"يوتيوب"... نافذة للإعلام الليبرالي الروسي على المشاهدين

"يوتيوب"... نافذة للإعلام الليبرالي الروسي على المشاهدين

22 مارس 2019
من حلقة دود مع كيسيليوف (يوتيوب)
+ الخط -
خلال سنوات معدودة، نجح مدون الفيديو الروسي، يوري دود، في أن يصبح من الشخصيات المؤثرة في المشهد الإعلامي الروسي، عن طريق حوارات صريحة وتوجيه أسئلة جريئة ومباشرة إلى الشخصيات العامة الروسية سواء أكانت مؤيدة لسياسات الكرملين أم معارضة لها. 
منذ احتدام الحرب الإعلامية على خلفية الأزمة الأوكرانية في عام 2014 وهيمنة الصوت الواحد على التلفزيون الرسمي الروسي، تظهر أرقام قناة دود على "يوتيوب" اهتماماً متزايداً من قبل المستخدمين للاطلاع على محتوى قناته، وصلت إلى ارتفاع عدد المشاهدات إلى أكثر من نصف المليار، بواقع ملايين المشاهدات لكل حلقة.
ومن بين أشهر الشخصيات التي استضافها دود في حلقاته حتى الآن، المعارض الهارب ميخائيل خودوركوفسكي، الذي كان من أثرى الأثرياء سابقاً، والمخرج السينمائي الحائز على جائزة أوسكار نيكيتا ميخالكوف، المعروف بقربه من الكرملين، والمرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية الأخيرة أليكسي نافالني، وحتى الإعلامي الموالي للكرملين دميتري كيسيليوف، وهو يقدم برنامجاً دعائياً أسبوعياً يدافع فيه عن السياسة الخارجية الروسية ويشن هجوماً لاذعاً على الغرب.
وفي الوقت الذي أشعلت فيه حلقة دود مع كيسيليوف مواقع التواصل الاجتماعي، وصفتها صحيفة "فيدوموستي" الروسية بأنها تدشن مرحلة جديدة "تدمر الجدار بين المجالين الإعلاميين الموالي للكرملين والمستقل".
أما المعارض نافالني، وهو مؤسس "صندوق مكافحة الفساد"، فيعتمد هو الآخر على "يوتيوب" لبث تقاريره حول استشراء الفساد في مختلف مفاصل الدولة الروسية بضلوع كبار المسؤولين. ومنذ تأسيس قناة أليكسي نافالني على "يوتيوب" في عام 2013، بات عدد المشاهدات بها يقارب نصف المليار، متخلفة بصورة طفيفة عن قناة دود.
ومن أشهر حلقات نافالني على "يوتيوب" تحقيق اتهم رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، بامتلاك "أصول سرية". وتسبب هذا التحقيق الذي حظي بأكثر من 28 مليون مشاهدة، في موجة من التظاهرات في عشرات المدن الروسية قبل عامين، بينما كان معظم المشاركين فيها من المراهقين والشباب.

في المقابل، لا تتجاوز مشاهدات البرامج التقليدية للإعلاميين الموالين للسلطة أمثال كيسيليوف، على "يوتيوب" مئات الآلاف، ولذلك لا يزالون يعتمدون على مشاهدي التلفزيون العادي وليس البث عبر الإنترنت. ولعلّ هذا ما يدفع بالكرملين للنظر في كيفية "تحويل الإنترنت إلى التلفزيون"، وفق ما ذكرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية أخيرًا، مشيرةً إلى "كسر يوتيوب لاحتكار التلفزيون الرسمي" في روسيا.
وبحسب إحصاءات أوردتها "إيكونوميست"، فإن أكثر من 80 في المائة من سكان البلاد بين الـ18 والـ44 عاماً يطلعون على "يوتيوب"، وهي نفسها نسبة متابعي "القناة الأولى" الرسمية الروسية في تلك الفئة العمرية.
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "ليفادا" تراجعاً في ثقة الروس في التلفزيون بنسبة 30 في المائة منذ عام 2009، لتنخفض إلى ما دون الـ50 في المائة، وهو ما ينذر باستمرار احتدام منافسته مع الإنترنت.



دلالات

المساهمون