تونسيون يرفضون كاميرا خفية: الدعوة للتطبيع مع إسرائيل؟

تونسيون يرفضون كاميرا خفية: الدعوة للتطبيع مع إسرائيل؟

22 مايو 2018
خلال حلقة الإثنين (يوتيوب)
+ الخط -
لا تزال الكاميرا الخفية "شالوم"، وهي برنامج "مقالب" يحاول استدراج بعض الوجوه المعروفة في تونس للتطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل بعض المال، تثير ردود أفعال كثيرة في تونس. وبعد رفض قناة "التاسعة" الخاصة عرضها، تولت قناة "تونسنا" الخاصة أيضاً عملية البثّ.

حلقة ليلة أمس الاثنين، والتي تمّ فيها الإيقاع برئيس حزب "الوفاء" المحامي عبد الرؤوف العيادي خلّفت ردود فعل غاضبة من طريقة استدراج الضحايا، إذ يتم إيهامهم بإجراء حوار تلفزيوني مع قناة عالمية، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى عملية ترهيب للضيف من خلال الأسلحة والضغط الذي يمارس عليه، وهو ما قد ينعكس على ردود أفعاله تجاه ما يحصل أمامه خشية على حياته.


وكتب القيادي في حزب "حراك تونس الإرادة" ومدير ديوان الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي عما حصل مع العيادي مستنكرًا طريقة الإساءة إليه، قائلاً "عندما كان الأستاذ العيادي يرفع فوق رأسه قضية فلسطين، كان بعضهم لم يولد بعد. من أين تأتيهم اليوم كل هذه الوقاحة؟ من السياق، ممن يدفع من أجل ذلك ويرسم ويخطط. تونس تهمهم كثيرا، وتحطيم الانتماء العربي والفلسطيني للتونسيين ونخبهم ورموزهم، يهمهم أكثر".

واعتبر البعض الآخر أن البرنامج دعوة للتطبيع بشكل سافر من خلال عرض علم الكيان الصهيوني وتقديم الأمر كأنه مسلَّمة وجب التعاطي معها، وهو ما قد يؤثر في بعض المشاهدين. وكتب الروائي أنيس العبيدي "نحن في زمن الصورة والصورة هي التي تبقى راسخة وبتكرارها في مشاهد متواترة تتحول من اللاعادي إلى العادي من اللاطبيعي إلى الطبيعي وتدخل بذلك في المعتاد وبرنامج شالوم هو أكبر مؤامرة على الأجيال المقبلة وعلى قضية كل العرب إذ من خلال جينيريك البرنامج وصورة نجمة الستة المنحوتة على الصخر، والتي يليها صورة علم الكيان الغاصب يرفرف ثم صورة قبة الصخرة التي تظهر على جانب العلم ثم تملأ الشاشة هي طريقة لترسيخ التطبيع وتعويد الجماهير على الاعتراف بالكيان الصهيوني".

وشاركه في الرأي رئيس النقابة العام للإعلام محمد السعيدي، الذي قال "فكرة الكاميرا كاشي شالوم هي في حد ذاتها تطبيع مع الكيان الصهيوني وبعض الضيوف وقع تلميعهم عبر إعلامهم مسبقا بها". وهو نفس الأمر الذي ذهب إليه أيضًا الإعلامي غفران الحسايني، الذي كتب أن "جنيريك الكاميرا الخفية شالوم دعاية إعلامية مفضوحة ومباشرة للتطبيع أكثر بكثير من مضمون الحلقة الذي يعتبر هزيلاً جدًا.. فضلاً عن الكواليس المصاحبة للتصوير التي ظهرت في حلقة الليلة أنها أقرب إلى التهديد والاستنطاق منها للعمل التلفزيوني".

وذهب البعض الآخر إلى اعتبار الكاميرا الخفية "شالوم" سقوطًا مدوياً للإعلام التونسي. وكتب الإعلامي عمر بريمة "الكاميرا الخبيثة شالوم عمل ساقط مهنيا وأخلاقيا وسياسيا وإنسانيا... بل إنها أقرب ما يكون للعمل الإجرامي منها إلى العمل الإعلامي".

وطالب بعض الناشطين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بالتدخل وإيقاف هذه "المهزلة" التي تؤسس لثقافة التطبيع.

بدورها، اعتبرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين برنامج الكاميرا الخفية "شالوم" لا يستجيب لمعايير البرامج الترفيهية المعروفة بالكاميرا الخفية، و"يتضمن انتهاكاً صارخاً لأخلاقيات المهنة عبر خلق وضعية وهمية واستغلالها لإجبار الضيوف على الإدلاء بتصريحات في اتجاه معين، مع التذكير بأن أبسط قواعد الإعلام تفرض موافقة المعنيين بالأمر قبل بث الحلقات عبر عقد بين الطرفين".

وأضافت النقابة أن "التمرير اليومي لمشاهد تتضمن علم الكيان الصهيوني يعتبر تطبيعاً مع هذا الكيان المحتل وتمييعاً للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل الوضع الإقليمي والدولي الذي يتعرض فيه الحق الفلسطيني إلى هجمة شرسة، ولا سيما القرار الأميركي الجائر بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة".





المساهمون