تهديدات لقناة سودانية بسبب برنامج بثه تلفزيون ألماني

تهديدات لقناة سودانية بسبب برنامج بثه تلفزيون ألماني

22 سبتمبر 2018
تدخلت الشرطة لحماية القناة (فيسبوك)
+ الخط -
قالت قناة "سودانية 24" اليوم السبت، إنها تتعرض لتهديدات جدية من تيارات متطرفة، تحمّلها مسؤولية حلقة تلفزيونية مثيرة للجدل بثتها قناة "دويتشه فيله" الألمانية حول قضايا المرأة في السودان.

وفجّرت قناة "دويتشه فيله" الألمانية غضباً في السودان بعد بثها حلقة تحت عنوان "ماذا تريد المرأة السودانية اليوم؟"، ضمن حلقات برنامج "شباب تووك".

وشارك في البرنامج الذي يعتمد على أسلوب المناظرة، ناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة مقابل رئيس هيئة علماء السودان، محمد عثمان صالح، والأمينة العامة لمجلس رعاية الأمومة والطفولة عطيات مصطفى.

وناقشت الحلقة العديد من القضايا المرتبطة بالمرأة، مثل التمييز بين الرجل والمرأة، التحرش الجنسي، الزواج المبكر ولباس المرأة في الشارع العام.

ورأى منتقدو البرنامج ما جاء في الحلقة من آراء "هدما لثوابت العقيدة والعادات المجتمعية في السودان"، محملين القناة السودانية مسؤولية المشاركة في إنتاج البرامج، معلنين التظاهر أمام مقرها يوم غد الأحد.

كما أثارت الحلقة جدلاً واسعاً في وسائط التواصل الاجتماعي، وبث كثيرون مقاطع فيديو حولها، منها خطب لقيادات دينية، منهم عبد الحي يوسف ومزمل فقير ومحمد الأمين إسماعيل، وآخرون.

وقال مدير البرامج بقناة "سودانية 24" منتصر أحمد النور، لـ"العربي الجديد"، إن التهديدات التي تلقتها القناة وصلت إلى حد التلميحات من قيادات التيارت المتشددة باستخدام العنف، مشيراً إلى أن تلك القيادات عملت على التحريض ضد القناة من خلال خطبة الجمعة الأخيرة، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي مع المطالبة بإغلاق القناة.

وأوضح النور أن شرطة العاصمة الخرطوم استجابت لطلب تقدموا به لحماية القناة والعاملين فيها، ونشرت دورية أمام مقر القناة بمنطقة الرياض جنوب الخرطوم.

وترتبط القناة الألمانية بعقد شراكة مع قناة "سودانية 24"، توفر بموجبه القناة السودانية لنظيرتها لألمانية دعماً فنياً خلال البرامج التي تصوّرها في السودان، على أن يحدث العكس إذ أرادت القناة السودانية تسجيل برنامج في ألمانيا.

وأوضح النور أن "سودانية 24" قدمت فعلاً الدعم الفني للحلقات المثيرة الجدل، من تصوير وإضاءة ومقترحات بأسماء الذين يمكن استضافتهم، دون أن يكون لها أي دور في المضمون، وبيّن أن حضور فريق القناة إلى السودان تم بعلم جهات الاختصاص التي كانت تعلم موضوع الحقلة.

وأكد مدير البرنامج أن تجربة القناة خلال أكثر من عامين تثبت التزامها بالمعايير المهنية، بما في ذلك حرصها على عدم إثارة النعرات ومحاربة التطرف الديني، والمحافظة على العادات والتقاليد السودانية، وأن الاتهامات التي توجّه إليها بسبب حلقة لا علاقة لها بمضمونها ولم تبث على شاشتها ولا منصاتها الأخرى، تبقى اتهامات تجافي الواقع.


ورحّب بكل وسائل التعبير السلمي لكل من له وجهة نظر أخرى عن القناة،  لكنه أوضح أن "التيارات الدينية العنيفة، لها ضغائن مسبقة تجاه القناة، اعتقاداً منها أن القناة تتيح فرصا أوسع للظهور التلفزيوني لتيارات وسطية مناوئة".

وكان رئيس هيئة علماء السودان محمد عثمان صالح الذي شارك في الحلقات، قد ذكر في بيان له قبل يومين أن مشاركته جاءت بعد اتصال من أحد العاملين في "سودانية 24"، وأنه وقع في فخ بعدما وجد الأمر مرتبطاً بالتلفزيون الألماني، لكن مدير البرامج في "سودانية 24" منتصر النور، أكد أن رئيس هيئة عثمان صالح كذب كذباً صريحاً في إفادته تلك، لأن القناة لم تتصل به مطلقاً، بل اتصل به أحد أعضاء فريق البرامج الألماني، وقبل الدعوة بعدما عرضت عليه محاور الأسئلة.

إلى ذلك، علمت "العربي الجديد" أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني استدعى اليوم السبت، مدير قناة "سودانية 24" الطاهر حسن التوم، لمعرفة ملابسات الحلقات.

المساهمون