رجل أعمال إسرائيلي "يتباهى" بلقاء مغاربة في معرض "فيفا-تيك"

رجل أعمال إسرائيلي "يتباهى" بلقاء مغاربة في معرض "فيفا-تيك"

25 مايو 2018
مراقبون رجحوا أن الفتاتين المغربيتين لم تعرفا هوية مرجليت(فيسبوك)
+ الخط -
أبدى رجل الأعمال وعضو الكنيست السابق عن "حزب العمل"، أرئيل مرجليت، وهو صاحب شركة إسرائيلية للابتكار الرقمي، غبطته الكبيرة عندما التقى شبابا مغاربة يمثلون جناح بلدهم في معرض "فيفا – تيك" الذي ينعقد في العاصمة الفرنسية باريس في الفترة بين 24 و26 مايو/أيار الجاري.

وظهر مرجليت برفقة شخص إسرائيلي آخر على ما يبدو، وهو جالس ينصت بإمعان لحديث سيدتين مغربيتين داخل الجناح المغربي في هذا المعرض الدولي الذي تشارك فيه المملكة لأول مرة، وافتتحه، أمس، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، وسفير الرباط في فرنسا شكيب بنموسى.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه مرجليت أن مندوبي "ديجيتال موروكو" اهتموا بجناح بلده، امتنع مصدر حكومي مسؤول عن التعليق بشأن هذه الواقعة.

وقال مسؤول حكومي مغربي، في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة لا علم لها بعد بهذا الأمر"، وأنه لا يمكنه التعليق على شيء يفتقد معطيات واضحة وواقعية عنه، مبرزاً أن موقف المغرب في هذا الصدد "واضح لا غبار عليه، ولا يمكن لأحد أن يشكك فيه"، وفق تعبيره.


ورجح مراقبون أن يكون الأمر يتعلق فقط بفتاتين تمثلان إحدى المقاولات الناشئة التي تشارك في المؤتمر، وبأنهما في سياق عملهما المتمثل في ربط علاقات مع مستثمرين وشركات أجنبية تنشط في مجال الابتكار الرقمي، قابلا تلك الشخصية الإسرائيلية من دون أن يعلما بحقيقتها ومن أي بلد تحديداً.

في المقابل، شدد رئيس "الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني"، محمد الأندلسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أنه "بغض النظر عن حيثيات هذا الخبر الذي يتعين التأكد من خلفياته، فإن التطبيع مع إسرائيل مرفوض شكلاً ومضموناً، ولا يتعين التهاون في هذا المبدأ الذي عُرف به الشعب المغربي طيلة عقود".

وأورد عضو الكنيست السابق عن حزب العمل الإسرائيلي، بصفته صاحب شركة "هايتك"، في صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن ممثلي الجناح المغربي تقدموا إليه للتعرف على مشاريعه التكنولوجية، بعدما سمعوا عن الشركة وابتكاراتها في مجال الزراعة.

وكتب "أدرك حجم التجديد الذي يجب أن يشكله (هايتك) في الدبلوماسية الإسرائيلية، وأنه إذا كان بمقدور التجديد والابتكار تغيير مدينة مثل القدس ومدينة مثل بئر السبع، وبلدة مثل كريات شمونة (يقصد المستوطنة الحدودية مع لبنان) فيمكنها أن تغير منطقة الشرق الأوسط".

وأرفق مرجليت تدوينته بصورة يظهر فيها متحدثاً للفتاتين داخل الجناح المغربي، وكؤوس الشاي والحلوى المغربية على المائدة، وقال معلقاَ "في النهاية لم أتمالك نفسي لشرب الشاي مع الحلوى و(الشباكية)"، وهي حلوى مغربية تُقدّم غالباً في شهر رمضان.

وفي الوقت الذي لم تظهر فيه بعد ردود فعل ناشطين مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، أشاد مدونون إسرائيليون بما قام به مرجليت، وقال أحدهم إن "الابتكار قد يكون صلة وصل بين الدول"، وأفاد آخر بأنه فخور بأن تكون شركات الابتكار الإسرائيلية دافعاً لرؤية العالم بشكل مختلف.

وحري بالذكر أن الوزير الذي افتتح الجناح المغربي أكد في تصريحات صحافية، أمس، أن المعرض المقام في باريس يعد ملتقى هاماً للابتكار في المجال الرقمي، وسيتيح للشركات المغربية الناشئة في القطاع الرقمي تبني أفكار جديدة من أجل التموقع بشكل جيد.

ويسلط المعرض الذي تشارك فيه آلاف الشركات الناشئة من عدة بلدان، 16 منها من المغرب، الضوء على المقاولات الأفريقية الناشئة، وضمنها نحو مائة شركة ممثلة بشكل رسمي، من عدة بلدان، من بينها المغرب وجنوب أفريقيا ورواندا، وتونس ونيجيريا.

المساهمون