إعلاميات أردنيات يغلقن أعينهن... ما السبب؟

إعلاميات أردنيات يغلقن أعينهن تضامناً مع امرأة اقتلع زوجها عينيها

17 نوفمبر 2019
تضامنت الإعلاميات مع فاطمة (فيسبوك)
+ الخط -
نظّمت منظمات نسائية، بمشاركة ومساندة من إعلاميات وصحافيات أردنيات، أمس السبت، تظاهرة قرب الدوار الرابع حيث دار رئاسة الوزراء في عمّان، للدعوة إلى مجابهة العنف ضد المرأة بعنوان "طفح الكيل"، بعد حادثة اعتداء مواطن أردني بالضرب المبرح على زوجته واقتلاع عينيها أمام أطفالها في محافظة جرش شمال البلاد.

مجموعة من الإعلاميات شاركن في الحملة ووضعن عصابة سوداء على أعينهن تضامناً مع فاطمة المعنّفة من قبل زوجها، والذي تسبّب لها بعاهة دائمة وعمى بنسبة 100%، بعد أن كانت قد رفعت عليه دعوى شقاق ونزاع في وقت سابق، إلا أن خوفها على أطفالها ومستقبلها جعلها تتراجع عن الشكوى، ليتفاقم الأمر بفقء عينيها بأصابعه.

وقد جاءت هذه الوقفة التي دعت إليها اللجنة الوطنيّة الأردنيّة لشؤون المرأة تحت شعار "طفح الكيل"، "لمواجهة المنظومة المؤسسيّة والفكريّة التي تعيد إنتاج العنف والتمييز ضدّ المرأة"، وفقاً للدعوة التي وجّهتها اللجنة إلى "كل أردنيّ وأردنيّة لديهم غيرة على قيمنا المجتمعيّة الأصيلة الرافضة لكل أشكال العنف والتمييز.. لكل شخص مؤمن بحقوق الإنسان".

ومن أبرز الإعلاميات والصحافيات المشاركات في الفعالية، آية علقم، روان الجيوسي، هبة جوهر، راية يعقوب، أريج القاسم، نادين النمري، رانيا الصرايرة، رولا الحروب، أحكام الدجاني، غادة الشيخ، بالإضافة إلى البرلمانية وفاء بني مصطفى.

وخلال استضافتها على شاشة قناة المملكة أغمضت الإعلامية والناشطة روان الجيوسي عينيها على الهواء مباشرة، لتعبّر عن تضامنها مع فاطمة، وقالت الجيوسي إن جميع منظمات المجتمع المدني تجمعت لدعم فاطمة وجميع السيدات المعنفات في الأردن واللواتي لا يستطعن الحديث بسبب أمور اجتماعية وثقافة العيب.

وقالت الجيوسي إنه يجب العثور على بيئة آمنة للسيدات، والأردن منذ سنوات طويلة يحاول المساواة بين الجنسين، إذ "إن الموضوع لا يجوز أن يكون شكلياً، بل يجب أن يكون كلياً". وأضافت "ما حدث مع فاطمة موجع وأوجع جميع الأردنيين، والكل تساءل أين كان الكل عندما حصل الحادث معها".

ووجهت الجيوسي رسالة إلى كل أم وهي مغمضة عينيها، قائلة: "لا تسكتن، فلا يوجد شيء يبرر العنف، وأطفالك يحتاجونك بكرامة، الأردن بلد أمن ويجب أن تكون النساء بخير، أنت امرأة وأم، خسرت عينيك، لا نعرف ماذا ينتظرك في المستقبل، اليوم ندعمك ونقف معك، ولن نقبل أن نكون مكتوفي الأيدي".

وقالت الصحافية المتخصصة في حقوق الإنسان نادين النمري: إن "العنف الأسري غير مرتبط بفئة اقتصادية أو اجتماعية معينة، ولا منطقة جغرافية محددة. حراك نساء الأردن اليوم كان من كل المحافظات ولنساء من خلفيات مختلفة يجمعهن هدف واحد هو القضاء على العنف".

وقالت الأمينة العامة للجنة الوطنية لشؤون الأسرة الدكتورة سلمى النمس: "كيف نواجه العنف في منظومة ما زالت تقود خطاباً يُفصّل العدالة حسب رؤياه للمرأة ككائن فاقد للأهلية ويرفض مفهوم المساواة والحقوق! ويفرض وصاية الرجل على المرأة. ثقافة معشعشة مؤسسياً واجتماعياً تعيد إنتاج العنف والتمييز؛ نواجهها كل يوم في كل مكان وهنا على مواقع التواصل".

من جانبها، ختمت الإعلامية الأردنية راية يعقوب تقريرها لقناة "الغد" وهي تضع عصابة سوداء تضامناً مع فاطمة وحملة "طفح الكيل".

ومن أبرز الشعارات التي رفعت في الحملة: "طالعين وطالعات.. لعيونك يا فاطمة"، "عدّل تشريعاتك عدّل.. عدّل قانونك عدّل"، "بدنا حماية كاملة.. بدنا حضانة كاملة.. بدنا مواطنة كاملة"، "حق المرأة إنها تعيش.. مش بالعنف والتهميش"، "إنت مش أحسن منّي.. بدّي قانون ينصفني"، "إرفع إيدك علّي الصوت.. حقّ المرأة ما في سكوت"، "عدالة.. حريّة.. للمرأة العربيّة"، "لا للعنف الأسري لا.. طالعين وطالعات".