صحافيون لبنانيون استقالوا على خلفية الانتفاضة... ديما صادق آخرهم

صحافيون لبنانيون استقالوا على خلفية الانتفاضة... ديما صادق آخرهم

26 نوفمبر 2019
أعلنت صادق استقالتها إثر ضغوطات (باتريك باز/فرانس برس)
+ الخط -
في ظلّ الأوضاع الحالية في لبنان، ليس الإعلاميون ناقلين للخبر فقط، بل هم أيضاً الخبر. إذ استقال عدد من الإعلاميين البارزين من وسائل إعلامية عملوا فيها لسنوات، على خلفية انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول، إثر تغطية تلك الوسائل أو توجهاتها أو تحريضها.

وتأتي تلك الاستقالات في ظلّ اعتداءات كبيرة تمارس ضدّ الصحافيين والمراسلين اللبنانيين، بالإضافة إلى تهديدات تطاولهم وعائلاتهم؛ فيما تشنّ وسائل إعلام حملةً تحريضيّة ضدّ المتظاهرين اللبنانيين، وأيضاً الصحافيين المؤيدين للثورة. كما في ظلّ ضغوطاتٍ على وسائل الإعلام بسبب تغطيتها الكثيفة للثورة، يبدو أنّها رضخت لها، إذ اختفت التغطية المباشرة يوم أمس، الإثنين، بالرغم من نشوب أحداث أمنية.

وأعلنت الإعلامية اللبنانية ديما صادق، ليل أمس الإثنين، استقالتها من المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI، على خلفية ضغوطاتٍ تعرّضت لها داخل القناة، إثر مواقفها المؤيّدة للثورة، وتغريداتها، والتي تلقّت بسببها كمّاً هائلاً من الرسائل المتنمّرة والمحرّضة عليها، وتحديداً من جمهور "حزب الله". 

وكان هاتف صادق قد سُرق من يدها خلال وجودها على جسر الرينغ، ليل الأحد الماضي، عندما هجم مناصرون لحركة أمل وحزب الله على المواطنين اللبنانيين الذين حاولوا قطع الطريق سلمياً للضغط من أجل تشكيل حكومة. وانتشرت أنباء على مواقع التواصل عن "تسريب صور ومحادثات"، إلا أنّها عارية من الصحة.

وقالت صادق في بيانها: "هو بالنسبة لي زمن ثورة. وفي الثورة لا سقف للحريات. هي فرصة لنسمي الأشياء بأسمائها، لنسمي المرتكبين بأسمائهم، وأن نقول لا بأعلى صوت. منذ ثلاثة أسابيع، أُبعدت عن هواء المؤسسة التي أعمل فيها، بسبب خطأ إداري. تم الاعتذار علنا عن الخطأ، وتلقيت عقوبتي بمسؤولية تامة. إلا أن الإدارة لم تحدد مدى وشكل هذه العقوبة. فبقيت مبعدة عن الهواء دون أسباب مقنعة. بعدها التقيت مع السيد بيار الضاهر الذي شرح لي أن المشكلة ليست فقط الخطأ الإداري، وإنما أيضا طبيعة تغريداتي، وتحديدا التي تطاول بعبدا، والمعلومات التي سربتها عن قصر بعبدا (والتي لم يتمكن أحد من نفيها)، طالبا إيقافها مع الوعد بعودتي. إلا أن هذه العودة اقتصرت على قراءة الأخبار مع إبعادي التام عن البرامج السياسية ووضع تغريداتي تحت الرقابة. وهو ما اعترضت عليه. ثم جاءت حادثة سرقة هاتفي على الرينغ حيث كانت ردة فعل المؤسسة إيقافي مجددا عن الهواء دون أدنى الاطمئنان علي. وعليه، أجد نفسي على يقين أن سبب الاستبعاد هو سياسي، وهو ما لن أقبل به لا في زمن الثورة ولا غير زمن، مع التأكيد أن الإدارة أبلغتني التمسك بي مع توقيفي مؤقتا عن الهواء. وعليه أعلن استقالتي من المؤسسة اللبنانية للإرسال. وللحديث تتمة. شكرا".





