كيف ردّ المغردون على التهويل بالحرب الأهلية في لبنان؟

كيف ردّ المغردون على التهويل بالحرب الأهلية في لبنان؟

27 نوفمبر 2019
اشتباكات بين مواطنين حزبيين في عدة مناطق (حسين بيضون)
+ الخط -
لم تكن ليلة الثلاثاء - الأربعاء بعاديّةٍ على اللبنانيين، إذ تنقّلت إشكالات اعتبرها الناشطون مفتعلة، بين عدة مناطق، ولعبت على خطوط تماسٍ في الحرب الأهلية، وعلى صور نمطية طائفيّة بالية تخلّت عنها فئة واسعة من المواطنين منذ اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول/ أكتوبر.

فبعد اعتداءات من مناصري "حركة أمل" و"حزب الله" على متظاهرين في بيروت وصور ليل أول من أمس الاثنين، اندلعت اشتباكات وإشكالات في عدد من المناطق اللبنانية، بدأت في بعبدا باشتباك بين متظاهرين مطالبين بالإسراع في تشكيل الحكومة، ومجموعة مؤيدة للرئيس ميشال عون.

واعتدى مناصرون لـ"حزب الله" و"حركة أمل" على متظاهرين مؤيدين للانتفاضة في بعلبك، وحطّموا خيمهم ومعدات الصوت الخاصة بهم، وحاصروهم، فيما كان الجيش موجوداً للفصل بين الطرفين.

بعدها، انطلقت مواكب لمناصري عون والتيار الوطني الحر إلى منطقة بكفيا، حيث النفوذ الواسع للكتائب اللبنانية، وحصل إشكال على خلفيته، ثم استخدم الجيش القوة لفتح الطريق وتسهيل مرور سيارات مؤيدي عون، فيما حصلت اشتباكات بينه وبين أهالي بكفيا.

وفي عين الرمانة - الشياح، وهو خطّ تماس في الحرب الأهلية اللبنانية، حاول البعض اللعب على المشاعر الطائفية، وبُثّ فيديو قديم (يعود إلى 9 أشهر للوراء على "يوتيوب") يظهر أشخاصاً يجوبون أحد الشوارع ويهتفون ضد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، فاندلعت اشتباكات بين الحجارة بين الطرفين، قبل أن يفصل الجيش بينهما ويقفل عين الرمانة ويمنع خروج الدراجات النارية من الضاحية.

أما في طرابلس، فقد انتشرت معلومات عن أنّ متظاهرين من طرابلس حوصروا من قبل مؤيدين للتيار الوطني الحر في بيروت، فاحتجّ أشخاص من المدينة على ذلك في شارع الجميزات، مكان مقرّ للتيار. وفيما حاول بعضهم اقتحام المقر، بالإضافة إلى تحطيم واجهة أحد المصارف، انتشر الجيش اللبناني في المكان وأطلق النار في الهواء، ثم دارت اشتباكات تخلّلها إطلاق قنابل مسيلة للدموع.
لكن هل يعني ذلك أنّ شبح الحرب الأهلية يُخيّم على لبنان؟ يتّضح من تغريدات ناشطين لبنانيين منذ ليل أمس وحتى اليوم أنّ هناك تخوّفاً من ازدياد حجم هذه الإشكالات الأمنية وافتعال المزيد من الأحداث التي قد تؤدي إلى حلّ أمني عنيف يتضمن فضّ الاعتصامات كحجة لصون السلم الأهلي، بعد نجاح لعبة أحزاب السلطة بجرّ الشارع نحو الفتنة الطائفيّة. لكنّ اللبنانيين يشيرون في تغريداتهم إلى نبذ الحرب الأهلية والفتنة الطائفية، ويشددون على ضرورة إسقاط النظام الطائفي الذي لا يزال يعيث فساداً بين المواطنين.

وقالت ديانا مقلّد إن "هجوم مجهولين بعد منتصف الليل على مصالح تجارية في طرابلس، وقبلها افتعال مشكل شياح - عين الرمانة (مسلم مسيحي) وجولات الهجوم على ساحات التظاهر في بعلبك وافتعال جمهور عوني لمشاكل في بعبدا وبكفيا، مشاهد سوداء تجيد أجهزة أمنية وحزبية إخراجها. ما حصل ليل أمس عمل مخابراتي بامتياز".

أما صباح أيوب فدوّنت، قائلةً: "طلّت السلطة بوجهها النجس #اللعبة_إياها #لبنان_ينتفض". وغرّدت جويل بطرس: "نحنا الثورة الشعبية وكلن يعني كلن الحرب الأهلية". وقال أحمد: "فائض قوة وفائض أمل...#لبنان_ينتفض".

وكتب فيليب أبو زيد: "تبيّن أن الناس بعد 40 يوماً تريد لبنان آخر. لبنان المسيحي يعانق المسلم. لبنان المصالحات وطيّ صفحة الحرب. أما بعض الأحزاب فلا تزال تعيش أحقاد الماضي، وما يحصل الآن في الشوارع هو بمثابة ورقة نعوة للأحزاب البالية. عجّل الله بدفنها. حرام يا #لبنان". 

وقال محمد: "طرابلس قاهرتكن لـ 41 ليلة برقيّها وسلامها؛ بساحتها المليانة فرح وأمل، طرابلس قاهرتكن وحتضل سلميّة غصب عن الزعران والمندسّين الساعين لإشعال الفتنة#لبنان_ينتفض". وعلّق جاد غصن على الإشكالات قائلاً: "هيدا التعايش بعد شي ٢٠ حكومة وحدة وطنية". 

وكتب جورج قزي: "٤٠ يوماً، ولا ضربة كف، كسرنا كل الحواجز الطائفية، الطبقية، العنصرية... مسكنا إيدين بعض من الشمال للجنوب، غنينا سوى، رقصنا سوى، أكلنا سوى... قدي حلوة ثورتنا، قدي انتو بشعين ومقرفين". 



المساهمون