"تعتيم إعلامي" يدفع اللبنانيين لتغطية التظاهرات على مواقع التواصل

"تعتيم إعلامي" يدفع اللبنانيين لتغطية التظاهرات على مواقع التواصل

30 أكتوبر 2019
أنباء عن إشكالات في المناطق (حسين بيضون)
+ الخط -
استنكر اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي حصول ما سموه تعتيماً إعلامياً، في ظلّ ورود أنباء من مختلف المناطق عن إعلان عصيان مدني وإشكالات وإصابات. وقام الناشطون بالتغطية عبر حساباتهم، لاعبين دور الإعلام البديل.

وبعد ساعات، عادت القنوات لتنقل من بعض المناطق التي لم يكن فيها أي إشكالات، كوسط بيروت، فيما ظلّت الصورة غائبة من مناطق البقاع والشمال والجنوب. 

ويأتي ذلك بعد انتشار أخبار خلال الأسبوعين الماضيين عن ضغوطات مورست على الإعلام اللبناني كي يُخفض نسبة التغطية تمهيداً لإيقافها لاحقاً، تحت طائلة فتح ملفات فساد تطاول تلك القنوات. وقامت بعدها قنوات "إم تي في" و"إل بي سي آي" و"الجديد" بإعادة فتح الهواء للسياسيين، بعدما كانت تأخذ تصريحات مواطنين فقط. هذا في ظلّ لعب قنوات "المنار" و"إن بي إن" و"أو تي في" دور المحرّض على المتظاهرين، متذرعةً بنظريّة المؤامرة.

كذلك شهدت الأيام الماضية اعتداءات مختلفة على الإعلاميين.

وساد توتر في الشارع اللبناني اليوم بعد فتح الطرقات من قبل المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مطالبين بإسقاط الحكومة وتحسين الأوضاع المعيشية وإسقاط النظام الطائفي.

واستقال رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس الثلاثاء، بعد 13 يوماً على التظاهرات غير الحزبية وغير المسبوقة في البلاد، إلا أنّ قلّة عدد المتظاهرين في أكثر من منطقة، اليوم الأربعاء، إضافةً إلى فتح الطرقات وعودة المؤسسات لعملها بعد إعلان وقف الإضراب، تسبّب في شعورٍ لدى مناطق هيمنة "تيار المستقبل" (الحريري) بأنّه كان "كبش فداء"، خصوصاً بعد الهجوم الذي شنّه بلطجية تابعون لـ"حركة أمل" و"حزب الله" على المتظاهرين في وسط بيروت قبل ساعات من استقالة الحريري.



وعاد متظاهرون في بيروت ومختلف المناطق كالبقاع وصيدا وعكار إلى قطع الطرقات، ليل اليوم الأربعاء، معلنين استمرارهم حتى تحقيق مطالب الثورة بانتخابات نيابيّة مبكرة بقانون خارج القيد الطائفي واستعادة الأموال المنهوبة وانتخاب رئيس جمهوريّة جديد.

وفيما تحافظ التظاهرات في طرابلس على زخمها، تستمر الدعوات لتظاهرات خلال الأيام المقبلة أمام مرافق عامة ووزارات، وفي عين التينة (مقر رئيس مجلس النواب) وبعبدا (مقر القصر الجمهوري). 

في ظل كلّ ذلك، رأى اللبنانيّون أنّ التعتيم الإعلامي مثير للريبة، تزامناً مع محاولات شدّ العصب الطائفي في الشارع بعد إعلان اللبنانيين نبذه، خصوصاً بعد تصريحات لإعلاميين في قنوات على مواقع التواصل يرفضون فيها الرقابة ومحاولات الإسكات.















المساهمون