رشوان يدعو لإفطار: هل يُنهي جدل تشكيل "الصحافيين" المصرية؟

ضياء رشوان يدعو لمائدة إفطار: هل تُنهي جدل تشكيل نقابة الصحافيين المصريين؟

21 مايو 2019
ضياء رشوان (تويتر)
+ الخط -
دعا نقيب الصحافيين في مصر ضياء رشوان إلى اجتماع، غداً الأربعاء، لأعضاء مجلس نقابته في فندق شرق القاهرة لتناول الإفطار، من خلال رسالة مكتوبة أرسلها على هواتفهم الخاصة بالموعد، لاستكمال المشاورات حول تشكيل هيئة مكتب النقابة. ويأتي ذلك بعدما فشل عدد من الاجتماعات في تشكيلها داخل مقر النقابة خلال الأيام الماضية، بينما وصف عدد من أعضاء المجلس هذا الاجتماع بـ"السري" وعدم الإفصاح عنه وعما ستتم مناقشته طبقاً لتعليمات من النقيب، بهدف البعد عن "الشحن" والخروج بتوافق بين أعضاء المجلس حول المناصب المختلف عليها.

وكانت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لانتخابات نقابة الصحافيين في مصر، قد أعلنت إجراء انتخابات النقابة في الأول من مارس/آذار الماضي. وتم تأجيل الانتخابات إلى 15 من الشهر نفسه طبقاً لقانون النقابة، نتيجة عدم اكتمال الجمعية العمومية 50 بالمئة +1 على منصب النقيب و6 من الأعضاء وتم عقدها للمرة الثانية بحضور 25 بالمئة.

وطبقاً لقانون النقابة يجب تشكيل هيئة المكتب بعد إعلان النتيجة بـ72 ساعة، وتم التأجيل أكثر من مرة بسبب الخلافات على المناصب. فيما ترى مصادر صحافية أن عقد اجتماع بخصوص تشكيل هيئة المكتب خارج مقر النقابة غير قانوني، ويجب عقده داخل مبنى النقابة وليس خارجها. فيما تساءل البعض عن تكاليف القاعة التي سيعقد بها هذا الاجتماع وهل ستكون على حساب الأعضاء أم على حساب صاحب الدعوة وهو النقيب؟ بينما يرى البعض أن كلفتها تتعدى الآلاف من الجنيهات، وأنها ستكون من موارد النقابة المالية، حيث كشف أحد أعضاء المجلس أن دعوة النقيب لم تشِر من قريب ولا من بعيد إلى أن كلفة الإفطار ستكون على نفقتهم الخاصة.

وأثارت تلك الدعوة السرية، وتكاليف نفقة الإفطار بأحد الفنادق الخمس نجوم، حالة من السخط والسخرية والاستهزاء بين جموع أعضاء الجمعية العمومية لأعضاء نقابة الصحافيين المصرية، خصوصاً أعضاء الصحف الحزبية والصحف المستقلة، والتي تحصل على إعانة في ظل الظروف التي يمرون بها، التي من المفترض أنها تكون شهرياً تقدر بألف جنيه لعدد من الصحافيين يصل عددهم إلى 220 صحافياً تقريباً، حيث يتم صرفها شهرًا وانقطعت لعدة أشهر. ويرى عدد من الصحافيين أن كلفة الإفطار على حساب النقابة تعد ظلماً بيّناً، وطالبوا النقيب بضرورة الإفصاح عن تكاليف الإفطار لـ12 عضواً والنقيب.

ويرى أحد أعضاء المجلس أن اجتماع الغد ربما يكون حاسماً في إنهاء الخلافات على تشكيل هيئة المكتب، كاشفاً أن هناك اتصالات جرت مع جهات مسؤولة بعدم تولي الجبهة التي ينتمي إليها المكونة من 6 أعضاء مناصب مهمة داخل تشكيل النقابة المنتظر. وهناك اتجاه قوي بعدم تولي جمال عبد الرحيم منصب السكرتير العام أو أي منصب حساس لكونه مرفوضاً أمنياً من الجميع، متوقعاً حدوث انقسامات خطيرة وشديدة داخل هذا المجلس، حتى في حال إنهاء الخلافات وتشكيل هيئة المكتب، نتيجة التلاسن بالألفاظ وحالة البغض والكُره التي حدثت بين الجبهتين خلال أكثر من 60 يوماً من عمر الانتخابات التي جرت في مارس الماضي. وحول قانونية اجتماع الغد، أفاد بأنه اجتماع قانوني وليس مخالفاً، وجرت العادة خلال السنوات الماضية بتشكيل هيئة المكتب خارج مبنى النقابة.

وكشفت مصادر أيضاً بمجلس نقابة الصحافيين أن الخلاف على تشكيل هيئة مكتب النقابة ما زال قائمًا حتى الآن في ظل تمسك كل جبهة من جبهتي المجلس بموقفها من مناصب الهيئة، المتمثلة في مناصب السكرتير العام والوكيلين وأمين الصندوق، في الوقت الذي قرر فيه ضياء رشوان نقيب الصحافيين ترك الأمر بيد الأعضاء ووضعهم أمام مسؤولياتهم.

وتمثل مجلس النقابة جبهتان؛ الأولى ترى أنها مع الدولة، وتضم خالد ميري ومحمد شبانة وحسين الزناتي وأيمن عبد المجيد وحماد الرمحي ومحمد يحيى، بينما تضم الجبهة الأخرى جمال عبد الرحيم ومحمد خراجة وهشام يونس ومحمود كامل وعمرو بدر ومحمد سعد عبد الحفيظ. وإنّ نقيب الصحافيين متمسك بموقفه في ما يخص تشكيل الهيئة بالتوافق، في الوقت الذي تسعى فيه الجبهة الأولى للحصول على منصبي السكرتير العام والوكيل الأول، بينما ترغب الجبهة الأخرى في تقسيم المناصب بالتساوي، بحيث يكون السكرتير أمام الوكيل الأول، والوكيل الثاني أمام أمين الصندوق، وهو ما ترفضه الجبهة الأولى.

وشهد الوسط الصحافي أخيرًا حالة من الغضب والجدل، بسبب تأخر الإعلان عن تشكيل هيئة مكتب نقابة الصحافيين، وتعطيل مصالح الزملاء. واعتبر البعض أن هذا الأمر يشكل مخالفة لنص المادة 44 من قانون النقابة رقم 76 لسنة 1970 التي حددت ضرورة اختيار الهيئة في مدة حددتها اللائحة الداخلية للنقابة بما لا تتجاوز 3 أيام من انتهاء أعمال الجمعية العمومية.

وفي سياق متصل، تقدم 6 أعضاء بمجلس نقابة الصحافيين "الجبهة الثانية" بمذكرة إلى النقيب ضياء رشوان خلال الساعات الماضية، تستنكر تأخر تشكيل هيئة مكتب النقابة، مطالبين بالدعوة لاجتماع عاجل خلال أسبوع وحسْم التشكيل بالتصويت، وهي المذكرة التي كانت سبباً في تحريك رشوان لعقد اجتماع الغد.

المساهمون