غوغل والبنتاغون... الأخلاق والتجارة

غوغل والبنتاغون... الأخلاق والتجارة

19 يونيو 2018
أوقف غوغل مشروع مايفن (يوان كروس/NurPhoto/Getty)
+ الخط -
مشروع التعاون بين "غوغل" والبنتاغون، الذي حَظِيَ بموقف مُعارِض من قبل موظفي غوغل الذين وقَّعوا على عريضة تشير إلى أنهم لا يأملون في التعاون في تجارة الموت، وصل إلى نهايته.

وفي الحقيقة، فإن هذا المشروع الذي هو في مجمله تطوير برنامج يساعد على التعرف البصري والذي يستَخدم في الكشف الافتراضي وُجوهَ أعداءٍ في صور فوتوغرافية، تعرَّض لموجةِ معارَضة. وكان هذا البرنامج يهدف إلى مساعدة طائرات بلا طيار على أن تكتشف بنفسها الوجوه الممثلة في الصور الفوتوغرافية الملتقطة من الجو. ويتعلق خوفهم بكون هذا البرنامج يمكن استخدامه، ليس فقط، من أجل التعرّف بل وأيضا في القتال. وبالفعل، فإن هذه الشراكَة تطرحُ أسئلة أخلاقية حول تجارة الحرب في ميدان التكنولوجيا.

وعلى أثر هذه الكارثة قرر المتعاونون وضع حد للتعاون. فقد تم جمع أكثر من 4000 توقيع لموظفين في غوغل، بعد إطلاق العريضة في شهر فبراير/شباط. وقد اعتبر هؤلاء المستخدمون أن مثل هذه الشراكة مخالِفةٌ لِقِيَم شركة غوغل. وحين طُرح سؤال حول الكيفية التي يستخدم فيها برنامج التعرف البصري لمشروع مايفن، أعلن ممثلون عن غوغل أنه لن يكون "هجومياً".

وحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن أحد مسؤولي غوغل، ديان غرين، هي من أعلنت مؤخرا، أثناء اجتماع حول مشروع مايفن، أن غوغل لن تجدّد العقد مع وزارة الدفاع الأميركية، حين يصل هذا العقد إلى نهايته. وسيتذكر الجميع شعار غوغل "لا تكن شريراً"، والذي يهدف إلى لفت الانتباه حول صورة الذات للشركة.​

في مؤتمر صحافي نظمه البنتاغون قبل عام تقريبًا في يوليو/تموز 2017، تحدث العقيد في قوات المارينز درو كوكور، قائد فريق الحرب الخوارزمية، عن عمليات الاستطلاع، وأعلن أن مشروع مايفن سيوفر منصات لاستخراج بيانات لا تحصى من الصور ومقاطع الفيديو، لاختبار الخوارزميات للتعرف البصري في مجال الحرب.

على ما يبدو، فإن مشروع مايفن، الذي بدأ في أبريل/ نيسان الماضي مع مساعد وزير الدفاع بوب ووب، تحت ذريعة، كما ذكر نفسه في تقرير، أن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في حقيقة الحفاظ على الميزة التكنولوجية من خلال الذكاء الاصطناعي قد فشل، وهذا بفضل الصوت الشعبي لموظفي "غوغل"، ولكن لا شيء يمنعنا من الاعتقاد بأن غوغل سوف تسقط هذا المشروع من خططها، لأن آخر ما تفكر به الشركات هو الاهتمام بالرأي العام.

المساهمون