الصحافة المصرية لم تسلم من القمع والاستهداف في 2019

"المفوضية المصرية": الصحافة لم تسلم من القمع والاستهداف في 2019

12 ديسمبر 2019
سلافة مجدي وحسام الصياد (فيسبوك)
+ الخط -
أصدرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات (منظمة مجتمع مدني مصرية)، تقريراً عن حصاد قمع الصحافيين في مصر في 2019، رصدت فيه حملات القمع والاستهداف للصحافيين، بين اعتقالات وتعذيب وإخفاء قسري وتشهير واتهامات بالخيانة والعمالة، دون أي سند قانوني. وقالت المفوضية "ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بينما وصل حتى اقتحام قوات الأمن لمكاتب المواقع ومصادرة متعلقاتهم الشخصية واحتجازهم لساعات، قبل التراجع عن ذلك والسماح لهم بمغادرة مكان العمل".

هشام فؤاد وحسام مؤنس
على ذمة قضية "تحالف الأمل"، يواجه الصحافيان حسام مؤنس وهشام فؤاد تهمة "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، ونشر أخبار كاذبة".
ألقت قوات الأمن القبض عليهما من منزليهما، فجر 25 يونيو/حزيران 2019، ضمن حملة اعتقالات جماعية استهدفت عدداً من السياسيين والمحامين والصحافيين. اتهمهم الأمن بالمشاركة في تشكيل ما يسمى بـ"خلية الأمل"، لتكدير السلم العام وتهديد الأمن القومي.

خالد داود
من الصحافيين المحبوسين على ذمة القضية 488 لسنة 2019، خالد داود رئيس حزب "الدستور" سابقاً، حيث ألقت قوات الأمن القبض عليه، مساء الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول الماضي.
وظهر في اليوم التالي أمام نيابة أمن الدولة، بتهمة "مشاركة جماعة محظورة في تحقيق أهدافها، ونشر اخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي". ويتم التجديد له حتى الآن.


اعتقالات على هامش أحداث 20 سبتمبر/أيلول

وشهد يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي، حملة اعتقالات شنتها قوات الأمن على الصحافيين، كان المصور الصحافي إسلام مصدق بقناة cbc، أحد الأفراد الذين تعرضوا لها حيث تم القبض عليه من منزله، وظل مختفياً لمدة أسبوع، حتى ظهر بنيابة أمن الدولة العليا، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليصدر قرار بحبسه على ذمة القضية 488.
وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت حملة اعتقالات جديدة على ذمة نفس القضية، طاولت الصحافية إسراء عبد الفتاح، حيث هاجمتها قوة أمنية هي وصديقها محمد صلاح، وقاموا بتغمية وجهيهما، وإلقاء صلاح بالقرب من طريق مصر الإسكندرية الصحراوي بينما خطفوا إسراء، بحسب شهادته آنذاك.
أيضا الصحافي بوكالة "أسوشييتد برس" مصطفى الخطيب، اعتقلته قوات الأمن من منزله، مساء السبت 12 أكتوبر/كانون الأول الماضي، في نفس الوقت الذي تم القبض فيه على إسراء، ظل مختفيا لمدة يومين ليظهر بعد ذلك في نيابة أمن الدولة، على ذمة القضية 488، بتهمة "مشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار كاذبة".

سلافة مجدي وحسام الصياد ومحمد صلاح
وعلى ذمة نفس القضية، ألقت قوات الأمن القبض على الصحافية سلافة مجدي وزوجها المصور الصحافي حسام الصياد، والناشط محمد صلاح، بسبب دفاعهم عن صديقتهم إسراء عبد الفتاح، تم اعتقالهم مساء 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من أمام أحد المقاهي بالدقي، وتم الاستيلاء على هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وأيضا السيارة الخاصة بسلافة وزوجها.
وبعد أكثر من 12 ساعة على اختفائهم، ونفي قسم الدقي وجودهم، ظهر الثلاثة أمام نيابة أمن الدولة، حيث وجهت لسلافة مجدي اتهامات "مشاركة جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة"، ولحسام "الانضمام لجماعة إرهابية".
ولحق أحمد شاكر الحافي في صحيفة "روز اليوسف"، بباقي المتهمين على ذمة القضية 488، حيث ألقي القبض عليه من منزله في طوخ بالقليوبية وتم اقتياده لجهة غير معلومة، وبعد يومين تحديداً في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ظهر بنيابة أمن الدولة على ذمة القضية.

