سوريون يسخرون من رفع النظام رواتب موظفيه

سوريون يسخرون من رفع النظام رواتب موظفيه

23 نوفمبر 2019
تعاني الليرة السورية من انخفاض قيمتها (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
تهكّم سوريون معارضون وموالون للنظام على زيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين، بالإضافة إلى زيادة رواتب المتقاعدين التي أصدرها بشار الأسد ضمن المرسومين "23" و"24" لعام 2019.

والزيادة للمدنيين والعسكريين قيمتها 20 ألف ليرة سورية بعد إضافة التعويض المعيشي الحالي على أساس الراتب المقطوع ليكون جزءاً منه، فيما كانت الزيادة التي لحقت برواتب المتقاعدين 16 ألف ليرة سورية مع دمج التعويض المعيشي المضاف على المعاش التقاعدي.

وعلى الرغم من هذه الزيادة، فالقيمة الشرائية لكامل راتب الموظف في سورية لا تزال متدنية، ولا سيما بعد رفع الأسعار مباشرة من قبل التجار ومحتكري الإنتاج والاستيراد الذين يقف وراءهم متنفذون اقتصاديون في دائرة السلطة والنظام، ويعملون بالشراكة معه، بالإضافة إلى انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي التي وصلت إلى أدنى مستوى لها في تاريخها، بـ 750 ليرة مقابل الدولار الواحد.

وكتب عقبة باريش على "فيسبوك" متهكماً: "راتب أمي التقاعدي كان 40 ألف ليرة سورية وسعر الدولار 550 ل س، يعني كان راتبها 73 دولاراً... بعد زيادة الراتب اليوم من قبل الرئيس الابن، صار راتبها 56 ألف ليرة سورية... بس سعر الدولار 750 ليرة سوري... يعني راتبها صار 74 دولاراً... مبروك الدولار يا حجة... تصرفيه بالهنا".

وأوضحت صفحة يديرها ناشطون معارضون للنظام انخفاض القيمة الشرائية لمجمل الراتب رغم الزيادة التي طرأت عليه قياساً بسعر الصرف بين السابق والحالي، ما يشير إلى أن الزيادة وهمية، وعلى العكس نجد أن الراتب بناءً على سعر الصرف قد انخفض نحو 10 دولارات. وعلقت الصفحة: "ماذا يعني (الاستحمار الشعبي)؟ يعني أن تقنع الشعب بأن زيادة الراتب من مصلحته".

ودعا عبد العزيز خليفة، وهو صحافي سوري "الراغبين في الانضمام إلى المؤامرة" التي طالما تحدث عنها رأس النظام السوري بشار الأسد.

وسأل حسام الزير في منشور له عن مقدار ارتفاع أسعار السلع والمنتجات بعد هذه الزيادة.

وأضاف في منشور آخر: "بهاد الوقت يلي زادت في الرواتب، في لجنة كانت مجتمعة بغرفة تانية اسمها (اللجنة العليا لتشليح الزيادة) هي اللجنة عندها قناعة أنو زيادة الراتب رح تنزع المواطن، رح ياكل كل يوم كاجو ويبدل بهل السيارات ويشتري عقارات برا البلد والرجال تتزوج ع نسوانها والنسوان تسوح بشوارع باريس كل أسبوع. لذلك حطت شعار (خلصولو مصرييتو)، هدفها الحفاظ على المجتمع السوري المنتوف من غفلة الفساد".

ونقل هلال خليل عون، وهو من الموالين للنظام تعليق والدته المتقاعدة على الزيادة حين كتب: "الله يوفق هالرئيس يا ابني... والله صار راتبي حرج مصاري. أمي معلّقة على زيادة الرواتب (عمرها 83 سنة... زاد راتبها 16 ألف ليرة)"، ليلقى منشوره حفنة من الإشارات الساخرة.

فيما كان ردّ حيدرة سليمان ابن ضابط المخابرات السابق والسفير السوري المطرود من الأردن بهجت سليمان، على المتذمرين من هذه الزيادة الوهمية، يحمل الكثير من الاستخفاف بأوضاع المواطن السوري في هذه الفترة، إذ قال: "يلي مو عاجبتوا زيادة الرواتب الحل سهل جداً: اعطي زيادتك لزميلك أو زميلتك، وإذا بتحب تبرع فيها يا بيك".

وتعاني الليرة السورية من انخفاض حاد في قيمتها أمام العملات الأجنبية، ولا سيما الدولار، إذ وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 750 ليرة، فعلى فرض أن راتب الموظف قبل الزيادة كان 50 ألف ليرة سورية حين كانت الدولار يساوي 500 ليرة قبل أشهر، فإن قيمته كانت تساوي 100 دولار، ورغم إضافة الـ 20 ألف ليرة بعد الزيادة ليصبح 70 ألف ليرة سورية، فإن قيمته نحو 90 دولاراً، بالتوازي مع سعر الصرف الحالي 750 ليرة مقابل الدولار الواحد.

ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن هذه الزيادة وهمية، هدفها ردم الفجوة بين سعر الصرف السابق والحالي، ما يعني أنها لا تعني شيئاً للمواطن السوري الذي يعاني من غلاء كبير في أسعار السلع والحاجيات الأساسية، ولا سيما الموظف على وجه التحديد.

والجدير بالذكر أن سعر صرف الليرة أمام الدولار قبل عام 2011، أي قبل بداية الثورة، كان يراوح بين 45 و50 ليرة سورية، أي كان معدل الرواتب (بحسب الشرائح) يراوح بين 300 إلى 700 دولار، أما اليوم فقد تراجعت الليرة أمام سعر صرف الدولار إلى نحو 14 ضعفاً، ولا تزال الرواتب قريبة من الأرقام السابقة بالليرة السورية، مع زيادات بسيطة، لا تسمن المواطن ولا تغنيه من جوع.

المساهمون