مستوطنون على الأكتاف بزفاف نجل رئيس مجلس قروي فلسطيني

مستوطنون على الأكتاف في زفاف نجل رئيس مجلس قرية دير قديس الفلسطينية

14 يونيو 2019
استنكر مغردون مظاهر التطبيع (تويتر)
+ الخط -
أثارت لقطات صورت مستوطنين محمولين على الأكتاف، ليل الأربعاء الخميس، في حفل زفاف فلسطيني لنجل رئيس المجلس القروي في قرية دير قديس، غرب رام الله وسط الضفة الغربية، غضباً وسخطاً على مظاهر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وحاول رئيس المجلس القروي في دير قديس، راضي ناصر، تبرير ما حصل مؤكداً عبر موقع "فيسبوك" أن أشخاصاً تعمدوا إحضار المستوطنين إلى الزفاف لتشويه سمعته، قائلاً إنه طردهم.

لكن رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، منير الجاغوب، بدا ساخطاً، ونشر بياناً على "فيسبوك" موقعاً باسم "حركة فتح في دير قديس"، دان فيه ما جرى، وأعلن عن رفع الغطاء التنظيمي عن ناصر ومطالبته بالاستقالة من منصبه.

وأكد الجاغوب بعدها أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مفوض التعبئة والتنظيم جمال المحيسن، شكل لجنة تحقيق للوقوف على ما جرى في دير قديس، وأن اللجنة ستباشر عملها بعد صلاة الجمعة اليوم، وتتخذ قرارات على ضوء النتائج خلال أقل من 24 ساعة.

ونشر الجاغوب بياناً آخر لـ "القوى الوطنية والإسلامية" في دير قديس أشار إلى استهداف شخص رئيس المجلس القروي في دير قديس، مثمنين دوره في طرد المستوطنين وإنهاء الحفل فوراً.

وقال في منشور آخر "صفقة القرن لا يمكن تمريرها عبر ورشة المنامة، ولكن من السهل تمريرها على ظهر شاب فلسطيني يحمل مستوطناً محتلاً لأرضه على ظهره، ونستضيفه ليشاركنا ضيفاً معززاً مكرماً في عرس فلسطيني".

كما علق الصحافي رومل السويطي: "أقسم بالله إني خجلان وأنا بنشر هالمادة. لكن السؤال: ما هي الأسباب التي جعلت أن يكون (طبيعيا) على بعض الاشخاص، والذين من المؤكد تعرضوا لأذى المستوطنين وجنود وسلطات الاحتلال، فعل مثل هذا الأمر المشين؟ أما اعتذار صاحب العرس، وهو رئيس المجلس القروي في دير قديس فلا يعني شيئا. ملحوظة هامة: وجود ناس من هالنوع لا يعني أن كل الضفة اللي عددهم حوالي مليونين ونصف مثل هالنوع السيئ المسيء".

وقال المتابع للشأن الإسرائيلي الصحافي عصمت منصور: "ما قام به رئيس مجلس دير قديس بدعوة مستوطنين إلى سهرة عرس، ومن قبله إفطار الخليل المشترك ووجود من يبدي استعداده للذهاب إلى ورشة البحرين تحت حماية إسرائيل، وغيرها من مظاهر السقوط والانحطاط هو نتيجة وليس سببا؛ نتيجة الانقسام، وعدم وجود أفق لمشروع وطني موحد أو منظومة سياسية، ونموذج وطني قيادي يقدم حلولا أو أفقا لحلول سياسية واقتصادية".

وأضاف منصور: "هذا التردي وانعدام المشروع ينتج عنه غياب للردع وانتشار قيم الفردية وروح الهزيمة وتجرؤ الأنذال وخروجهم من جحورهم. العلاقة بين الاحتلال وهذه الفئات قائمة وقديمة (في الانتفاضة الأولى وكانت القيادة الموحدة تمنع التجار والعمال الذين يعملون في المستوطنات بالقوة والعنف)، ولكنها تنحسر وتتقدم بناء على قوة وجاذبية ومصداقية والتفاف الناس حول نموذج قيادي وطني حقيقي، مشكلا علاقة عكسية معها، فكلما غاب أو ضعف برزت، وكلما تقدم انحسرت واختفت من المشهد. ما نشهده تعبير عن تراجع مشروعنا مقابل تقدم الخيارات الأخرى من روابط قرى وعملاء وأذناب للاحتلال".

الصحافية جيهان عوض شككت "هل فعلا طرد رئيس بلدية دير قديس المستوطنين حال علمه بوجودهم؟ ولكن سبحان الله محدا صور هالبطولة حتى الأستوديو اللي جاي يصور العرس؟ التبرير غير مقنع، وواضح أنهم من معازيم العريس لما يرقصوا بسلة الحنا وعلى الستيج وبحنوه، فكيف يعني شباب من البلد جابوهم من حالهم وصارت البلد تحملهم ع كتافها؟".

وغرّد الكاتب ثامر سباعنة: "لا تلوموا رئيس بلدية دير قديس فقط. بل كل من شارك وحضر العرس مسؤولون، وخاصة من حملوا المستوطنين على أكتافهم. بالإضافة إلى أن الحدث جزء من منظومة كاملة تسعى للانصهار مع الصهاينة وليس مجرد تطبيع".

وكتبت الصحافية شذى حنايشة: "ما حدث في دير قديس (مستوطنون يشاركون في عرس ابن رئيس مجلس القرية) لا يتحمل مسؤوليته أصحاب العرس فقط. بل كل من رآهم يرقصون ويغنون وأكمل حياته عادي. كل من شاركهم الرقص وتصوّر معهم وحملهم على أكتافه".

المساهمون