المناظرة التلفزيونية لمرشحي الرئاسة في الجزائر بين الترقب والتجاهل

المناظرة التلفزيونية "التاريخية" لمرشحي الرئاسة في الجزائر بين الترقب والتجاهل

06 ديسمبر 2019
من كواليس التحضير للمناظرة (فيسبوك)
+ الخط -
تشهد الجزائر، مساء اليوم الجمعة، مناظرة تلفزيونية بين مرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة الخميس المقبل، ويشارك فيها المرشحون الخمسة، وسط تجاهل لقطاع واسع من الجزائريين الرافضين للانتخابات.

يقف المرشحون الخمسة للرئاسة في الجزائر: علي بن فليس وعبد المجيد تبون وعبد القادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي وعبد العزيز بلعيد، في مواجهة أسئلة سياسية مباشرة خلال المناظرة التي تجمعهم مساء اليوم، الجمعة، بعدما أنهت "الهيئة العليا للانتخابات" و"السلطة السمعي البصري" والتلفزيون الرسمي، أمس الخميس، آخر الترتيبات لتجهيز الاستديو والمتطلبات التقنية.

وستنقل المناظرة، التي خصص لها استديو في قصر المؤتمرات، على الهواء مباشرة في القنوات التلفزيونية الحكومية والقنوات المستقلة. واختير لهذه المناظرة التي توصف بـ"التاريخية" أربعة صحافيين لإدارتها؛ من التلفزيون الحكومي، وقناة "البلاد" المستقلة، وصحيفة "الخبر"، كبرى الصحف الصادرة باللغة العربية في الجزائر، وصحيفة "أصداء وهران" الصادرة باللغة الفرنسية.

وستتوزع محاور المناظرة التي ستمتد بين ساعتين ونصف وثلاث ساعات على أربعة محاور، وتضم 13 سؤالاً تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربية والتعليم والصحة والسياسة الخارجية، وستُمنح لكل مرشح دقيقتان للإجابة عن كل سؤال، على أن يحصل كل منهم في نهاية كل محور على ثلاث دقائق لاختصار مخرجات برنامجه في ذلك المجال.

وأجريت قرعة تخص ترتيب ووقوف المرشحين في المناظرة، إضافة إلى قرعة تخص ترتيب الرد على الأجوبة، لتلافي أي تخمينات تخص ذلك.

وفي مقابل انتظار أنصار المرشحين وتعليق تطلعاتهم على مخرجاتها المحتملة لتوضيح موقف وبرنامج كل مرشح وقدرته على الرد على الأسئلة الموجهة إليه، فإنّ قطاعاً واسعاً من الجزائريين من الرافضين لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة لا يبدون اهتماماً بهذه المناظرة التي تأتي في ظروف توتر سياسي يحيط بمجمل العملية الانتخابية.


ويعتقد الباحث يحيى بوزوالغ أنّ هذه المناظرة تأخرت عن التاريخ السياسي للجزائر مدة ثلاثة عقود، موضحاً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّه كان يمكن أن تكون الجزائر سباقة على كل الدول العربية في مجال المناظرة الانتخابية "لو لم يعطل المسار الانتخابي عام 1992، ولو أمكن إقامة مسار ديمقراطي حقيقي في ما تلا ذلك"، لافتاً إلى أنّ مناظرة اليوم، الجمعة، "تأتي للأسف في ظروف غير صحية ووضع انتخابي غير طبيعي، يقلل من الاهتمام بها، برغم أنني مقتنع بأنّ الجزائريين لن يفوتوا مشاهدة هذه الفرصة ولو من باب الفضول".

لكن متابعين يعتقدون أنّ مناظرة اليوم لا تلعب دوراً بالغاً في تحديد موقف الناخبين، خاصة أن السلوك الانتخابي للجزائريين لا يزال مرتبطاً بالموقف الإيديولوجي والعاطفي المسبق، ولا تساهم في بنائه البرامج والأفكار التي تطرح بالضرورة.

وقال الناشط مسعود بوعمرة، لـ"العربي الجديد"، إنه "بغض النظر عن الظروف التي تجري فيها هذه المناظرة إلا أنها ستكون مهمة بالنسبة للفئة المقتنعة بالانتخابات، لتأكيد موقفها دعماً لمرشحها الذي اقتنعت به قبل المناظرة، أو لتحديد موقف نهائي حول من ستصوت له بالنسبة لفئة أخرى لم تكن قد حددت موقفها بعد".

المساهمون