فضيحة "كامبريدج أناليتكا": ما خفي أعظم

فضيحة "كامبريدج أناليتكا": ما خفي أعظم

18 مايو 2018
مَثل كريستوفر وايلي أمام الكونغرس الأربعاء (تولغا أكمن/فرانس برس)
+ الخط -
لن يوقف إغلاق شركة "كامبريدج أناليتكا" أبوابها الجدل المستمرّ حول خرقها خصوصية أكثر من 87 مليون مستخدم لموقع "فيسبوك"، وأغلبهم من الأميركيين، فيما تستمرّ فصول تكشّف الفضيحة حتى بعد إعلان شركة "فيسبوك" قيام تحديثات وإعادة تقييمٍ كبيرة لتطبيقات قد تخرق الخصوصيّة.

فقد مَثل المُسرّب الأساسي للمعلومات، وكاشف الفضيحة، كريستوفر وايلي، أمام الكونغرس الأميركي، يوم الأربعاء الماضي، كاشفاً أنّ كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض، ستيف بانون، سعى للترويج "للحرب الثقافية" وإقناع الناس السود بعدم التصويت، عبر استخدام وجمع بيانات "كامبريدج أناليتكا".

وقال وايلي إن المؤسس المشارك لموقع "بريتبارت" المعروف بانتهاجه سياسة عنصريّة ومحافظة ومؤيّدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، "رأى الحرب الثقافية كوسيلة لخلق تغيير دائم في السياسة الأميركية".

وكان بانون هو نائب رئيس "كامبريدج أناليتكا" لمدة عامين بين عامي 2014 و2016، عندما غادر للانضمام إلى حملة ترامب. وغادر البيت الأبيض في أغسطس/آب من العام الماضي.

وقال كريستوفر وايلي الذي يعمل لدى الشركة الأم لـ"كامبريدج أناليتكا"، "إس سي إل" SCL، إنه غادر بعد أن رأى وثائق تشير إلى خطط لحملة "فك الارتباط" تستهدف الناخبين السود.

كما كشف معلوماتٍ أخرى مرتبطة بروسيا، كاشفاً أنّ الشركة استعانت بباحثين روس وتقاسمت معلومات مع شركات مرتبطة بالاستخبارات الروسية، مضيفاً أنّه يعتقد بأن الاستخبارات الروسية قد اطّلعت على معلومات جمعتها هذه المؤسسة.


وأضاف أن الباحث الروسي الأميركي، ألكسندر كوغان، الذي أنشأ تطبيقاً للحصول على البيانات الشخصية لملايين من مستخدمي "فيسبوك"، كان يعمل في الوقت نفسه على مشاريع تموّلها روسيا، بما في ذلك "البحث السلوكي".

وهذه الجلسة جزء من تحقيق واسع على ضفتي الأطلسي حول سوء استخدام بيانات مستخدمي "فيسبوك" من قبل شركة الاستشارات التي تولّت حملة ترامب الانتخابية في 2016.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، أن وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" يحققان في قضية شركة "كامبريدج أناليتكا"، وقد استجوبا شهوداً محتملين.

ومن بين المدعين الذين يتابعون التحقيق برايان كيد، وهو مساعد رئيس قسم السندات والغش المالي في وزارة العدل، بمساعدة عميل واحد على الأقل يحقق في الجرائم عبر الانترنت لصالح مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي). وذكرت الصحيفة أن كيد سافر إلى لندن مع مدع آخر من وزارة العدل وعميل في "اف بي آي" هذا الشهر لمقابلة الموظف السابق كريستوفر وايلي.

ونفت شركة "كامبريدج أناليتكا" مراراً أن تكون قد استغلت بيانات حصلت عليها من نحو 87 مليون مستخدم لـ"فيسبوك" لمصلحة حملة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية، مشيرةً إلى أنها حذفت معلومات تم الحصول عليها عن طريق خرق شروط خدمة موقع التواصل الاجتماعي.


وأعلنت الشركة مطلع الشهر الجاري أنها ستغلق أبوابها وستعلن إفلاسها في بريطانيا والولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها تعرّضت إلى "التشهير" بعد أن واجهت "اتهامات عديدة لا أساس لها" بحسب قولها.

يأتي هذا فيما قبل المدير التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، زيارة البرلمان الأوروبي لتوضيح مشكلات الخصوصية التي عصفت بشركته مؤخراً، واتهامها بإساءة استخدام البيانات الشخصية.

وقال أنطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي "إن زوكربيرغ سيكون في بروكسل في أقرب وقت ممكن، على أمل أن يكون ذلك الأسبوع المقبل"، وسيلتقي بقادة البرلمان وخبراء في الحريات المدنية والعدل.

وتأتي زيارة زوكربيرغ الأسبوع المقبل فيما يدخل قانون صارم جديد لحماية البيانات الأوروبية حيز التنفيذ والذي سيمنح ملايين مستخدمي فيسبوك الأوروبيين مزيداً من التحكم فيما يمكن للشرطة فعله بما ينشرونه أو يبحثون عنه أو ينقرون عليه. وسيبدأ العمل بقانون تنظيم حماية البيانات العامة الجديد في الاتحاد الأوروبي في 25 مايو/ أيار.

وقبل يومين، علقت شركة "فيسبوك" حتى الآن نحو 200 تطبيق، في المرحلة الأولى من مراجعتها للتطبيقات التي وصلت إلى كميات كبيرة من بيانات المستخدمين، في استجابة لفضيحة شركة الاستشارات السياسية "كامبريدج أناليتكا". وأفادت "فيسبوك" بأن التطبيقات عُلّقت إلى حين استكمال تحقيق شامل حول أي إساءة لاستخدام البيانات.

وكان زوكربيرغ أعلن بدء التحقيق في 21 مارس/آذار الماضي، وقال إن شبكة التواصل الاجتماعي ستحقق في أمر كل التطبيقات التي وصلت إلى كميات كبيرة من المعلومات، قبل أن تقلص الشركة الوصول إلى البيانات في 2014.

لكن بعد ذلك بيومٍ واحدٍ، تحديداً يوم الأحد الماضي، كشف موقع "نيو ساينتست" أنّ البيانات الشخصيّة لأكثر من 3 ملايين مستخدم لـ"فيسبوك" أجروا اختبار شخصيّة آخر نُشرت على الإنترنت.

وقال "نيو ساينتست" إنّ البيانات تحتوي على إجابات مستخدمي "فيسبوك" لاختبار السمات الشخصية. على الرغم من عدم احتوائها على أسماء المستخدمين، إلا أنها تضمنت في كثير من الحالات معلومات العمر والجنس والعلاقة العاطفية. وبالنسبة إلى 150 ألف مستخدم، احتوت تلك المعلومات حتى على تحديثات الحالة الخاصة بهم.

وفي كلتا حالتي الاختراق تمّ إجراء الاختبارات في البداية من قبل باحثين في جامعة "كامبريدج". وكان أحد الباحثين مشتركًا في كليهما: ألكسندر كوغان.

المساهمون