الطفلة الفلسطينية جنى جهاد توثق بكاميرتها انتهاكات الاحتلال

الطفلة الفلسطينية جنى جهاد توثق بكاميرتها انتهاكات الاحتلال

24 ابريل 2018
جنى جهاد في الـ12 من العمر (فيسبوك)
+ الخط -

قبل خمس سنوات بدأت الطفلة الفلسطينية جنى جهاد عياد (12 عاماً) باستخدام هاتف والدتها المحمول في تصوير اقتحامات جنود الاحتلال الإسرائيلي لقريتها النبي صالح شمال غرب رام الله، وانتهاكاتهم بحق الأهالي والأطفال في القرية، والتعليق على ما يجري بصوتها.

والدة جنى، نوال عبدالسلام التميمي، اكتشفت ما تقوم به طفلتها على صفحتها والإقبال والتشجيع الذي تحصده، فأطلقت لها صفحة على "فيسبوك" حين كانت في الثامنة من عمرها. واستمرت جنى بتوثيق تلك الانتهاكات ونشرها، وأصبح لها متابعون بلغ عددهم حالياً نحو 280 ألف متابع.

وتصور الطفلة الفلسطينية تقاريرها وتعلق عليها بنفسها، أو قد تصورها والدتها أحياناً، كما توضح الأخيرة في حديث لـ "العربي الجديد".


جنى ابنة الصف السادس الأساسي التي بلغت من العمر 12 عاما قبل نحو أسبوع، متفوقة في دراستها وتحصلت على معدل 96 في المائة في نهاية الفصل الدراسي الأول من هذا العام، وتطمح أن تدرس الإعلام لتوثق ما يقوم به جنود الاحتلال بحق الأطفال، وبالتالي المساهمة في تحرير أرضها، مؤمنة أن الكاميرا وسيلة مقاومة.

كأي طفلة فلسطينية، فإن جنى ترى ما يقوم به جيش الاحتلال من انتهاكات بحق الفلسطينيين، خاصة في قريتها، فقد رأت قبل عدة سنوات اثنين من أقاربها شهيدين، وهما مصطفى التميمي ورشدي التميمي، وتتكرر اقتحامات جيش الاحتلال لمنزل عائلتها كونه يقع في أطراف القرية.


وكان لمشهد إطلاق جنود الاحتلال قنبلة غاز مسيل للدموع وسط مجموعة من الأطفال، وبينهم جنى، قبل أربع سنوات، الأثر البالغ في فضح الاحتلال وممارساته، وأصرت على مواصلة مشوارها في توثيق ما يتعرض له أطفال فلسطين.

تلك الانتهاكات تركت أثراً في نفس جنى، وجعلتها تدرك أهمية الصحافة في توثيق الأحداث، تارة تجدها تصور من خلف النوافذ حين اقتحام جنود الاحتلال القرية أو منزل عائلتها، وتتحدث الإنكليزية والعربية بطلاقة عند مخاطبة جنود الاحتلال أو التعليق في تقاريرها على الأحداث.

جنى تحمل الجنسية الأميركية بعد ولادتها في الولايات المتحدة، ثم عادت لتعيش مع والدتها في النبي صالح بعد انفصال والديها. تعرضت على صفحتها في "فيسبوك" من قبل المستوطنين للتهديد بالقتل وعائلتها عبر رسائل كانت تصل إليها على صفحتها.


جاءت تلك التهديدات بعد فترة وجيزة من تقرير أعدته دائرة الشؤون الاستراتيجية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية قبل عدة أشهر، وكشفته القناة الإسرائيلية الثانية، والذي تصف فيه جنى بأنها الطفلة التي تشكل خطراً قادماً لإسرائيل كونها ذات ملامح أوروبية وتتكلم الإنكليزية بطلاقة، ويأتي الجنود إلى منزلها بدلا من أن تذهب إليهم، وهو ما تعتبره عائلتها تحريض على شخصها.

قبل أكثر من أسبوع وخلال عودتها من الأردن إثر مشاركتها في مؤتمر تحدثت فيه جنى عن الطفولة، بعد دعوتها من قبل الأمير علي بن الحسين، حيث ضم المؤتمر قيادات من العالم وأشخاصا حائزين على جوائز نوبل للسلام، إلى معبر الكرامة الذي يفصل الضفة الغربية عن الأردن للتحقيق مدة ساعتين من قبل المخابرات الإسرائيلية، لكنها التزمت حق الصمت، ورفضت الإجابة عن أي معلومات تخص عائلتها.

حين بدأ ضابط الاستخبارات الإسرائيلي بالصراخ في وجهها، أدركت جنى أنه فشل في التحقيق معها، وتقول والدتها لـ "العربي الجديد: إن "من بين ألعاب الأطفال في النبي صالح ألعاب (جيش وعرب) التي يتقمص فيها الأطفال دور الجنود والشبان، وما يتعرضون له خلال المواجهات أو الاعتقال والتحقيق معهم، وهو أمر هام في التوعية لأطفالنا، علاوة على ما تقوم به العائلات من توعية لأبنائها".

المساهمون