OTV اللبنانية: فيض العنصرية على شكل كاريكاتير

OTV اللبنانية: فيض العنصرية على شكل كاريكاتير

23 سبتمبر 2019
يتوجّه الكاريكاتير بخطابه العنصري إلى الأطفال (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
مرّة جديدة، تنضح قناة "أو تي في" اللبنانيّة بعنصريّةٍ فاقعة، من دون أن تكترث لأحد. فقد بثّت القناة التابعة للتيار الوطني الحر (يترأّسه وزير الخارجية جبران باسيل، خلفاً للرئيس ميشال عون) رسماً كاريكاتيرياً يبتعد عن الفنّ أشواطاً ويقترب من العنصريّة وحدها، يلوم الطلاب "الأجانب" على القدرة الاستيعابية للمدارس ربّما، أو على وقاحتهم إثر الرّغبة بالتعلّم؟ 

الرسم لشخص يُدعى أنطوان غانم، وهو يُدرّس الكاريكاتير في الجامعات أيضاً، تعليقاً على تصريح وزير التربية أكرم شهيب بأنّه "لن يسمح ببقاء أي طالب خارج المدرسة مهما كانت جنسيته".

لا يكترث غانم لتاريخ مناهضة العنصريّة أو حاضرها أو مستقبلها، أو حتّى للحقيقة والواقع في لبنان ووضع المدارس أو عدد الطلاب الأجانب واللبنانيين فيها. يشعر بفائض القوّة كلبنانيّ فريد بـ"جيناته" (تيمّناً بتصريحات باسيل)، بينما يرسم "لوحته" كي يُهين أكبر عدد من الطبقات، وكأنّه في سباق (ربّما مع برنامجٍ آخر في القناة نفسها، فوزاً بكأس العنصريّة)، فقرّر أن ينتقم من الأطفال.

هكذا، يظهر في "الشخبطة العنصريّة" المصمّمة على شكل فيديو قصير طالبان لبنانيان ريثما يدخلان إلى المدرسة، ويتفاجآن بأنها "لم تعد تتسع للطلاب"، بحسب ما تقوله لافتة تخرج من المدرسة كُتب عليها: "نعتذر منكم المدرسة ممتلئة بالسوريين والعراقيين والفلسطينيين والهنود والزنوج والأحباش والبنغلادشيين".

تنقل القناة خطابها العنصريّ، إلى مستوى آخر تماماً. تُشرك فيه أطفالاً على مقاعد الدراسة. تتوجّه في الكلام والرسم إلى الأطفال أصلاً. على هؤلاء أن يتشربوا تفوّقهم منذ مقاعد الدراسة، وتوجيه غضبهم باتجاه أطفال آخرين من جنسيات ولون بشرة مختلف، لا إلى النظام السياسي والاجتماعي العاجز عن تطوير المدارس الرسمية وتوسيعها لتستوعب كل المقيمين على الأراضي اللبنانية.

أثار هذا الرسم غضباً واسعاً في لبنان. فرأت الصحافية سناء خوري أنّه "لو بدولة فيها ذرّة احترام لدستورها، ما بيكون في نقاش أصلًا على ضرورة مقاضاة صاحب الرسم والقناة. ولكن للأسف ببلدنا منجرّم كلّ أشكال حريّة التعبير والسخرية، ومنتسامح مع خطاب الكراهية والعنصرية. الفرق كتير بسيط وما بده ذكاء. مصفاة الإعلام الطائفي المضروبة صار بدها قبع من شلوشها".

وقالت الصحافية ديانا مقلد: "تلفزيون رئيس جمهورية لبنان يبث كاريكاتور يستعمل فيه عبارات عنصرية مقيتة تجاه السود والسوريين والفلسطينيين وجنسيات أخرى ويحملهم مسؤولية عدم توافر المدارس. عدا عن العنصرية، فالفكرة كاذبة ومضللة وحقيرة. هيدا عهد نهايته مزبلة التاريخ ويجب أن ينتهي سريعاً. جمهورية عونستان لا تحتمل". 

وذهب أدهم الحسنية إلى القول: "الكاريكاتور الفاشل هو اللي في نصوص وكلمات كتير لأن اللي رسمه ما عنده إبداع كفاية تيوصل الفكرة بالرسم، الفاشيين والعنصريين ومدعين الوطنية فاشلين بكل شي من إدارة البلد للفن. عنجد كتبتوا "زنوج"!!!". 

ودوّن عصام عبدالله: "لجميع الطلاب والطالبات السوريين والعراقيين والفلسطينيين والهنود والأحباش (الإثيوبيين) والبنغال وجميع ذوي البشرة السمراء أو السوداء أو شو ما بدكن تسموها. لهم كل الحب والاحترام".

وقال الصحافي جهاد بزي: "تخيلوا ردة فعل "الوطنيين اللبنانيين" لو هيدا كاريكاتور نازل بأي بلد بالعالم، والولدين حاطين على ضهرهم علم البلد، وعلى اللايحة محطوط باللايحة "لبنانيين- سوريين- عراقيين...." العنصرية يللي بتميز بين طفل وتاني هيي شكل صريح من النازية. هول الجماعة عم يصيروا نازيين. بس مش فارقة معهم، رح يقولوا وايه.. خير انشالله. نازيين بلبنانيتنا.". 

وكتبت جمعية فيميل: "هذا الكاريكاتور الذي لم تخجل وسيلة إعلامية بعرضه يحمل في طياته عنصرية وتمييزاً وعنفاً مقيتاً. الإعلام مسؤولية، ولم يعد من المقبول السكوت عن مثل هذه المضامين الإعلامية التي، وفي الدول التي تحترم أدنى معايير حقوق الإنسان والمهنية، تكون أقل عواقبها إقفال المحطة. #أو_تي_في #OTV". 

وفيما أشار محمود غزيّل إلى أنّ الفيديو حُذف من موقع القناة وحسابها على "يوتيوب"، قالت الناشطة والإعلامية جمانة حداد: "الجماعة فاهمين القصة بالمقلوب: مع النظام البعثي وضد شعبو! استقووا ع المجرم مش ع الضحية يا عنصريين. #عنصرية #ضد_العنصرية #الإنسانية #لبنان".










المساهمون