صحافيات غزة الأمهات: نساء حديديات

صحافيات غزة الأمهات: نساء حديديات

11 يونيو 2018
الصحافية نور الحرازين خلال التسوق (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
ترافق المهام اليومية للأمهات في غزة التي تتزايد خلال شهر الصيام، متابعة الصحافيات منهن لمستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وتحديداً الأحداث في قطاع غزة والحدود الشرقية التي تشهد اعتداءات إسرائيلية متواصلة بحق المتظاهرين الفلسطينيين، إلى جانب تغطية التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وتبدأ الصحافيات الأمهات يومهن بتحضير وجبة السحور، ثم تنظيف البيت وتجهيز الأولاد والعناية بمتطلباتهم، وبعدها التوجه إلى أماكن عملهن، والعودة مجدداً لتجهيز وجبة الفطور، وتنظيف البيت، تجهيزاً لاستقبال الضيوف أو زيارة الأقارب.

نور الحرازين (28 عاماً) مراسلة باللغة الإنكليزية في قناتي "تيليسور" الفنزويلية وCGTN الصينية. تبدأ يومها عند الساعة السادسة صباحا، فتعتني بتوأمها سارة وبسام (4 شهور)، ثم تهتم بأمور المنزل. وفور انتهائها من تلك المهام، تراجع المستجدات وترسل أفكار التقارير للقنوات التي تعمل معها.

ويساعد نور التي تقضي رمضانها الأول برفقة طفليها زوجها وعائلتهما، وتقول إن المرأة قادرة على التكيف مع جميع المسؤوليات في الوقت نفسه، معتبرة أنه "على الصحافية التوفيق بين عملها وأسرتها كي لا يطغى طرف على الآخر".

أما مُراسلة فضائية "النجاح" في غزة تغريد العمور (38 عاماً)، فتبدأ يومها عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، في الجولة الثانية بعد تجهيز السحور برفقة زوجها الذي يساندها في بعض الأعمال، إذ تقدم نشرة لبرنامج الثامنة عبر إذاعة "صوت النجاح" من نابلس، وتواصل المتابعة الميدانية.



وتبين العمور لـ "العربي الجديد" أن الأعباء تصبح مضاعفة في رمضان، خاصة مع تزامن شهر الصوم مع مسيرات العودة، والتطورات الميدانية، مضيفة "نقوم بتغذية البرامج الإخبارية بعدد من المشاركات، إلى جانب محاولتي التركيز على نبض الحياة في غزة، مثل الدراما، إفطار رمضان على البحر، المبادرات المجتمعية، وغيرها".

وتوضح العمور التي تشارك في بعض الأنشطة الثقافية والرياضية أن خصوصية رمضان لم تؤثر على العمل، خاصة مع وجود المساندة العائلية، مبينة أنها تحاول جاهدة العناية بأطفالها قدر المستطاع، وتقول "نحمل رسالة إلى جانب زملائنا الصحافيين، ونكمل الصورة ببصمتنا الخاصة، وتواجدنا المستمر".

بينما تقول مراسلة "الجزيرة مباشر"، غالية حمد، إن عملها كمراسلة من أرض الميدان يتطلب الجهوزية الدائمة، لافتة إلى أنها ترتب مواعيدها وزياراتها الرمضانية يومياً. وتبين أن إعداد الفطور والسحور يحتاج لمواعيد محددة، إلى جانب تزيين المائدة بالأطباق الرمضانية اللذيذة والمرهقة قليلا في بعض الأحيان، مضيفة "كل ذلك لا يمكن إتمامه من دون جهد مضاعف أو تعاون من أهل البيت".

وتضيف حَمد أن "العمل الميداني، والإفطار والسحور وما بينهما، وأحداث غزة غير المضمونة، وطفلة صغيرة ممتلئة بالنشاط، تجعلني أعلن حالة الطوارئ في هذه الأيام، يجب أن نبقى مستعدات طوال الوقت".



من ناحيتها، تقول مراسلة موقع "ألترا-فلسطين"، آلاء أبوعيشة (30 عاماً)، وهي أم لابنتين، ومتخصصة في القصص الصحافية والإنسانية وتقارير المعايشة التسجيلية إن يوم المرأة العاملة في رمضان يبدأ بمجرد انتهاء العمل على إعداد وجبة الإفطار. وتتابع: "ننتهي من الحلوى، فيأتي دور صلاة التراويح، وقراءة القرآن، ليبدأ بعدها مسلسل سباق الأطباق حتى أذان الفجر، هذا بطيخ وهذا حلوى وهذه فاكهة، وهذا عصير، بالطبع مجرد فكرة أن تغفو لساعة مثلاً، أمر غير مضمون العواقب، فالوسادة الطرية حلم جميل لصاحب رأسٍ متعب، قد لا تستيقظ للسحور، وهذا ما يدفعك للبقاء مستيقظاً طوال فترة الليل"، وعن مائدة الإفطار الرمضاني، تقول: "أقوم بتحضير الشوربة، السلطة، السمبوسك، العصير الطبيعي، ثم تجهيز الطبق الرئيسي وطبق الحلويات".

وتوضح أبوعيشة التي عملت موظفة لمدة 10 سنوات قبل اتجاهها نحو العمل الصحافي الحر أن ماراثوناً آخر يبدأ لحظة تجهيز متطلبات زوجها الذي يبدأ دوامه الساعة الحادية عشرة، مضيفة: "بعد ذك أبدأ بالبحث عن الأفكار الجديدة، والتجهيز لإعداد التقارير، ويتطلب ذلك مني الخروج من البيت لإتمام تجهيز الفكرة. الأمر صعب للغاية، خاصة مع وجود أطفالي الأشقياء"، مبينة أن الصحافية الأم في رمضان "ترابط على خط النار، الوقت سيف مسلط على رقبتها دائماً، قبل أذان الفجر وقبل أذان المغرب، ووقت تسليم المادة الصحافية، وقت استيقاظ أطفالها".

دلالات