رئيس تحرير صحيفة دنماركية يطالب الموظفين بـ"الحشمة"

رئيس تحرير صحيفة دنماركية يطالب الموظفين بـ"الحشمة": جدلٌ إعلامي حول الحريات

20 مايو 2018
(العربي الجديد)
+ الخط -



أثارت رسالة داخلية لرئيس تحرير يومية "يولاندس بوستن" الدنماركية، ياكوب نيبرو، حول "لفت نظر إلى الموظفين" جدلاً في أوساط الصحافيين الدنماركيين، والمراسلين الأجانب في كوبنهاغن. فحوى الرسالة التي تسربت تذهب إلى ما يصفه الصحافيون "تدخلاً فظاً في اختيارات الصحافيين لملابسهم الصيفية". 

إذ ذهب نيبرو إلى "لفت الانتباه" إلى أنه "على أبواب فصل الصيف من المفهوم أن البعض يرتدي ملابس خفيفة، لكني أعتقد أن مكان العمل (صحيفة يولاندس بوستن) ليس مخيماً صيفياً. وهذا يعني أن ملابس الرجال يجب أن تغطي الساقين، والنساء أيضاً يمكنهم ارتداء فساتين تصل الركبة لكن ليس تنانير وسراويل قصيرة ضيقة، وسأمتنع عن الإرشاد في مجال الملابس الداخلية والفساتين الفاتنة (مفتوحة الجانب)، وبدلا من ذلك أتأمل استخدام حسكم المنطقي".

ورطة رئيس التحرير في "أوامر ما يجب أن يرتديه الصحافيون"، كما ذهبت صحيفة "بوليتيكن" بالقول إنها لم تحصل سابقاً "تدخل في قضايا شخصية بحتة، تقرر عنك ما ترتديه"، لم يخففها شرح موقفه بأنه "أمر ينطلق من إظهار احترام للمصادر والزبائن"، فليس هناك سياسة ملابس في العمل الصحافي "يقررها رئيس تحرير"، بحسب معظم تعليقات الصحافيين الغاضبة.

والمشكلة الأخرى أن الرجل يؤكد أنه سيستدعي الموظفين إلى مكتبه إن لم يلتزموا بما قرره. يتفهم الصحافيون أنه في "قطاعات محددة، كالشركات، يمكن أن تكون هناك سياسة ملابس معينة، بغض النظر عن حر الصيف".

في رده على عاصفة الانتقادات والجدل الذي أثاره، يعترف رئيس تحرير يولاندس بوستن، ياكوب نيبرو، بأن "البعض احتج وانقسمت الآراء بين قابل ومعارض بحجة التعدي على الحقوق الشخصية، وبما أني أنا الذي أقود العمل فيمكنني تقرير ما يجب وسط هذا الانقسام في الموقف"، بحسب رسالة إلكترونية أرسلها لصحيفة بوليتيكن.

وللهروب من الورطة قال نيبرو إنه "لا يمكن للصحافي مقابلة الأميرة ماري (زوجة ولي العهد فرديريك الثاني) بلباس صندل وسروال قصير"، فيما رد صحافيون بأن "هذا الأمر معروف وبدون حاجة لأوامر".

آخرون التقطوا هذه الأوامر "من مكتب رئيس تحرير في زاوية المبنى" ليصبوا جام غضبهم على الصحيفة "التي تسببت بأزمة كبيرة في 2005 بين كوبنهاغن والعالم الإسلامي بنشرها رسوماً كاريكاتيرية تصور النبي بهيئة قنبلة في عمامته، تطالب الموظفين بضرورة أن يرتدوا ملابس محتشمة".

كما ذهبت "إنفارماشيون"، متسائلةً "أليست هذه هي يولاندس بوستن التي أخبرتنا بأن إصراراها على نشر الرسوم للنبي محمد هو إثبات وحماية للحريات؟". بل عنونت "إنفارمشيون" بتهكم: "صحيفة الحرية يولاندس بوستن تدخل اوامر زجرية لتغطية الجسد".

وذكرت الصحيفة بمواقف يولاندس بوستن "هي التي أخبرتنا بأنها تقود كفاحا ضد الظلاميين وبررت عدم تراجعها عن نشر الكاريكاتير باعتبارها تخوض صراعا نيابة عن الغرب بوجه العالم الإسلامي، وأنها لن تستسلم في سبيل التأكيد على الحريات المطلقة، التي دفع صحافيوها ثمنا باهظا للعمل تحت ظروف حماية أمنية، ثم عادت لتخبرنا بأنها طالبت باسم الليبرالية أن لا يمنع السياسيون البرقع، باعتبار أن حق ارتداء الملابس شخصي، تذهب اليوم لتطالب الصحافيين بارتداء ملابس محددة".

وامتلأت وسائل التواصل بتهكمات كثيرة ومتنوعة بحق الصحيفة. فقد ساوى البعض بينها وبين من تدعي أنها تقف ضدهم. فيما تساءل آخرون "ماذا عن سياسة برقع للعاملات في الصحيفة"؟ فيما كتب صحافيون متهكمون "طالما أنه يحق لكن أنتن النساء ارتداء فستان يصل إلى الركبة فيحق للرجال، وفقا لقانون المساواة من 2008، ارتداء ما يصل إلى الركبة أيضا".

دلالات

المساهمون