بث حي لمجازر دوما على "سما": أطفالها ممثلون فاشلون

بث حي لمجازر النظام على "سما": أطفال دوما ممثلون فاشلون

09 ابريل 2018
نفى إعلام النظام حصول المجزرة (منيب تيم/الأناضول)
+ الخط -
بثّت قناة "سما الفضائية" السورية، وبشكل مباشر، العمليات العسكرية ولحظات إطلاق القذائف الجوية والمدفعية على مدينة دوما، وسخرت من مجزرة الكيميائي فيها. واستمر البث لساعات متواصلة، وتم استخدام تقنيات خاصة للتصوير الليلي، ولم تخجل عدسات المصورين من رصد قصف المدينة وإظهار الانفجارات والاحتراق فيها وسط الظلام الدامس، تحت مسمى "استهداف القواعد اللوجستية لـجيش الإسلام".

يمثل هذا البثّ اعترافاً رسمياً من قبل إعلام النظام السوري باستهداف الأحياء المدنية في المنطقة، إذ صرح المذيع سيف الفرا بأن قواعد وتجمعات "جيش الإسلام" التي يتم استهدافها تقع وسط الأحياء المدنية والمباني السكنية في دوما.

وتزامن البث المباشر الذي قدمته قناة "سما" مع رصد الناشطين لاستخدام النظام الأسلحة الكيميائية على المدنيين في دوما. وبدأت القناة بتكذيب تلك الفيديوهات عن طريق البث ورصد تصريحات رسمية تؤكد "انتصار الجيش وتقدمه على الأرض وانهيار المجموعات الإرهابية"، حسب تعبيرها، "مما دفع تلك المجموعات إلى فبركة استخدام الكيميائي لشحذ التعاطف الدولي".

ونقلت القناة عن مصدر رسمي مجهول قوله إنّ "إرهابيي "جيش الإسلام" في حالات انهيار وأذرعهم الإعلامية تستعيد بركات الكيميائي في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش العربي، فالجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيميائية كما تدعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب". ليبدو البث المباشر لعمليات الجيش في قصف وتدمير المنطقة بمدنييها محاولة لتبرئة النظام من استخدام الكيميائي في تلك الساعات. وكأن قصف المدنيين بالصواريخ هو أمر مقبول.


لم تكتفِ القناة بالبث وإنما عرضت بعض مقاطع الفيديو التي توثق حالات اختناق الأطفال نتيجة الغازات السامة، وقامت بالاستهزاء من تلك الفيديوهات بطريقة مستفزة، حيث وصفت الأطفال الذين يظهرون بالفيديوهات بـ"الممثلين الفاشلين". وقالت: "المقاطع التي تتكرر على شاشات قنوات الفتنة: لا يبدي فيها الأطفال أي ردات فعل حول حالات اختناق، إنما يتم رشقهم بالماء بانفعال وتمثيل واضح.. وليست هي المرة الأولى... فيما يغيب عن المشهد وجود إرهابيين وتقتصر المسرحية على الأطفال، وكأن هناك غازات سامة مبرمجة تبحث فقط عن الأطفال.. وتلك محاولة مكشوفة لاستجداء التعاطف الخارجي والنفاق الدولي".




وبرر مراسل القناة القصف العنيف ومشهد النيران التي تشهدها خلفية البث المباشر، من خلال "الهدف الأسمى" وهو "تحرير المخطوفين والمدنيين". وفي نهاية البث أرسل المذيع رسالة تهديد، قائلاً "سوف يستمر حرق المجموعات الإرهابية، ونعيد ونكرر: سوف يستمر القصف ليل نهار، وسوف يستمر بثنا له إلى أن تستسلم المجموعات الإرهابية ويتم تمشيط المنطقة".

وفي اليوم التالي، رصدت عدسات البث المباشر للقناة ردود فعل الجنود المتواجدين أثناء عمليات الإجلاء التي سمّتها "تحرير المخطوفين"، ليقول أحد الجنود: "هي الغوطة صارت تحت سيطرة البوط العسكري".