يمنيون يدّعون "النبوة" على فيسبوك

يمنيون يدّعون "النبوة" على فيسبوك

01 فبراير 2019
سخرية يمنية من التبشير على فيسبوك (محمد حمود/Getty)
+ الخط -
لا يتوقّف ضابط سابق في الجيش اليمني عن دعوة الناس لتصديقه بأنه "صار نبياً للجميع". فعبر حسابه على "فيسبوك"، يعكف، صالح بن علي القوسي، على نشر تدوينات مطوّلة مليئة بالأخطاء الإملائية يدعو فيها "شعوب وقبائل العالم" للتصديق برسالته، بعد أن يضع في ديباجتها عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً".
ويبدو أنّ القوسي أقفل صفحته قبل يومين، إذ اختفت عن "فيسبوك".
والقوسي، بحسب المعلومات المتوفرة عنه، ضابط متقاعد، خريج الكلية الحربية وشيخ قبلي، وهو نجل زعيم قبلي بارز في قبيلة الحداء التي تنحدر من محافظة ذمار (جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء).
في السابع عشر من يونيو/ حزيران من العام الماضي، كتب القوسي أول تدوينة له على حسابه يدعي فيها النبوة، ووجّه مزاعمه "عبر رئيس إدارة وموظفين لموقع الفيسبوك للتواصل الاجتماعي للعلم والمعرفة".
لم تثر هذه التدوينة في حينها أي تداول على مواقع التواصل الاجتماعي، كما هي الآن، لكنّ إصرار الرجل على مزاعمه دفع الناشطين على "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" إلى السخرية من منشوراته.
وكتب عاطف الرهوي، "نبي الله القوسي، من معجزاته أنه يدخل الفيس بدون نت". فيما سخر محمد البرعي من مدعي النبوة بالقول "آخر المستجدات على الساحة اليمنية نزول الوحي على نبي ذمار وهو مخزن (يتعاطى القات)".

ونشر حساب "خط أحمر" على تويتر: "تواصلت قبل قليل مع النبي القوسي.. قلت له ألا تخجل من أصدقائك الفيسبوكيين وأنت تدّعي النبوة، قال هؤلاء ليسوا أصدقاء، هؤلاء هم الصحابة.. قامت القيامة قد ظهر لنا نبي من الحداء ورسولا مولعيا؟".
وكتب محمد حسين ساخراً "يقلك والله أعلم إن الإعلان عن ظهور نبي ذماري جديد يأتي ضمن التنافس بين قبيلتي عنس والحداء على الزعامة والنفوذ. فبعد 1380 سنة من اعلان ابن قبيلة عنس عبهلة بن كعب المعروف بـ #الأسود_العنسي النبوة يظهر نبي #الحداء عبهلة بن قوس، والذي يعرف بـ #الأصلع_القوسي وعقبال بقية قبائل المحافظة!".
وقال حساب شهاب "قد صاحبنا القوسي طلع نبي لازم واحد من إب (مدينة) يوقع نبي فترتين صباحية ومسائية". وكتب عبدالإله العلي "الوضع الذي يعيشه الشعب اليمني سيجعل في كل أسرة نبي يعني لا تستغربوا من نبوة صالح القوسي".
لكن عدداً من الناشطين نشروا معلومات حول "إصابة القوسي بحالة نفسية دفعته إلى الادعاء بالنبوة". وقالت فاطمة الأغبري "أقدم اعتذاري لأسرة القوسي وذلك لما بدر مني من سخرية حول موضوع ادعائه النبوة التي خرج بها (القوسي)، وذلك لأن اخلاقي لا تسمح لي بالسخرية من مريض نفسي"، على حد تعبيرها.
والقوسي لم يكن أول اليمنيين الذين أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم نزول الوحي والنبوة، إذ سبقته الكاتبة والسياسية، ثريا منقوش، التي نشرت مقالاً في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015 وقالت "أوصلها لكل البشرية أنا أولى المرسلات، ختم ابن عبد الله الرسل في الذكور".
ولم يتوقف حساب منقوش على "فيسبوك" من تكرار رسائل تتحدث عن نزول الوحي. وكتبت في 13 أكتوبر/ تشرين من العام الماضي "أعود وأكرر بوحي من الله سأقول لكم أيها العلماء، ما هي الثقوب السوداء ولكن لابد أن تعترفوا بالنبوة التي منحنى إياها ربي". ودعت في تدوينة أخرى إلى ترجمة ما تنشره إلى اللغات العالمية "فغداً تؤمنون برسالة التوحيد التي كلفني الله بها. وشكراً".

ولم يقتصر الأمر على إطلاق مزاعم بالنبوة. إذ برز في العام 2012 ضابط سابق في الجيش يدعى ناصر محمد اليماني، بعد إعلانه بأنه "المهدي المنتظر" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن اليماني الذي اتسع نشاطه على "فيسبوك"، أسس موقعاً على الويب لنشر "خطبه" وظل لسنوات يزعم بأن له الآلاف من الأتباع من اليمن والأقطار العربية.

المساهمون