الاستقالات طاولت قناة "الميادين" التي تنطق بلسان "حزب الله" وتبثّ من بيروت. وأعلن الإعلامي سامي كليب عن استقالته، يوم الجمعة الماضي، في تغريدةٍ قال فيها: "انسجاماً مع أفكاري وقناعاتي وضميري، استقلتُ اليوم من قناة (الميادين) متمنياً لها دوام التقدم والنجاح". 

وتحدّث كليب، أمس، لقناة "الجديد"، قائلاً إنّه لن يُعلن عن أي إشكالية مع القناة في حال حدوثها، ونافياً أن يكون تركها كي يعمل على مشروعٍ جديد، مضيفاً أنّه إعلامي ويعتقد أنّه يجب أن يكون إلى جانب الشعب والحراك الصحيح.



بعد استقالة كليب بيومين، أعلنت الإعلامية لينا زهر الدين استقالتها من القناة قائلةً في منشور على "فيسبوك": "انطلاقاً من اللحظات التاريخية التي نعيشها، رأيتُ لزاماً علي تقديم استقالتي من قناة الميادين، متمنيةً لها الاستمرارية ولشعوبنا مستقبلاً أفضل. والله ولي التوفيق".



لكنّ تلك الاستقالات بدأت مع صحيفة "الأخبار"، التي تنطق بلسان "حزب الله" أيضاً. وكانت الاستقالة الأولى للصحافية فيها جوي سليم، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقالت سليم في بيانها، إنّ الاستقالة جاءت "بعدما خاب أملي من تغطية الجريدة للانتفاضة التي عَمِلَت لأشهر (ولسنوات ربما) على تقديم أدلة على ضرورة حدوثها. وما إن حدثت حتى انضمت الجريدة بسرعة إلى صفوف الثورة المضادة، وقدمت مادة مؤامراتية تحريضية وشائعات غذّت ما حدث اليوم في الشارع من هجوم (مواطنين) (هكذا دعتهم الأخبار على فيسبوك) على المعتصمين".



وبعدها بأيام، تقدّم الصحافي محمد زبيب باستقالته من صحيفة "الأخبار" التي كان يشغل منصب رئيس قسم الاقتصاد فيها. وقال زبيب في تغريدة له: "صدر ملحق (رأس المال) اليوم من دوني ومن دون غسان ديبة وآخرين كانوا من رواد هذه التجربة. منعاً لأي التباس، تقدمت باستقالتي من صحيفة (الأخبار)، في الأسبوع الماضي، احتجاجاً على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة. وبالتالي لم أعد مسؤولاً عن هذا الملحق. لذا اقتضى التوضيح".

وفي اليوم التالي، أعلنت الصحافيتان اللبنانيتان صباح أيوب وفيفيان عقيقي استقالتهما من جريدة "الأخبار".

وقالت أيوب على حسابها على "تويتر": "تقدّمتُ باستقالتي من جريدة (الأخبار) نتيجة لتراكم أسباب، آخرها أداء الجريدة في تغطية انتفاضة 17 تشرين الشعبية. #لبنان_ينتفض #كلن_يعني_كلن".



بينما قالت عقيقي في منشورها: "تقدّمت باستقالتي من (الأخبار) لأسباب مهنية متعلّقة بتغطيتها للانتفاضة الشعبية، ولغيرها من الأسباب المتراكمة والمتعلّقة بالأداء المهني للصحيفة ولم تعالج يوماً. أشكر (الأخبار) على الفرصة التي منحتني إياها، وخضت تجربتها تحت إشراف الزميل محمد زبيب، ولكني اليوم لم أعد أجد نفسي فيها".


المساهمون