حين يدافع نديم قطيش عن إسرائيل: نموذج للتطبيع الوقح

حين يدافع نديم قطيش عن إسرائيل: نموذج للتطبيع الوقح

18 مايو 2019
يقدّم قطيش برنامج DNA على "العربية" (فيسبوك)
+ الخط -
لا يفوّت الإعلامي اللبناني نديم قطيش، فرصة لتبرئة الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه بحق الفلسطينيين الذين يحمّلهم الصحافي المذكور مسؤولية موتهم و"استجرار" المعارك و"ضرب فرص السلام"، في تصريحات تحاكي تسارع وتيرة تطبيع دول عربية عديدة مع الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة. ولا يبدو أن خطاب قطيش المتماهي مع روايات الاحتلال جاء صدفة، بل بات شبه مكرّس سواء في مقابلات قطيش الإعلامية أو في تغريداته.
مناسبة الحديث هي إطلالة نديم قطيش، المعروف بأنه من فئة "المطبّلين" للسياسة السعودية - الإماراتية الرسمية، في برنامج "نهاركم سعيد" الصباحي الذي تعرضه قناة "إل بي سي آي" اللبنانية، في 11 مايو/ أيار الحالي، حين قال معلقاً على التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة، إن حركة "الجهاد الإسلامي" و"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) "استجرتا" المعركة، مطالباً بـ"الكف عن المتاجرة بدماء غزة".

وركز على "انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005"، زاعماً أن اعتداءاتها توقفت حينها، وملقياً باللوم على "الجهاد الإسلامي" لـ"ضرب فرص السلام". تجاهل قطيش بوقاحة عدوان "الرصاص المصبوب" 2008 ــ 2009، و"عمود السحاب" عام 2012، و"الجرف الصامد" عام 2014، والاعتداءات ضد المشاركين في "مسيرات العودة وكسر الحصار" منذ مارس/ آذار عام 2018.

وسارعت الصفحات الإعلامية التابعة للاحتلال الإسرائيلي إلى مشاركة مداخلة مقدّم برنامج "دي إن إيه" DNA على قناة "العربية" السعودية، باعتبار قطيش "صوت الحقيقة القاسية". فنشر حساب "إسرائيل" بالعربية على "تويتر" التصريحات معلقاً: "دائماً ما تكون الحقيقة قاسية، خاصة عندما تطالب وبصوت عربي يتمثل في الإعلامي اللبناني نديم قطيش بتوقف حماس وإيران عن المتاجرة بالدماء الفلسطينية...".

واندفع الكاتب والروائي السعودي تركي الحمد، إلى دعم حساب "إسرائيل بالعربية"، قائلاً إن "الحقيقة مرة، ولكنها لا تعجب من لا يتكسبون منها". ولا بدّ من الإشارة إلى أن الحمد من أبرز الداعين إلى التطبيع مع إسرائيل والمروجين لـ"صفقة القرن". ويواظب على مشاركة آرائه مع أصوات إسرائيلية عبر موقع "تويتر"، أبرزهم الإعلامي إيدي كوهين.


تصريحات قطيش نقلها أيضاً موقع United with Israel الذي يعرّف عن نفسه بأنه "أكبر تجمع لمناصري إسرائيل".

وكان قطيش غرد في 5 مايو/ أيار الحالي متسائلاً: "كم وجبة إفطار تشتري قيمة مئات الصواريخ التي أطلقتها غزة؟". هذه التغريدة الخبيثة شاركها أيضاً المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي.


وأطل أيضاً عبر قناة "الجديد" اللبنانية في 6 إبريل/ نيسان الماضي، وقال: "سياسة نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) الجائرة ضد الفلسطينيين ليست أولى أولوياتي، بل إن أولى أولوياتي هي ما يفعله نتنياهو مع إيران التي أعتبرها دولة تخريبية في المنطقة... وسياسته هذه تلقى قبولاً عربياً كبيراً برغم الخلافات الأخرى معه. السياسة لم تعد أبيض أو أسود".

تجدر الإشارة إلى أن اندفاع نديم قطيش نحو تلميع ساحة الاحتلال الإسرائيلي ليس استثنائياً، إذ يصبّ ضمن أجندة قناة "العربية". فقد بثّت القناة الممولة من الحكومة السعودية فيلماً من جزئين عنوانه "النكبة" في يوليو/ تموز الماضي، تطرق إلى ظروف نشأة كيان الاحتلال على أرض فلسطين وفق الرواية الصهيونية، متحدثاً عن "نكبة اليهود" التي اضطرتهم لإقامة وطن لهم في فلسطين.

المساهمون