اقتحام موقع مدى مصر
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعرض موقع "مدى مصر" للاقتحام من قبل قوات الأمن، واحتجاز 3 صحافيين بينهم رئيس تحرير الموقع لينا عطا الله، وجاء اقتحام الموقع عقب 24 ساعة من اختطاف الصحافي بالموقع شادي زلط، حيث ألقي القبض عليه فجر 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دون علم أسرته بمكان احتجازه.
وكان موقع "مدى مصر" حريصاً على كشف تفاصيل واقعة الاحتجاز التي استمرت قرابة أربع ساعات، من خلال بيانات يتم نشرها بصفة مستمرة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وقت وقوع الحادثة حيث تم استجوابهم وفتح هواتف البعض وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
وبمجرد مغادرة قوات الأمن الموقع، واعتقال 3 صحافيين حتى نشر الموقع إطلاق سراحهم من قسم شرطة الدقي، وأيضا إطلاق سراح شادي زلط الصحافي بنفس الموقع بعد اختطافه يوماً كاملاً.


استهداف خالد البلشي

خلال هذا العام، تعرض الكاتب الصحافي خالد البلشي عضو مجلس نقابة الصحافيين السابق، إلى حملة ممنهجة وشرسة من قبل الصحف القومية المملوكة للدولة، وأيضاً بعض الصحف الخاصة دون مبرر لذلك.
فعلى مدار الشهرين الماضيين، كان البلشي على موعد مع سلسلة حملات متتابعة، نشرتها صحف ومواقع تابعة لمؤسسات قومية وخاصة وحزبية، بينها "الأهرام"، "الأخبار"، "الجمهورية"، "المساء"، "روز اليوسف"، "دار الهلال"، "دار المعارف"، "الدستور"، "مبتدأ"، "صدى البلد"، "الفجر" و"الوفد"، ضمت ما يقرب من 100 تقرير وخبر وفيديو.
الاتهامات في الحملة جاءت متنوعة من يساري إلى إخوان، إلى عضو بـ"حركة 6 إبريل"، بجانب الحصول على تمويلات من الخارج، ووصفه بأنه شخص مدعي فضيلة ومثير فتن.
وطوال الشهرين الماضيين، ومع بدء حملة الهجوم عليه رفض البلشي الرد على هذه الحملات، لكن مع استمرارها قرر تقديم شكوى للنقابة، لدفعها لممارسة دورها، في تطبيق ميثاق الشرف الصحافي.
وطالب البلشي النقابة بالتدخل لإنقاذ مهنة الصحافة قبل أن تتحول لأداة لتصفية الحسابات الشخصية والسياسية، بتطبيق ميثاق الشرف الصحافي على المخالفين له، والتدخل لوقف طوفان صحافة التعليمات وإعلان موقف واضح مما يجري.

أعضاء مجلس نقابة الصحافيين
وعلى النهج ذاته، تعرض بعض أعضاء مجلس نقابة الصحافيين إلى هجوم ممنهج، من خلال اتهامهم بالتقصير أو التطبيع، بل وصلت إلى وصف أحدهم بالبلطجة مثلما حدث مع محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحافيين.
وكانت صحيفتا "الأهرام" و"الجمهورية" قد نشرتا في 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، خبراً يصف فيه محمود كامل بالبلطجة ويتهمه فيه بالاعتداء على أحمد عطية رئيس تحرير صحيفة "اللواء الإسلامي"، الذي حرر محضراً رسمياً يتهمه فيه بالاعتداء عليه وضربه وسبّه.

وأعضاء مجلس النقابة الذين تعرضوا للهجوم، هم محمد سعد عبد الحفيظ، وعمرو بدر، وهشام يونس، ومحمود كامل، ونُشرت هذه الأخبار بالصحف القومية، وبالأخص صحيفة "الجمهورية" التي نشرت كمّاً من الأخبار ضدهم، وكانت حريصة على نشرها بشكل دوري ومستمر.

المساهمون