الاشتراكات الرقمية تنعش الصحافة العالمية

الاشتراكات الرقمية تنعش الصحافة العالمية

18 ابريل 2018
رغبة القراء في الدفع مقابل المحتوى ارتفعت عام 2017(Getty)
+ الخط -
أبدى ناشرو صحف عالمية تفاؤلاً إزاء مستقبل الاشتراكات الرقمية، لافتين إلى أن رغبة القراء في الدفع مقابل المحتوى ارتفعت عام 2017، وفقاً لدراسة أجرتها المجموعة الألمانية للإعلام والنشر "أكسل شبرينغر"، في فبراير/شباط الماضي.

وشاركت في الدراسة المذكورة صحف "ذا غارديان" وفايننشال تايمز" البريطانيتين و"لو فيغارو" الفرنسية و"بيلد" الألمانية و"مجموعة شيبستد الإعلامية" التي تملك أهم الصحف في السويد والنرويج، بالإضافة إلى صحف أميركية عدة أبرزها "نيويورك تايمز".

هذا التفاؤل الذي عبرت عنه صحف عالمية عدة انعكس واقعاً في عدد اشتراكات المحتوى الرقمي، فأعلنت صحيفة "لوموند" الفرنسية، قبل أيام، عن ارتفاع عدد اشتراكاتها الرقمية في 2017 بنسبة 5 في المائة، وحذت صحف أخرى حذوها.


إذ تتفوق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية على المنافذ الإخبارية الأميركية كلها باستحواذها على العدد الأكبر من المشتركين الرقميين. وكشفت، في فبراير/شباط الماضي، عن جذبها 157 ألف مشترك رقمي في الربع الأخير من عام 2017، ليتجاوز إجمالي المشتركين الرقميين الـ 2.5 مليون مشترك.

وأفادت "نيويورك تايمز" بأن الإيرادات من منتجات الاشتراكات الرقمية فقط، بما في ذلك الأخبار والكلمات المتقاطعة ووصفات الطبخ، ارتفعت بنسبة 51.2 في المائة إلى 96.3 مليون دولار أميركي.

وسجلت الصحيفة نفسها أعلى إيرادات اشتراك سنوية بقيمة مليار دولار أميركي، مستفيدة من تغطيتها الخاصة لفضائح التحرش والاعتداء الجنسي التي أقدم عليها المنتج الأميركي المخضرم، هارفي وينستين، علماً أن الصحافيتين العاملتين فيها، جودي كانتور وميغان توهي، فازتا بجائزة "بوليتزر"، أمس، تكريماً لهما على جهودهما في كشف اتهامات التحرش الجنسي ضد وينستين، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


يُشار إلى أن الصحيفة واجهت انتقادات حادة من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي اتهمها بالتحيز، ووصفها بـ "الفاشلة". لكنها استفادت من هذا الهجوم، إذ أشارت إلى أن تغطيتها الخاصة لشؤون ترامب جذبت إليها مزيداً من الاشتراكات الرقمية. وأعلنت الصحيفة سابقاً عن استثمار 5 ملايين دولار أميركي في تغطية أخبار إدارة ترامب.

وفي فبراير/شباط الماضي أيضاً، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن الاشتراكات الرقمية شكلت أكثر من ثلاثة أرباع جمهورها الذي دفع للحصول على خدماتها، في 2017. ولفتت إلى أن الاشتراكات الرقمية ارتفعت بنسبة 10 في المائة إلى 714 ألف اشتراك.

تجدر الإشارة إلى أن الشركة اليابانية الخاصة Nikkei اشترت "فايننشال تايمز"، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، مقابل 844 مليون جنيه إسترليني.


وفي السياق نفسه، أعلنت "واشنطن بوست" الأميركية، في سبتمبر/أيلول عام 2017، عن تخطي عدد المشتركين في المقالات الرقمية المدفوعة المليون مشترك، أي أكثر بثلاث مرات مقارنة بعام 2016. ولفتت الصحيفة إلى أنها شهدت نمواً استثنائياً وخاصاً في قاعدة الاشتراك الرقمي بين جيل الألفية.

وتبذل "واشنطن بوست" جهوداً لرفع اشتراكاتها الرقمية عن طريق الاستعانة بعشرات الصحافيين المحترفين وبناء فريق الفيديو الخاص بها، ومواكبة الأخبار العاجلة عبر تطبيق "سناب شات".

ووفقاً لأحدث الأرقام التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد بلغ عدد المشتركين الرقميين 1.27 مليون مشترك، خلال شهر حزيران/ يونيو عام 2017.


شركتا "غوغل" و"فيسبوك" تلعبان دوراً مهماً في هذا المجال، إن سلباً أو إيجاباً، خاصة أنهما استحوذتا على معظم عائدات الإعلانات الرقمية في السنوات الأخيرة. لكنهما بذلتا جهوداً لدعم اشتراكات الناشرين؛ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت "غوغل" أن المواقع الإخبارية لن تضطر إلى تزويد المستخدمين بثلاث مقالات مجانية يومياً، بموجب سياسة "النقرة الأولى مجاناً" المعتمدة من الشركة، ويستطيع الناشرون الآن اختيار عدد المقالات المجانية الراغبين بعرضها على محرك البحث "غوغل"، في إطار "آلية مرنة".

وأوضحت "غوغل" أن خطوتها هذه رغبة منها في مساعدة الناشرين في زيادة إيرادات الاشتراك، مشيرة إلى أن التراجع في اشتراكات المواقع الإخبارية دفع الشركة إلى التفكير منطقياً في تطوير الأدوات اللازمة.

كما تختبر "فيسبوك" مبيعات الاشتراك مع الناشرين، وبينها "أكسل شبرينغر" و"ذي إيكونوميست" و"واشنطن بوست". ومع ذلك، فإن هذه الاختبارات تعمل فقط على أجهزة "أندرويد".

وفي هذا السياق، اعتبر الناشرون أن "غوغل" هي المنصة التي بذلت أقصى جهد للعمل معها عن كثب، سواء عبر مبادرة الأخبار الرقمية أو عن طريق إنهاء أول نقرة مجانًا. في المقابل، لم تصنف "أمازون" كشريك مهم، في حين اعتبرت "آبل نيوز" أقل أهمية من "غوغل" و"فيسبوك".

(العربي الجديد)

المساهمون