هكذا تورطت روسيا بقتل 3 صحافيين في أفريقيا الوسطى

دليل جديد يكشف التورط الروسي بقتل 3 صحافيين في أفريقيا الوسطى

11 يناير 2019
قُتل الصحافيون الثلاثة في يوليو الماضي (فاسيلي ماكسيموف/فرانس برس)
+ الخط -
أظهر دليل جديد أن الصحافيين الروس الثلاثة الذين قتلوا في جمهورية أفريقيا الوسطى، العام الماضي، هم ضحايا كمين مُحكم، خطط له ضابط كبير في الشرطة لديه علاقات غامضة مع روسيا. وتمّ تعقبهم ابتداءً من لحظة وصولهم إلى البلاد.

وكان الصحافيون الثلاثة، أورهان جمال وألكسندر راستورجوييف وكيريل رادشينكو، توجهوا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، في يوليو/ تموز عام 2018، للتحقيق في أنشطة ما يطلق عليها اسم مجموعة "فاغنر"، وهي منظمة لمتعاقدين عسكريين من جهات خاصة قامت بمهام قتالية سرّية باسم الكرملين شرق أوكرانيا وسورية.

وأرادوا البحث في كيفية استغلال المتعاقدين الثروة المعدنية في البلاد.

وقُتلوا على الفور، بعد إطلاق الرصاص على السيارة التي كانوا يستقلونها، ونجا السائق.

وسلّط مصير الصحافيين الثلاثة الضوء على النفوذ الروسي المتزايد في أفريقيا، بما في ذلك الكرملين وشركات خاصة تربطها علاقات بالرئيس فلاديمير بوتين.

وكان التفسير الرسمي حينها أن الصحافيين وجدوا في الزمان والمكان الخطأ، وهم ضحية مجموعة من قطّاع الطرق أو المتمردين. لكن بعد مرور 6 أشهر، ظهر دليل يبين أن العملية مقصودة، وخُطط لها بإحكام.


فيوم وقوع الجريمة، كان سائقهم على اتصال منتظم مع ضابط شرطة كبير في جمهورية أفريقيا الوسطى، بحسب سجلات المكالمات التي اطلعت عليها شبكة "سي إن إن" الأميركية. وتبع الضابط المعني الصحافيين، في سيارة أخرى، بينما كانوا يسافرون شمالاً من بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى. والضابط نفسه لديه ارتباط وثيق بالمقاولين الروس الذين يعملون في البلاد، وكثيرون منهم يعملون عن كثب مع الحكومة الروسية والشركات الروسية العاملة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وفقاً لـ "سي إن إن"، أمس الخميس.

كما كشف تحقيق استقصائي خاصّ، يموله رجل الأعمال المنفيّ الذي كان الصحافيون يعملون لصالحه، ميخائيل خودوركوفسكي، أمس الخميس، أن اثنين من الروس الذين يتهمهم المحقق الأميركي الخاص روبرت مولر، بالتدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016، متورطان في الجريمة.

خودوركوفسكي أعلن هذه المعلومات في مؤتمر صحافي أمس، في لندن. وقال إن أشخاصاً روسيين مرتبطين بالحليف القوي لبوتين، يفغيني بريغوجين، تآمروا لجذب الصحافيين المقتولين إلى كمين على طريق ريفي في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تمّ إطلاق النار عليهم في 30 يوليو/ تموز الماضي.

وبين الروس المتآمرين برز اسم، ميخائيل بورشيك، الذي اتُهم إلى جانب بريغوجين، العام الماضي، بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.