عام على "تلفزيون سوريا": برامج جديدة ومنصات شابة ومتكاملة

عام على "تلفزيون سوريا": برامج جديدة ومنصات شابة ومتكاملة

03 مارس 2019
من غرفة التحكم في التلفزيون (العربي الجديد)
+ الخط -
عرض "تلفزيون سوريا" منذ انطلاقته في مارس/ آذار 2018 عدداً من البرامج السياسية والفنية المنوّعة، التي تتناول الشأن السوري وقد غلبت على البرامج الترفيهية طابع الـ"توك شو" بينما كانت البرامج السياسية بأغلبها حوارية.

وكما سائر القنوات، تفاوتت متابعة البرامج عند الجمهور السوري والعربي. فبعضها لاقى نجاحاً وهو ما انعكس على نسبة المشاهدات الكبيرة على "يوتيوب"، بينما لم تنجح بعض البرامج الأخرى في جذب المشاهد. وهو ما يبدو طبيعياً وبديهياً في السنة الاولى من بثّ أي قناة جديدة.

أبرز البرامج التي عرضتها القناة في سنتها الأولى كان: "غايم أوفر Game over"، و"حمصود شو"، و"همّة قوية"، و"عصبة الساخرين"، و"مع ملكة"، و"لقاء خاص"، و"لم الشمل"، و"ما تبقى"، و"نور خانم"، و"الصالون السياسي"، و"مؤشر الحدث"، و"نص إلا خمسة"، بالإضافة إلى عرض برنامج "جو شو" الذي يقدمه المصري يوسف حسين والذي يعرض في نفس الوقت على "التلفزيون العربي". وعند تعداد برامج القناة، يبدو التوقّف عند تجربة برنامج "يا حرية" بديهياً، بسبب نجاحه الكبير، وتقديمه نموذجاً جديداً من البرامج، على المشاهد السوري. يعرض "يا حرية" قصص وتجارب وشهادات السوريين المعتقلين في سجون النظام السوري من خلال لقاء معتقلين سابقين عاشوا تجربة الموت أحياء داخل السجون، وشهدوا عذابات هناك في أقبية سجون البعث.


عن تقييم الدورة البرامجية في السنة الأولى يرى مدير البرامج في "تلفزيون سوريا" علي سفر أن تقييم الدورة البرامجية ينطلق من مسألة وصول البرامج إلى الجمهور. ويقول إنه "في هذا المنحى تنامى عدد متابعي تلفزيون سوريا بسرعة جيدة، وهذا يتعلق بقدرة برامجه العامة على تقديم المحتوى الجيد أو المعقول". ويضيف في حديث مع "العربي الجديد" أن الدورة البرامجية "كانت تختبر محتواها أمام جمهور باتت حساسيته عالية، فهو لا يقبل أن يقدم له محتوى لا يلبي طموحاته ولهذا توقفت عدة برامج، وبالمقابل استمرت برامج أخرى وصارت حاضرة في يوميات السوريين مثل "ياحرية" و"همة قوية" و"نور خانم" و "حمصود شو" و "لم الشمل" و"المنعطف".

جيل من الشباب
ولوحظ في قناة سورية اعتمادها على جيل من الشباب وخاصة مقدمي البرامج والمذيعين، وعاملين آخرين لم يكن لديهم أي خبرات سابقة في مجال العمل التلفزيوني، كما أن سيلاً من الانتقاد طال المذيعين تحديدًا نظراً لغياب خبرة البعض منهم.
هنا يقول سفر إن "المذيعين الشباب هم جزء من مشروع التلفزيون الذي يهدف إلى تقديم المحتوى الجديد عبر أدوات جديدة، ورؤى مختلفة ووجوه شابة، ووفقاً لهذه الرؤيا فإن هؤلاء استطاعوا أن يكونوا حاضرين ضمن هذه المنظومة، ولكن عملية التدريب مستمرة، وأظن أن النتائج في النهاية ستكون لصالح ظهور مجموعة من المقدمين الجدد بخبرات متنامية".

إلا القتلة
وحملت القناة شعار لكل السوريين (إلا القتلة)، وهو ما أثار تساؤلات لدى المتابعين عن حقيقة وجود اعتبارات غامضة ضمن الخطط البرامجية لاستهداف الجمهور الموالي للنظام سواء كان في الداخل أم خارج سورية. لنعد بداية إلى تعريف التلفزيون لنفسه، فنقرأ على موقعه أن "تلفزيون سوريا خدمة إعلامية عامة، تتوجه لكل السوريين...في الداخل والشتات. تدافع في عملها عن قيم الثورة السورية لجهة تعزيز مبادئ المدنية والمواطنة في سورية الجديدة، وترفض التسلط والديكتاتورية، والتطرف الديني، مؤكدةً على وحدة سورية شعباً وأرضاً. وتنبذ جميع أشكال التدخل الأجنبي... وتؤمن المنصة بإمكانات التغيير الإيجابي رغم الخراب، وبضرورة بناء سورية المدنية الحرة، وبالعمل على إظهار الشخصية السورية الخلاقة، وتؤكد على احترام التعددية كوجه يميز ثقافة السوريين، وتعمل على خلق حوار عقلاني يجمع بينهم".



وفي هذا الباب يؤكد علي سفر أنه منذ البداية "توجهنا إلى السوريين في الداخل، في مناطق سيطرة النظام وتلك التي خرجت عن سيطرته، وحاولنا أن نقدم لهم الأخبار التي تمس واقعهم بعيداً عن كذب أجهزة إعلامه، وهذا ما يلاحظه متابعو التلفزيون حيث كرس برنامج "لم الشمل" على سبيل المثال لا الحصر كل طاقته باتجاه متابعة قضايا الداخل، وفي نفس الوقت حاولنا متابعة قضايا السوريين في كل مكان؛ من دول الجوار وحتى أوروبا والأميركتين مروراً بالبلدان العربية. والاهتمام بوضع السوريين في تركيا هو جزء من هذا التوجه".

ويأخذ بعض المراقبين على "تلفزيون سوريا" أنه يعتمد بنسبة كبيرة على برامج الـ"توك شو" وبطريقة متشابهة، إلا أن سفر يرى أن "البرامج التفاعلية هي الرائجة والسائدة في غالبية الإعلام المرئي، وهي تتناسب مع الإعلام الجديد/ الديجيتال، ومشروع تلفزيون سوريا هو عدة منصات تتكامل في عملها، ولكنها تشترك برؤية تخص فكرة التفاعل بين الجمهور وبين المحتوى وصناعته، لكنها تختلف في رؤاها التفصيلية حيال أي منتج، وهذا ما يجري بين البرامج التفاعلية، فكل منها يختص بموضوع معين، ما يكمل الحقيبة البرامجية العامة".
ويبقى التحدي الأكبر دوماً في أي قناة تلفزيونية هو القدرة على تجديد الدورة البرامجية، وهو سؤال مطروح أيضا على القائمين على "تلفزيون سوريا". في هذا الإطار يشير مدير البرامج في التلفزيون إلى أن العاملين في القناة "يحاولون في السنة الجديدة إكمال خريطتنا البرامجية عبر المجلات التخصصية مثل المجلة الثقافية "ضمائر متصلة"، وعبر البرنامج الاجتماعي التفاعلي "طوق نجاة".. وغيرهما".

دلالات