تلفزيون لبنان وMTV يعدّلان خطاب رئيس الجمهورية: حمايةً لصورته؟

تلفزيون لبنان وMTV يعدّلان خطاب رئيس الجمهورية: حمايةً لصورته؟

02 اغسطس 2018
تغاضى الإعلام عن زلة اللسان (جوزيف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -
منذ أمس، والخبر واحدٌ على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان: زلّة لسان رئيس الجمهورية، ميشال عون، وتسميته دورة الضبّاط، خلال تخريجهم، في احتفاليّة عيد الجيش اللبناني (الأول من أغسطس/آب)، "فجر القرود"، بدلاً من "فجر الجرود".

و"فجر الجرود" هو اسم المعركة التي خاضها الجيش اللبناني ضدّ تنظيم "داعش" الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع، في أغسطس/آب عام 2017، قرب الحدود مع سورية، واختير الاسم تحيةً لشهداء الجيش في تلك المعركة.

فيديو الخطأ انتشر بكثافة، ومعه النكات والسخرية من الواقع اللبناني وزلّة اللسان، فأعلن اللبنانيون بلدهم "جمهوريّة الموز". لكن في الإعلام اللبناني، كان المشهدُ مختلفاً. 



القنوات اللبنانيّة إمّا قرّرت تجاهل الخطأ، كما فعلت قناة "إل بي سي آي" و"أو تي في" (التابعة للتيار الوطني الحر الذي كان عون رئيسه قبل تسلّمه رئاسة الجمهورية)، و"الجديد".



لكنّ "تلفزيون لبنان"، القناة الرسميّة الوحيدة في البلاد، وقناة "إم تي في" (يملكها آل المر) قرّرتا تحريف المشهد.

هكذا، تمّ تعديل صوت الرئيس اللبناني في مقاطع الأخبار في النشرات المسائيّة، الأربعاء، ليتمّ استبدال عبارة "فجر القرود" وتصحيحها بـ"فجر الجرود". المقطع نفسه استخدمته القناتان، ما يدلّ على تعميمه، وإن بقيت الجهة التي عمّمته غير معروفة.



هذا التحريف، وإن كان القصد منه "عدم السخرية من الجيش اللبناني أو الرئيس"، إلا أنّه يُعدّ تجاوزاً لنقل الحدث كما هو، وقلّة مهنيّة من القناتين اللتين قرّرتا تعديل الواقع لأهداف سياسيّة، بينها "حماية صورة رئيس الجمهوريّة". 

وأعاد طرح سؤال المهنية ودور الإعلام في تشكيل صورة السياسيين. إذ إنّ نقل زلّة اللسان كما هي لم يكُن ليُعدّ خطأ مهنياً، فهو الحقيقة وما حدث. لكنّ تصرف "إم تي في" وتلفزيون لبنان أعاد إلى الأذهان تصرّفات وسائل إعلام في أنظمة ديكتاتوريّة، تحاول دائماً تصوير الرئيس فيها كـ"القائد المفدّى" الذي لا يُخطئ.

وأحدث هذا التصرّف غضباً وجدلاً بين مستخدمي وسائل التواصل في البلاد أيضاً، فيما استمرّت السخرية من "القرود" بنفس الوتيرة. 

وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك فيلماً سينمائياً باسم "فجر القرود"، وهو فيلم "داون أوف ذا بلانيت أو ذي إيبس"، وهو ما اقتبسه لبنانيون كُثُر في تعليقاتهم.


وفي الوقت نفسه، تضمّنت المنشورات سخريةً من احتمال توقيف وملاحقة الناشطين، خصوصاً بعد تكثّف حملة استدعاء الناشطين في الفترة الأخيرة بسبب كتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويمنع القانون اللبناني السخرية من الرئيس.