رقصة ضابط تثير جدلاً واسعاً في السودان

رقصة ضابط تثير جدلاً واسعاً في السودان

28 اغسطس 2018
انقسام في السودان بشأن رقصة الضابط (يوتيوب)
+ الخط -
مثلما انشغل السودانيون طويلاً بطوابير الخبز والوقود في ظل أزمة اقتصادية خانقة، كان اهتمامهم كبيراً، ولا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي، برقصة عفوية لضابط في صفوف الجيش السوداني انتهت باستقالة.

وبدأت القصة بمقطع فيديو قصير، غير واضح المعالم، يظهر فيه مجموعة من ضباط وجنود الجيش السوداني يرقصون في حفل يتغنى فيه المطرب جمال فرفور، وفي لحظة ما من المقطع ظهر قائدهم العقيد ركن فيصل محمد خير، الملقب بـ"جقول" بزيه العسكري الكامل ونياشينه المرصعة على صدره، لينضم إلى حلقة الرقص، وسط اهتمام متعاظم من ضباط الرتب الأدنى والجنود.

وانتشر مقطع الفيديو الذي لم تتجاوز مدته دقيقتين و40 ثانية، انتشار النار في الهشيم في منصات التواصل الاجتماعي، قبل أن تتلقفه أدوات النقد والسخرية.



المنتقدون الأقل حدة للضابط ورقصته المثيرة للجدل ذكروا أنه ما كان للضابط أن يتراقص وهو بزي الجيش السوداني، حيث إنه كان مقبولاً لو كان بلباس مدني، وبعضهم قدّروا أن الرقصة كانت في منتهي "الخلاعة والميوعة"، حسب وصفهم.

وكتب أسعد التاي، وهو ضابط متقاعد عن الخدمة العسكرية وتحول إلى ناشط في السوشل ميديا، على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، أنه استناداً على القاعدة الفقهية التي تقرر أن من يسن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها، ووفقاً لذلك "حمل التاي وزر الرقصة للرئيس البشير، في إشارة منه للخطابات الجماهيرية خاصته والتي تنتهي غالباً بما يسمى في السودان بـ"عرضة".

وضمن التعليقات الواردة مع مقطع الفيديو في "يوتيوب"، قال محمد عثمان: "الكلية الحربية بعد ما كانت مصنع الرجال بقت مصنع الرقاصات"، بينما تدخّل أحدهم تحت اسم "اسلامي اسلامي" مترحماً على الجيش السوداني: "اللهم ارحم القوات المسلحة مصنع الرجال وعرين الأبطال".

أما عصام محمد، فقد أضاف قولاً لاذعاً حينما كتب: "قمة المهزلة والله دي إهانة للقوات المسلحة وإهانة للذين سبقوكم فيها ووضعوا بصمة يشهد لها الأعداء قبل الأصدقاء ومعاهم عقيد كمان والله مفروض يجردوك من رتبتك وتدخل محاكمة عسكرية".

ونشر العقيد فيصل جقول رسالة أكد فيها أنه لا يخشى المحاكمات، إلا إذا كانت تحت بند الخيانة في حق الوطن، مؤكداً أنه "سوف يظل ملبياً لكل طبل يقرع إذا كان طبلاً للعز أو طبلاً للطرب، مشاركاً ومرحباً بعد ذلك بكل ما يأتيه". 



أما مصطفى حسن فقد غرد: "ما في زول يتكلم عن رقيص جقول لأنو أي واحد ما خدم في الجيش ماعارف إنو وقت هو والقطط السمان بكونو نايمين في جيش، فيهو ناس صاحين ما بنومو".

واكتفى محمد النور بقوله: "عادي وراجل مافيهو كلام وقمة التواضع"، ووافقه ذلك، علي برنسي، الذي قال أيضاً: "والله عادي جداً لسبب إنه ده احتفال خاص، وفي منطقة عسكرية، المفروض ممنوع فيها التصوير، ولو في زول يستاهل العقاب هو مصور الفيديو".

أما محمد علي، فقد أضاف: "العسكرية ما في زول بعرفا غير الخدم فيها، ياخي لمن تلقى وقت زي ده بنطلع من الهم الجوانا بي دبابيرنا وشرايطنا، لكن الكلام وقت الحاره أنا بكون في أول صفوف فما تبخلو علينا بي حبت هجيج وفوضى".

ويقول خبير عسكري متقاعد، فضل حجب اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنه ينبغي أن يكون أي ضابط رمزاً وطنياً ونموذجاً لأي جندي ولأي مواطن، ومطلوب منه على الدوام المحافظة على شرف الجيش كما حافظ عليه عظام الضباط، وأكد أن حادثة رقصة جقول فردية و"لا يمكن أن تحسب على الجيش السوداني المعروف بانضباطه وقيمه"، مشيراً إلى أن "أي ضابط عليه أن يعلم ويدرك أنه أمام اختبار مدى مدة خدمته، تُرصد فيه حركته وسكونه"، وأن "القائد لا يُضعف شخصيته أمام جنوده وعليه أن يظل دوماً محل احترامهم".

أما الصحافي خالد أحمد، فقد أبدى استغرابه الشديد للانتقادات التي طاولت الضابط، ورأى أنه كان يمارس فعلاً طبيعياً وحماسياً بالأساس، متسائلاً في تعليقه لـ"العربي الجديد": "هل أصبح الرقص والفرح عيباً في هذا البلد؟".  











دلالات

المساهمون