تطبيق "فيسبوك" للمواعدة... مخاوف الخصوصية أولاً

تطبيق "فيسبوك" للمواعدة... مخاوف الخصوصية أولاً

13 سبتمبر 2019
يعمل التطبيق في الولايات المتحدة حالياً (ناصر كاشرو/NurPhoto)
+ الخط -
أعلنت شركة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن إطلاق خدمة للمواعدة ستتاح للأشخاص البالغين على أن تسمح لهم بإنشاء ملف خاص للاستفادة من الخدمة وإضافة قوائم من "المعجبين السريين". لكن ماذا عن مخاوف احترام الخصوصية عند "فيسبوك"؟ وما الفرق بين هذه الخدمة وغيرها من تطبيقات المواعدة الموجودة أصلاً؟

مقارنة بين أبرز منصات المواعدة
بخدمة المواعدة الجديدة، يضع "فيسبوك" نفسه في موضع منافسة ومقارنة مباشرة مع كل من تطبيق "تيندر" وموقع Match.com البارزين في عالم المواعدة الإلكترونيّة، على الرغم من وجود منافسين آخرين.
تتميز خدمة "فيسبوك" التي لا تزال تعمل في الولايات المتحدة و7 بلدان أخرى فقط، بأنها مجانية ومن دون إعلانات في البداية، لأن الهدف هو تشجيع المستخدمين على استخدام "فيسبوك" أكثر. وتتميز بدمج خدمتي "فيسبوك" و"إنستغرام" مع إمكانية إظهار اهتمام بمائة شخص يومياً.
على المستوى الأمني، يتيح "فيسبوك" للمستخدمين مشاركة الموقع في الوقت الحقيقي مع الأصدقاء على "ماسينجر"، بالإضافة للمخاوف المذكورة سابقاً.
موقع "ماتش" أيضاً مجاني عند إنشاء ملف شخصي، لكن العديد من الميزات التي قد تساعد المستخدمين في العثور على شريك مناسب تتطلب اشتراكاً مدفوعاً يزيد قليلاً عن 20 دولاراً كل شهر. على المستوى الأمني تقول الشركة المالكة للموقع إن مستخدميه يمكنهم الإبلاغ عن إساءة أو اعتداء في التطبيق أو عبر الويب، وإنها تحاول التعرف على الجناة المزعومين وحظر حساباتهم على جميع تطبيقاتها. كما تقول إن فريقها يراقب المواقع لأغراض أمنية، لكنها لا تكشف عن التفاصيل.
التطبيق الأخير والشهير هو "تيندر"، وهو نظام أساسي يعتمد على إظهار الإعجاب بتمريرة بسيطة. وفي النسخة المجانية يبقى عدد عمليات الإعجاب محدوداً، وعليكم الانتقال إلى النسخة المدفوعة من أجل خدمات أكثر، والتي تكلف 9.99 دولارات شهرياً. ويعتمد هذا التطبيق على حسابات "فيسبوك" بشكلٍ أساسي أيضاً، لكن تنتشر عليه الكثير من الحسابات الزائفة.
مخاوف الخصوصية
ستتدخل الخدمة الجديدة في حياة الإنسان العاطفية، مع مخاوف حول الخصوصية ومشاكل أخرى تبررها فضائح "فيسبوك". ولـ"فيسبوك" باعٌ طويل من عدم احترام خصوصيّة المستخدمين عدا عن فضائح استغلال البيانات. ففي 2016، وجد موقع ProPublica أنّ الموقع الأزرق سمح للمعلنين باستبعاد المستخدمين بحسب العرق. وفي عام 2018، كشف أحد المبلّغين عن المخالفات أن "فيسبوك" سمح لشركة "كامبريدج أناليتكا" بالوصول غير المشروع إلى بيانات عشرات الملايين من المستخدمين، وبالتالي استخدامها لأغراض دعائية سياسيّة، وهي القضيّة التي لا تزال تلاحق الشركة حتى الآن. وفي أواخر العام الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "فيسبوك" قد استأجرت شركة أبحاث لتشويه سمعة المنتقدين.
لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد. فقد ذكر موقع "تِك كرانتش" أن باحث أمان وجد قاعدة بيانات يسهل الوصول إليها عبر الإنترنت تحتوي على مئات الملايين من أرقام الهواتف المرتبطة بحسابات "فيسبوك".
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إنّ تطبيقات ومواقع المواعدة الأخرى قد بَنَت صناعةً بقيمة 3 مليارات دولار باستخدام بيانات شخصيّة لأغراض المطابقة والتسويق، إلا أنّ الخبراء يشعرون بالقلق من "فيسبوك" نفسه. إذ إنّ للموقع جمهوراً هائلاً ومنصة متطورة للاستهداف بالإعلانات، وهو ما يمكن أن يضاعف فرص إساءة الاستخدام. ويمكن للخدمة الجديدة أن تُسهّل عمل المفترسين والمخادعين، كما قد تساعد المعلنين على استخدام المعلومات الحساسة لاستهداف الأفراد المستضعفين.

دلالات

المساهمون