صحافيون فلسطينيون يتهمون جامعة "النجاح" بإنهاء عقودهم

صحافيون فلسطينيون يتهمون "النجاح" بإنهاء عقودهم بعد محاولة إجبارهم على نشر وسوم

01 ابريل 2018
إنهاء التعاقد مع صحافيين (فيسبوك)
+ الخط -
قال صحافيون موظفون في وسائل إعلام تتبع لجامعة "النجاح" الوطنية في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، إن إنهاء عقود عملهم خلال الأيام الماضية لم يكن منصفاً.

واتهم بعضهم، المسؤولين عنهم، بإنهاء عملهم إثر تهديدات بالفصل إن لم ينشروا على صفحاتهم الشخصية وسم "الاستهداف الجبان"، في إشارة إلى استهداف موكب رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله بداية شهر مارس/ آذار الماضي، في غزة.

وقالت الصحافية مدى شلبك، لـ"العربي الجديد"، وهي من مدينة جنين، وعملت محررة ومراسلة في الصحافة المكتوبة بموقع "النجاح" الإخباري التابع للجامعة، منذ نحو سنة وشهرين، إنها "اضطرت لتقديم استقالتها أخيراً، بعد رفضها نشر وسم (#الاستهداف_الجبان) على صفحتها الشخصية حينما حاول المسؤولون إجبارها على نشر الهاشتاغ".

وأشارت إلى أنها "ضد استهداف الحمد الله"، لكنها لا تريد استخدام صفحتها الشخصية في العمل، بينما أكدت أنها قدمت استقالتها ولم تتلقَ ردا، بل علمت من خلال زملائها بأنها معفية من مهامها.


أما أنوار حج محمد، من بلدة بلعا في طولكرم والتي تعمل في قسم المونتاج الإذاعي في إذاعة جامعة النجاح وتعمل منذ نحو عام ونصف، فأوضحت لـ"العربي الجديد"، أن الموظفين تقدموا لامتحان تقييمي ينقسم إلى ثلاثة أقسام (نظري وعملي وتقييم مباشر من قبل المدراء المسؤولين عنهم)، ورغم أنها اجتازت الامتحان، أُنهي عقد عملها وبقي بعض زملائها الذين لم يجتازوا الامتحان.

وقالت أنوار إن "إنهاء عملها جاء بعد فترة من طلب المسؤولين عن الموظفين نشر هاشتاغ "فوضناك" الذي يتحدث عن مبايعة الرئيس محمود عباس، ووسم "الاستهداف الجبان"، على صفحاتهم الشخصية، وتهديد الموظفين بالفصل من العمل، وأنها لم تنشر تلك الوسوم، فيما أشارت إلى أن المسؤولين عنها "لم يوضحوا في كتاب إنهاء عملها وجود أسباب لإنهاء العمل، لكنهم قد يستفيدون في إنهاء العمل من قضية التقييم والعقد الشهري وأنه تم إنهاء عقودنا، لكن ما تم عبارة عن مواراة عما يحدث".

وأوضحت الصحافية آيات فرحات، من بلدة بيتا، جنوب نابلس، والتي عملت في فضائية النجاح التابعة للجامعة مقدمة أخبار ومراسلة ومعدة لبرنامج إخباري، لـ"العربي الجديد"، أنها فوجئت بوجود امتحان تقييمي للموظفين بشكل فجائي، ورغم اجتيازها للامتحان، وحصولها على شكر قبل نحو شهرين على عملها، إلا أنه تم إنهاء عقد عملها، ولم تمنح فرصة قبل إنهاء عملها وأنهي العقد بشكل مفاجئ. داعيةً إلى إظهار نتائج التقييم حتى تكون الأمور واضحة.

ولفتت آيات إلى أن المسؤولين عن العمل هددوا الموظفين بأنه "تمت مراقبة حساباتكم الشخصية، ومنكم من لم ينشر هاشتاغ الاستهداف الجبان".

وأضافت: "لا توجد لدي مشكلة في قضية نشر الهاشتاغات العامة، لكن لا أن يتم إجباري على الحديث بأمور لا أريد الحديث بها، فيما تم تنبيهنا حول قضية نشر أخبار من صفحات أخرى غير صفحات المواقع الإخبارية للنجاح".


