الإيرانيون غاضبون من مشجّعي البحرين: لن ننسى إهانة نشيدنا

الإيرانيون غاضبون من مشجّعي البحرين: لن ننسى إهانة نشيدنا الوطني

16 أكتوبر 2019
انتهت المباراة بفوز البحرين (اللجنة الأولمبية البحرينية/تويتر)
+ الخط -
أعرب مغردون إيرانيون عن غضبهم إزاء ما وصفوه بـ"إهانة نشيدهم الوطني"، خلال مباراة بين البحرين وإيران، أمس الثلاثاء، في تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2022 وكأس آسيا لكرة القدم 2023.

وكانت الجماهير البحرينية قد عمدت إلى التشويش وإطلاق أصوات مستهجنة وساخرة خلال بثّ النشيد الوطني الإيراني، أمس الثلاثاء، وسط ابتسامات أعضاء المنتخب البحريني، ومحاولة المنتخب الإيراني رفع الصوت خلال ترديد النشيد.

وزاد من حدة الغضب تحقيق البحرين فوز 1 ــ صفر على إيران في المنامة، بفضل هدف من ركلة جزاء عن طريق محمد الحردان في الشوط الثاني.

وغرّد وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، مستاء: "هذه المباراة ستنسى، لكننا لن ننسى الإساءة للنشيد الوطني الإيراني".

كما اعتبر الإيراني مصطفى هدايي في تغريدة، أن "أكثر ما أوجع قلوب الإيرانيين من الخسارة، هو السلوك المهين للمشجعين البحرينيين أثناء بث النشيد الوطني الإيراني".

واستحضر مغردون إيرانيون تاريخ البحرين وانفصالها عن إيران في 1971، محملين النظام البهلوي الذي حكم البلاد، قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979، مسؤولية "الإهانة" التي وجهها المشجعون البحرينيون أمس الثلاثاء.

وانقسمت آراء المغردين الإيرانيين حول كيفية الرد على المنتخب البحريني خلال مباراة العودة في الرابع من يوليو/تموز عام 2020، في ملعب طهران الشهير. وأشار المغرد داود شاكر إلى خيارين "الأول: التشويش على النشيد الوطني البحريني والإساءة إلى البحرين، والثاني: التزام الصمت أثناء بثه والتصفيق والتشجيع بعد انتهاءه وإظهار الثقافة الإيرانية للعالم".

واقترح الإيراني محمد رضا تاجرنيا ما اعتبره "أسوأ وسيلة لتحقير البحرينيين"، مشيراً إلى  "التزام الصمت" أثناء بث النشيد البحريني، و"رفع لافتة كبيرة يكتب عليها We are not like you (لسنا مثلكم)".

إلا أن مستخدما آخر نصح المغردين بعدم تحريض أنصار المنتخب الوطني على القيام بالفعل نفسه أثناء مباراة العودة في إيران، داعياً إياهم إلى الحذر.

وقال علي عالي إن "هذه مباراة كرة القدم وفيها الخسارة أيضا، موعدنا (مع البحرين) الرابع من يوليو 2020 في ملعب آزادي، رفقة النساء المشجعات، لنعطي المشجعين البحرينيين قليلي الأدب درساً كروياً".

كما اختارت إيران أن ترد رسمياً على سلوك الجماهير البحرينية، برفع شكوى إلى "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا)، إذ أورد حساب موقع "خبرأونلاين" الإيراني في تغريدة تصريحا لوزير الرياضة الإيراني، مسعود سلطاني فر، قال فيه إن "إهانة مؤيدي ولاعبي المنتخب الوطني البحريني للنشيد الوطني لبلدنا يمثل خرقاً سافراً لقوانين ومقررات (فيفا) وميثاق (أولمبيك)"، مضيفاً "سنتابع القضية عبر المؤسسات الدولية".

ووفقاً لموقع "اتحاد كرة القدم الإيراني"، فإن المتحدث باسمه، أمير مهدي علوي، أعلن رفع شكاوى إلى "الاتحاد الآسيوي لكرة القدم" و"الاتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا) ومراقب المباراة، معرباً عن "أسف إيران العميق واحتجاجها الشديد" لسلوكيات الجماهير البحرينية وأعضاء المنتخب البحريني.

وأمام تعليقات حادة لبعض المغردين، اعتبر المغرد علي شحيرات أن "الإساءة إلى العلم والنشيد الوطني بمثابة الإهانة لنا جميعاً، لكن لا يمكن تعميم التصرف على كل البحرين فلا نعزف على طبل التفرقة، غرقنا بقدر كاف في العنصرية".

كما أن مغردين معارضين للنظام الإيراني في الخارج، وخصوصا أنصار الملكية، كان لهم موقف آخر تجاه الحادث، إذ اعتبروا أن ذلك لا يهمهم كون النشيد الوطني هو للجمهورية الإسلامية، وليس لإيران، ولم يخف بعضهم تعبيره عن فرحته، لكن آخرين رفضوا تفسيرهم، معتبرين أن العلم والنشيد هما رمزان للدولة قبل أن يعبرا عن هوية النظام الحاكم.

وفي هذا الإطار، غرّد حساب "Azardokht": "أعتقد أنه بغض النظر عن أن النشيد الوطني صحيح أم لا، إلا أنه رمز بلادي وحتى لو افترضنا أنه غير صحيح لكن لا يحق لأي أجنبي أن يسيء إليه".

وأكد سمين رضوي أن "النشيد الوطني والعلم هما أهم رموز أي دولة وشعب ونظام، وإبداء الاحترام لهما يعتبر عرفاً دولياً وأخلاقياً وأدباً عاماً"، داعياً إلى عدم إقحام العلاقات والسياسة في "هذا الاحترام المتبادل ومراعاة هذا العرف الدولي".

المساهمون