الصحف العالمية تواكب هزيمة ماي "المذلّة"

الصحف العالمية تواكب هزيمة ماي "المذلّة"

16 يناير 2019
رفض البرلمان البريطاني اتفاق "بريكست" (أولي سكارف/فرانس برس)
+ الخط -
تصدرت هزيمة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، عناوين الصحف البريطانية يوم الأربعاء، بعد قرار البرلمان البريطاني رفض اتفاق انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي "بريكست"، أمس الثلاثاء.

"إهانة كاملة" كان عنوان صحيفة "ذا دايلي تلغراف" التي كتبت أن حجم الخسارة يفوق حتى توقعات الحكومة الأكثر غموضاً، ويترك "بريكست" في حالة من الشلل. وتوقعت الصحيفة فوز ماي في انتخابات التصويت لسحب الثقة منها، بعد تعهد "حزب الاتحاد الديمقراطي" بدعمها، في وقت تواجه البلاد فترة من الجمود السياسي يمكن أن تستمر لأسابيع.



وسلّطت صحيفة "ذا تايمز" الأضواء على الناشطين المناهضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فنشرت صورتهم على صفحتها الأولى، خلال احتفالهم أمام مبنى البرلمان البريطاني، معلقة "يبدو أنهم مسرورون". ووصفت الصحيفة رئيسة الوزراء بأنها تحت ضغط متزايد لتأجيل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال كاتب الافتتاحية ماثيو باريس، إنه "لا توجد قيادة لا في الحكومة ولا في المعارضة قادرة أن تساعدنا على الخروج من هذا المستنقع"، مضيفاً "تيريزا ماي لا جدوى منها، يجب أن يتولى البرلمان السيطرة على الأمور".



وعنونت صحيفة "آي" الهزيمة بـ "الإذلال التاريخي"، وأشارت إلى أنّ النتيجة بدأت موجة جديدة من الاقتتال الداخلي في الحكومة، إذ طلب الوزراء أن تتخذ ماي إجراءات جذرية.



صحيفة "دايلي ميرور" التي دعت الثلاثاء، رئيسة الوزراء إلى تغيير المسار، رأت أن الوقت قد حان لإجراء انتخابات عامة. وكتبت "لا اتفاق، لا أمل، لا فكرة، لا ثقة". وأضافت أن "إضاعة مزيد من الوقت والجهد في محاولة إعادة إحياء جثة، مع ارتفاع الصوت على مدار يوم 29 مارس/ آذار، ستكون بمثابة استهتار غير مقصود من رئيسة الوزراء... بريطانيا تستحق تغييراً حقيقياً. فقط حزب العمال يستطيع أن يقدم إصلاحاً حاسماً، وهذا يعني إجراء انتخابات عامة. الآن".



تميّز غلاف صحيفة "ذا غارديان" برسم لوجه ماي وقد احترقت معالمه من الألم، ولم يبق منه سوى عينين مستديرتين عريضتين وفتحتين سوداوين للأنف وفم مفتوح في صرخة بيضوية. وعنونت "تيريزا ماي تعاني هزيمة تاريخية في التصويت مع تحوّل المحافظين ضدّها".
وكتبت الصحيفة، عن يوم من الدراما الاستثنائية في وستمنستر، بعد إصدار مجلس العموم حكماً مدمراً على صفقة رئيسة الوزراء. ورأت أن "رئيسة الوزراء تتولى قيادة حزب منقسم والبلاد تتموّن من الموادّ الغذائية والأدوية كما وكأنها تستعد للحرب".



وفي السياق نفسه، كتبت صحيفة "ذا صن" الأكثر مبيعاً بين الصحف البريطانية، فوق رسم كاريكاتوري لرئيسة الوزراء أن "اتفاق ماي حول بريكست انتهى بالكامل".



ورأت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن التصويت يرغم ماي على خوض "سباق مع الزمن" وهزيمتها "تدخل المقاربة الأوروبية لـ (بريكست) في فوضى".



الحدث نفسه سيطر على اهتمامات الصحف الأميركية والأوروبية. "نيويورك تايمز" وصفت الخسارة بأنّها "هزيمة مذلة" دفعت بريطانيا إلى مزيد من الفوضى السياسة، وأضافت أن "ديموقراطية لا يمكنها تغيير رأيها هي ليست ديموقراطية... الاتجاه الذي ستسلكه البلاد في العقود المقبلة بات على المحكّ، وهذا الأمر يستحق عناء التصويت على أساس وقائع لا على أساس أوهام". "واشنطن بوست" اعتبرت أن "بريكست عطل النظام السياسي البريطاني"، مضيفة "هذا يعني أن الخيار الاسوأ الممكن للبلاد وهو الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون آليات لإدارة ذلك، بات ممكناً في 29 مارس/ آذار".

"لوموند" الفرنسية قالت إن ماي تعرضت لـ "هزيمة مذلة" تركت مستقبل حكومتها وخروج بريطانيا منها "أكثر غموضاً من أي وقت مضى". وتساءلت صحيفة "لو فيغارو"، "خطة بديلة، أي خطة بديلة؟" موضحة "كل هذا الأمر قد يؤدي إلى إرجاء حتمي لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غضون 72 يوماً فقط، بهدف استئناف المفاوضات". وكتبت صحيفة "لو باريزيان"، أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بات يشبه بشكل متزايد حل لغز".




ووضعت صحيفة "إل باييس" في إسبانيا خسارة رئيسة الوزراء على الصفحة الأولى، وكتبت أن "الهزيمة الساحقة" تجعل "الأزمة" أكثر صعوبة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفي ألمانيا، قالت "دير شبيغل" إن خطة "بريكست" التي قامت بها ماي كانت "محطمة"، وتساءلت: "هل يجب أن تذهب الآن؟". أمّا في بلجيكا، فكان العنوان الرئيسي لـ "إيكو": "ظل بريكست الصعب"، كذلك حلّت نتائج التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على مقدّمة صحيفتين في السويد، "سفينسكا" و"داغبلاديت".

خسرت صفقة ماي لـ"بريكست"، الثلاثاء، التصويت بفارق 230 صوتاً، إذ صوت ضدها 432 نائباً من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية. وكانت تيريزا ماي قد أقرت بحجم المعارضة التي تواجهها حكومتها، إذ قالت بعد التصويت: "لقد نطق المجلس وعلى الحكومة أن تنصت. من الواضح أن البرلمان لا يدعم هذه الصفقة، ولكن تصويت اليوم لا يكشف البتة عما يدعمه". كما رحبت بالتصويت على الثقة في حكومتها في ظل هذه الهزيمة غير المسبوقة.

المساهمون