بدوره، قال المصمم الغرافيكي أحمد كرمي، من طولكرم، لـ"العربي الجديد"، والذي يعمل في فضائية "النجاح" منذ نحو عامين ونصف، إنه اجتاز الامتحان التقييمي، ورغم ذلك تم إنهاء عقد عمله، لأن عقده شهري يتم تجديده تلقائيا وبعد انتهاء العقد الأخير تم إنهاء خدماتي من العمل.

ولفت إلى أن الامتحان التقييمي كان يتحدث عن الأخبار والسياسة، "رغم أنني أعمل مصمما ولا علاقة لي بالأخبار، وأن بعض الموظفين لم يجتازوا الامتحان ورغم ذلك بقوا في المؤسسة على رأس عملهم، وهذا يدلل على عدم وجود شفافية بما جرى، ولا يوجد لدي أي خلل في عملي"، بينما نفى كرمي أنه تم تهديده بالفصل على خلفية عدم نشره هاشتاغات على صفحته الشخصية.

أما ريما سروجي، من طولكرم، وهي تعمل منذ نحو عام ونصف معدة ومقدمة برامج في إذاعة النجاح وتقارير متلفزة في فضائية النجاح التابعة لجامعة النجاح، فقالت لـ"العربي الجديد"، إنه تم تكريمها قبل نحو شهر على عملها وحصلت على كتاب شكر، "وتقدمت لامتحان تقييمي، لكن الامتحان كان عاما ولم يقيم الموظف بناء على عمله".

وتابعت: "في الاجتماع الأخير للموظفين مع المسؤولين عنا، بعد حادثة استهداف موكب الحمد الله، أخبرنا المسؤول المباشر عنا بأنه لا بد من نشر هاشتاغات على صفحاتكم الشخصية، وسنقوم بإطلاق هاشتاغ آخر وسنرى مدى التزامكم ومشاركاتكم بها على صفحاتكم الشخصية". فيما ستنتظر ريما إمكانية التوجه بتقديم شكوى لنقابة الصحافيين، وذلك بعد تقييم ردود الفعل على قضية الموظفين الذين تم إنهاء عقودهم.

ويجمع الموظفون الذين تم إنهاء عقود عملهم على أن بعض العقود شهرية تجدد تلقائياً وبعضها كل ثلاثة أشهر وأخرى كل ستة أشهر، وأن بعضهم تلقى راتباً أقل من الحد الأدنى للأجور (1450 شيقل بالعملة الإسرائيلية بما يعادل 250 دينارا)، وتمت زيادتها لتصل في أعلاها بالنسبة لهم إلى 400 دينار.

وتواصلت "العربي الجديد" مع مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح، غازي مرتجى، للتعقيب على ذلك، لكنه رفض التعقيب إلا بالإفصاح عن أسماء الموظفين الذين تم إنهاء عقودهم، رغم التواصل مع العديد من أولئك الموظفين الذين أكدوا إنهاء عقود عملهم. وتحتفظ "العربي الجديد"، بحق الرد لمركز إعلام النجاح حول الموضوع.

من جانبه، قال الخبير القانوني ماجد عاروري، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تجبر أي مؤسسة إعلامية موظفيها على تبني آراء لا يرغبون الإبداء بها، وهي مخالفة وجريمة تمس حق الإنسان بحرية التعبير، ومخالفة لقانون العمل بأن يقوم الموظف بمهمات غير المنوطة به".

وأضاف أن "قضية الرواتب مسألة منوطة بين أي وسيلة إعلامية وبين الصحافي سواء كان العمل بشكل جزئي أو دائم، ولا بد  من ضمان العيش الكريم للصحافي، وهي مسألة تقع على عاتق نقابة الصحافيين بتوفير شروط عمل مناسبة".

ولفت إلى وجوب الاطلاع على طبيعة العقود سواء الشهرية أو الدائمة ودراستها ومقارنتها بقانون العمل وعرضها على خبراء القانون لإبداء آرائهم فيها.

المساهمون