عنصرية زمور تدفع ياسين بلعطّار إلى الاستقالة من LCI

فرنسا: عنصرية إيريك زمور تدفع ياسين بلعطّار إلى الاستقالة من LCI

20 فبراير 2019
ياسين بلعطار كوميدي مغربي (تويتر)
+ الخط -
استقال المذيع والكوميدي ياسين بلعطّار من قناة "إل سي آي" الفرنسية، بعد تصريحات عنصرية أدلى بها الصحافي إيريك زمور على شاشتها. 

وخلال الحديث عن تصاعد موجات معاداة السامية في فرنسا، انتهز الصحافي في جريدة "لوفيغارو" اليمينية، إيريك زمور الفرصة، حين حل ضيفاً على كريستوف جاكوبيزين، مذيع صباحية القناة الإخبارية، يوم أمس الثلاثاء، لتكرار لازمته التي يستعيدها في مقالاته وكتبه، ومنها: "شُرح لنا بأن الإسلام هو دين سلام ومحبة، بينما نعرف جيدا أن معاداة السامية، في هذه الأيام، هي نتاجُ ثقافة إسلامية قادمة من بعيد".

وأضاف زمور، الذي يحاول جاهدًا فتح قنوات بين اليمين المتطرف الفرنسي والجالية اليهودية في فرنسا، وأيضاً رد الاعتبار لنظام فيشي العميل للنازية، أنه يميّز بين "المجموعات الهوياتية وبين المجموعات النازية. فالهوياتيون ليسوا نازيين. بل يحاولون الدفاع عن هوية فرنسا ضد الأسْلَمَة. وهذا ليس بالعمل النازي".

هنا، فاض الكأس بياسين بلعطّار، فغرّد: "لا أعتقد أن لي مكاناً في قناة "إل سي إي"، بعد هذه الكلمات المخزية. يوجد فرق بين حرية التعبير وحرية الاستفزاز".

وبعدها لم يُخْف ياسين بلعطّار غضبه مما جرى: "أنا غاضب جدا... إني أستقيل من "قناة إل سي إي".. الأمرُ مُخز". وطالب سكان الأحياء الشعبية الفرنسية بالامتناع عن دفع "ضريبة دعم قطاع السمعي البصري": "لا يمكن تقديم مساعدة مالية لأناس يقومون بشتمنا".

وقناة إل سي إي، هي قناة إخبارية تابعة للقناة الفرنسية الأولى "تي إف 1". وكان الفنان الفكاهي الفرنسي، من أصول مغربية، ياسين بلعطار، يعمل في أحد برامجها الأسبوعية: "أودري أنْدْ كو"، منذ بداية سبتمبر/أيلول الماضي.


ووصف ياسين بلعطار في لقاء مع مجلة "لوبس"، بعد الحادثة، إيريك زمور بأنه "هزيل، وكذّاب". وأضاف: "أُذكّر بأنه تمت إدانته، قضائياً، في قضية إثارة الكراهية العِرقية. وأصبح من المستحيل الدفاع عن مثل هذه التصريحات على منصة".

وأضاف بلعطار بأنه ضاق ذرعاً برؤية شباب الضواحي وهم "يتلقون صواريخ نووية على رؤوسهم من قبل سجاليين من طينة زمور".






لكن زمور، الصحافي السجالي، رغم أن الكثير من القنوات والمنابر الإعلامية تعزف عن استضافته بسبب مواقفه من الإسلام وأيضاً من المهاجرين، وكان من بينها نصيحته لكل من يريد أن يعيش في فرنسا أن يغير اسمه ويختار اسما له رنة لاتينية، يحظى باحترام كبير بين أوساط اليمين واليمين المتطرف، بل يلتقط رؤساء هذه الأحزاب صُوَراً إلى جانبه.

ولم يكن إيريك زمور فقط مدلّلاً من طرف نيكولا ساركوزي، بل إنه محل ترحيب وحفاوة من قبل رئيس "الجمهوريون"، ومن قياديي "التجمع الوطني" وعلى رأسهم ماريون ماريشال، ومن عمدة مدينة بيزيي، روبير مينار، وأيضاً من طرف رئيس حزب "انهضي فرنسا"، نيكولا دوبون-إنيان، الذي وصفه في تصريح للقناة الثالثة (فرانس 3)، يوم 17 فبراير/شباط، بأنه "مؤرخ كبير غالباً ما يتم تشويهه". ولا يتوقف هذا الصحافي عن دعوة اليمين واليمين المتطرف للتقارب والوحدة، من أجل مواجهة الإسلام واستعادة الهوية الفرنسية الحقيقية، بعد كثير من الانحطاط.

ويُعرف عن ياسين بلعطار أنه لا يجيد اللغة الخشبية، وأنه يقول كل ما يفكر فيه من دون "رتوش" أو دبلوماسية، وهو ما جرّ عليه الكثير من الهجمات سابقاً، كان آخرها الحملة التي شنتها ضده مجلة "ماريان" في مقال حمل عنواناً مثيراً وعدوانيا: "ياسين بلعطار، مهرج مزور وخطر حقيقي". والمقال يتهمه بأنه يُنكر وجود الإسلاموية وأن له مُيولاً راديكاليةً، وهو ما ساهم في توقف الكثير من عروضه المسرحية في عموم فرنسا.

وقد قَبِلَ هذا المدافع عن الضواحي والأحياء الشعبية وعن اندماجها الحقيقي والسلس في الجمهورية، أن يكون عضواً في "المجلس الرئاسي للمدن"، الذي عينه الرئيس ماكرون، وهو يتكون من فاعلين اقتصاديين واجتماعيين وثقافيين ورياضيين، وتتلخص مهمته في التفكير حول الأحياء التي تستوجب الأولوية في التدخل الحكومي.