والسينمائية التونسية.

فهل تجمعت هذه الأسباب لتجعل لنبيل القروي شعبية كبرى خاصة لدى الطبقات الفقيرة التي صوتت له؟ سؤال طرحه "العربي الجديد" على الناطق الرسمي باسم حملة نبيل القروي للانتخابات الرئاسية، حاتم المليكي، والذي نفى ذلك جملةً وتفصيلاً، مؤكداً أن "خليل تونس" هي جمعية خيرية مثل آلاف الجمعيات التونسية ولا علاقة لها بالحملة الانتخابية لنبيل القروي. أما عن دور قناة "نسمة" في الحملة الانتخابية للقروي، فنفى ذلك أيضاً، مؤكداً أنّ اتهامات "الهايكا" لا أساس لها من الصحة، ومعتبراً أنها فاقدة للشرعية ولا يحق لها إصدار أحكام على قناة "نسمة" التي أكد أنها لا ترتبط بأي علاقة بحملة نبيل القروي الانتخابية، مدللاً على ذلك بحضور القروي بصفته مرشحاً في حوارات تلفزيونية على قناة "الحوار التونسي" قبل إيقافه من قبل قاضي التحقيق بتهمة التهرب الضريبي وتبييض الأموال.

المساهمون