قضية سفيان ونذير: 4 سنوات في المجهول

قضية سفيان ونذير: 4 سنوات في المجهول

08 سبتمبر 2018
انتشرت شائعات حول مقتل الصحافيين (تييري ترونيل/كوربس)
+ الخط -
الصحافيان التونسيان، سفيان الشورابي ونذير القطاري، اختفيا في مثل هذا اليوم، 8 سبتمبر/أيلول، قبل 4 سنوات، ولا يزال مصيرهما مجهولاً. وعلى الرغم من جهود عائلتي الشورابي والقطاري ومناشدتهما كل الأطراف من الحكومة ورئاسة الجمهورية التونسية والحكومات الليبية شرقاً وغرباً، فلم يحصل ما يطمئنهما إلى الآن.

وكان الشورابي والقطاري انطلقا إلى الأراضي الليبية، في السادس من سبتمبر/أيلول عام 2014، للتحقيق حول حرس المنشآت النفطية في منطقة آجدابيا، لصالح قناة "فارست تي في" الخاصة التي أغلقت العام الماضي، ليُقبض عليهما ويُحتجزا لمدة يومين قبل إطلاق سراحهما. وبدلاً من العودة إلى تونس، كما وُعد ذووهما، اختفيا وانقطعت أخبارهما، باستثناء بعض التسريبات غير المؤكدة من هنا وهناك.

النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، وبالتعاون مع منظمات تونسية ودولية، حاولت التحرك والتنسيق مع المنظمات الليبية غير الحكومية للتوصل إلى معلومات عن الصحافيين المختفيين، لكن من دون جدوى إلى حدّ الآن. لكنها لم تيأس، وتواصل مساعيها مع الأطراف كلها، علّها تتوصل إلى نتائج. وآخر هذه المساعي لقاء نقيب الصحافيين، ناجي البغوري، يوم الأربعاء، مع وزير الخارجية التونسية، خميس الجهيناوي.

النقابة نقلت مخاوف وقلق عائلتي الصحافيين، لا سيما مع تواتر الأخبار المتضاربة حول مصيرهما. وطالبت الدولة التونسية بالقيام بما يلزم وتقديم إجابة حاسمة حول مصيرهما. وزير الخارجية من ناحيته أعرب عن "تفهّمه للمعاناة التي تعيشها عائلتا الصحافيين المختطفين"، مؤكداً أن الدولة التونسية "تحاول القيام باللازم في سياق ليبي صعب".



معاناة عائلتي الشورابي والقطاري متواصلة، خاصة في ظل الغموض الذي يحيط بالملف، إذ لم يعلن أي طرف عن مسؤوليته عن اختطاف سفيان ونذير، ولم يقدم أي مطالب مقابل الإفراج عنهما، رغم مرور أربع سنوات على اختفائهما. قلق العائلتين يزداد خاصة بعد تواتر أخبار غير مؤكدة عن مقتلهما، إذ سبق لجماعة تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، فرع برقة الليبية، أن أعلن، في 8 يناير/كانون الثاني عام 2015، عن تصفيته الصحافيين، ليتضح بعد ذلك أن المعلومات التي تم تسريبها غير صحيحة. بعد ذلك، أعلنت وكيلة شؤون حقوق الإنسان في وزارة العدل التابعة لحكومة طبرق الليبية، سحر بانون، في 29 إبريل/نيسان عام 2015، عن مقتل سفيان الشورابي ونذير القطاري على يد مجموعة مسلحة تتكون من ليبيين ومصريين، وقالت إنّه تمّ القبض على المجموعة واعترف أفرادها بقتل الصحافيين التونسيين من دون تحديد مكان دفنهما.

مسلسل الأخبار والتسريبات عن مصير سفيان ونذير تواصل من خلال عرض قناة ليبية اعترافات ليبي أكد مقتل الصحافيين من قبل جماعة مسلحة ودفنهما في غابة في منطقة درنة الليبية. معلومات وتسريبات لم يتم التأكد منها وتتعامل معها الحكومة التونسية بحذر وتعتبرها لا ترتقي إلى مستوى الأدلة الدامغة عن مصير مواطنيها.

لهذه الأسباب وغيرها، قررت منظمات تونسية عدة، وعلى رأسها نقابة الصحافيين التونسيين، الالتجاء إلى محكمة العدل الدولية وتقديم شكوى، لعلها تساهم في كشف مصير الشورابي والقطاري .

سفيان الشورابي ونذير القطاري وأي كان مصيرهما سيبقيان علامة على الصعوبات والمخاطر التي يعانيها الصحافي في عمله، وسيظل ملفهما دليلا على فشل الدبلوماسية التونسية في إيجاد مخرج وأجوبة للقضية، رغم العلاقات التونسية الليبية الضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا.


المساهمون