صحافيو فلسطين "بعين واحدة" تضامناً مع زميلهم معاذ عمارنة

صحافيو فلسطين "بعين واحدة" تضامناً مع زميلهم معاذ عمارنة

17 نوفمبر 2019
الصحافيون غطوا عينهم اليسرى تضامناً مع عمارنة (تويتر)
+ الخط -
أطلق صحافيون فلسطينيون، حملة للتضامن مع زميلهم المصور الصحافي معاذ عمارنة من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والذي يخضع للعلاج حالياً في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة، جراء إصابته برصاصة في عينه اليسرى أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، خلال تغطية للمواجهات التي اندلعت في بلدة صوريف شمال غربي الخليل جنوبي الضفة.

ونشر عشرات الصحافيين والمصورين، صوراً لهم تحت وسم "#عين_معاذ" و#لن_تنطفئ_عين_الحقيقة"، واضعين "ضمادات" على إحدى عيونهم، وتحديداً اليسرى، تعبيراً عن مؤازرتهم لمعاذ، الذي يرجح الأطباء أن يفقد البصر في عينه اليسرى، جراء الضرر البالغ الذي لحق بها نتيجة الشظايا التي هتكت أجزاءها الداخلية.


واحتوى الوسم على عبارة بثلاث لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية، جاء فيها: "‏معاذ عمارنة صحافي فلسطيني وثق بكاميرته أحداثاً كثيرة، ولكن بعد يوم الجمعة 15/11/2019، لن يستطيع أن يكمل عمله الصحافي بسبب رصاصة أطلقها جنود الاحتلال عليه خلال تغطية مواجهات بلدة صوريف بالخليل، ما أدى لفقدانه عينه اليسرى".

وأوضح الصحافي أحمد البديري من القدس، والذي يتابع الوضع الصحي لمعاذ، أن الأخير خضع لعملية جراحية، حيث تم استخراج الشظايا، وبقيت له عمليتان، يقرر الأطباء موعديهما، حسب حالته.


وقال البديري، لـ"العربي الجديد"، إنّه "كان من المفترض أن تجرى العمليات السبت، لكن الأطباء قرروا تأجيل بعضها للأحد، وفق تقييم طبي لجراح الأعصاب والعيون".

ورفض المصور الصحافي محمد شوشة تبرير جنود الاحتلال الإسرائيلي لتلك الجريمة، بالقول إنّ إطلاق النار على عمارنة تم بالخطأ أو صدفة، حيث كتب قائلاً "ما في شيء اسمه بالخطأ أو صدفة، كل شي مدروس ومخطط له ومتعمد مع سبق الإصرار والترصد، القناص (الإسرائيلي) يطلق النار متعمداً على عين الصحافي وليس بالخطأ".


وتحت عنوان "أكرم عين" كتب الإعلامي عماد الأصفر "الخوذة في مكانها تماماً على الرأس، وشارة الصحافة في موضعها الأنسب قرب القلب، خاتم الزواج في البنصر، كل شيء في مكانه: المتظاهرون، الهتافات، الأعلام، الصحافيون، الكاميرات، كمامات الغاز، جنود الاحتلال، العتاد، قنابل الغاز، كل شيء في مكانه المعتاد، الأرض، الاحتلال، الصورة، سيارة الإسعاف، كل شيء في مكانه المعتاد وبالتكرار الرتيب ذاته الذي مللناه، وحدها عينك اليسرى يا معاذ لم تعد هناك، يا للشظية الغادرة وهي تخترق ماء عينك، سال دم من محجرها وتجلط خجلاً من شارب رجولتك، أغمضت اليمنى جفنيها لتودع شقيقتها وتخفي دمعة، أي ألم شعرت به لحظتها، كيف بقيت شامخا، لا عجب فأنت المصور الفلسطيني أنت صاحب أكرم عين".


أما الإعلامي محمود حريبات، فكتب "حملة التضامن التي أطلقها زملاء وأصدقاء ورفاق معاذ في الميدان من أجل دعم معاذ أولاً وإيصال الصوت ثانياً، وإعطاء وعد بأن التغطية حتماً ستستمر. #عين_معاذ: التي اغتالها الاحتلال والتي صورت ووثقت جرائمه. #عين_معاذ: التي حاول الاحتلال طمسها وإطفاء نورها. #عين_معاذ: التي للأسف الشديد تم إزالتها بعملية جراحية ولا تزال حالته غير مستقرة. #عين_معاذ: هي ثمن حرية الكلمة ومعنى الصحافة في فلسطين. #عين_معاذ: هي الصورة الأكثر وضوحا والتي يجب على كل العالم أن يعرف جريمة الاحتلال".

وسبق أن علق حريبات على حادثة إصابة عمارنة، بقوله: "في لحظة استشهاد الشهيد عمر في مخيم العروب، انتقدت كثير من الأصوات دور الصحافي في الميدان، لأنهم لم يبادروا لإسعاف الشهيد!!.. لكن بعد أسبوع كان حكم الاحتلال على معاذ الذي صور ووثق عملية الاغتيال بأن يكون هو الهدف الجديد للاغتيال من الاحتلال".

وأضاف، "اغتال الاحتلال عين معاذ لأنها كانت عين الحقيقة في الميدان، ومن أجل أن يطمس العين التي تريد أن تنقل جرائمه، اليوم وغداً وكل يوم، سيستمر الاحتلال باستهداف الصوت الفلسطيني والصحافي".


في حين، كتبت الصحافية كريستين ريناوي: "عيوننا عيونك يا معاذ... هو المبتسم الوحيد والمصاب الحقيقي الوحيد"، ثم نشرت دعوة للتضامن مع معاذ عمارنة.

أما المصور الصحافي ثائر فاخوري، فكتب قائلاً: "عملت مع معاذ لفترة طويلة حينما كنّا في قناة القدس، دائماً كان مبتسماً وضحوكاً، اليوم معاذ بقمة الألم وأيضاً يبتسم، حينما أخبرنا معاذ تدريجياً بأن عينه لم ترَ النور بعد اليوم، ابتسم وقال: (أنا بعرف يا شباب، وبعوض الله ونصيبي".

وأعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، عن تنظيمها وقفات احتجاجية ضد استهداف الصحافيين الفلسطينيين من قوات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمها بحقهم، في مدن جنين وطولكرم وبيت لحم وغزة، داعية الصحافيين للمشاركة الفاعلة فيها، تضامناً مع زميلهم عمارنة.

المساهمون