"يوتيوب" وعنف السلاح... الضحية والجلاد في آن

"يوتيوب" وعنف السلاح... الضحية والجلاد في آن

05 ابريل 2018
عناصر من الشرطة الأميركية أمام مقر "يوتيوب" (جاستن سوليفان/Getty)
+ الخط -
اتُهمت منصة "يوتيوب" مرات عدة، خاصة بعد أحداث القتل الجماعي في الولايات المتحدة، بعدم بذل الجهد الكافي لمحاربة ظاهرة حمل السلاح ومحتوى العنف على منصتها والمساهمة في انتشار الأخبار المضللة على نطاق واسع، لكنها تحولت نفسها، الثلاثاء، إلى ضحية هذا العنف.

إذ فتحت نسيم أغدام (39 عاماً) النار من مسدس في مقر شركة "يوتيوب"، في سان برونو، قرب سان فرانسيسكو، وأصابت ثلاثة على الأقل ثم قتلت نفسها، بينما هرع موظفو الشركة الواقعة في "وادي السيليكون" مذعورين إلى الشوارع المجاورة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
ولم يتضح دافع أغدام فوراً، لكن يبدو أن حقدها على الشركة التي تملكها "غوغل" سببه "التمييز ضدها" على منصة الفيديوهات، علماً أنها ناشطةٌ في مجال حقوق الحيوان، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وتعدّ منصة "يوتيوب" عنصراً بارزاً في النقاش حول حمل السلاح في الولايات المتحدة الأميركية، في ظل تزايد ملحوظ في عمليات القتل الجماعي التي يرتكبها عدد من حملة السلاح ولأسباب غامضة في أحيان عديدة. وقد سعت المنصة إلى المشاركة في الحدّ من حجم حيازة السلاح والعنف الناتج عن ذلك، عن طريق مكافحة نظريات المؤامرة والأخبار المفبركة المرتبطة بهذا الموضوع، بالإضافة إلى حذف المحتوى المرتبط بالسلاح والعنف.



بعد حادث إطلاق النار في المدرسة الثانوية "باركلاند"، في فلوريدا الذي أسفر عن مقتل 17 طالباً ومعلماً، في فبراير/شباط الماضي، تجدد الجدل حول حيازة السلاح في الولايات المتحدة. واستخدمت مجموعات يمينية متطرفة، مثل "إنفو وارز"، منصة "يوتيوب" في استهداف أحد الناجين من المجزرة، ديفيد هوغ، وأطلقوا نظريات مؤامرة عدة حوله، فتكرر اسمه 121 مرة على الأقل في أرشيف المنصة المتخصصة في إطلاق مثل هذه النظريات 4chan's /pol/، وفقاً لتحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية حينها.

واتهمت هذه المنصات اليمينية على "يوتيوب" هوغ بأنه جزء من "أطراف فاعلة في الأزمة"، Crisis Actors، وهذا المصطلح يُستخدم في الحديث عن أشخاص يتقاضون مبالغ معينة من المال لقاء الادعاء أنهم ضحايا الكوارث في الحالات الطارئة.

وبعد أسبوع على الحادثة المذكورة، تصدر فيديو يتهم هوغ بأنه "ممثل" قائمة الأكثر تداولاً على "يوتيوب". وسارعت المنصة إلى حذف الفيديو، بعدما نشر موقع "موذربورد" تقريراً أشار فيه إلى أن الفيديو المضلل جذب أكثر من مائتي ألف مشاهدة.

ولا تقتصر التغييرات في كيفية تعامل "يوتيوب" مع مقاطع الفيديو حول عنف السلاح على إزالة نظريات المؤامرة أثناء الأحداث الإخبارية العاجلة. إذ في شهر آذار/مارس الماضي، أعلن موقع "يوتيوب" عن خطته حظر جميع مقاطع الفيديو المرتبطة بالمواقع الإلكترونية التي تبيع الأسلحة وملحقاتها.

كما شمل الحظر مقاطع الفيديو الإرشادية حول كيفية تجميع الأسلحة. إذ شهدت حركة "اصنع سلاحك بنفسك" نمواً كبيراً، بالتزامن وتصاعد المحادثات حول تشديد القيود الوطنية على مبيعات الأسلحة، في أعقاب إطلاق النار في مدرسة "باركلاند".

ورداً على حظر "يوتيوب" مقاطع الفيديو المرتبطة بالأسلحة، اتهمت "الجمعية الوطنية للأسلحة" الأميركية المنصة بتنفيذ "رقابة ذات دوافع سياسية"، وشجعت هواة حمل السلاح على "الردّ" والمواظبة على نشر فيديوهات على "يوتيوب" متجاهلين الحظر، كي "لا نسمح لهم بفرض الرقابة علينا" و"نتغلب على هؤلاء اليساريين في كاليفورنيا"، وفقاً للجمعية.

المساهمون